الإهمال هو بوابة الخسارة الأولى، فغالبًا ما نمر بمشكلات وترهات يومية، تجعلنا لا نتمالك أنفسنا ونفكر فيها ليل نهار، حتى يكاد رأسنا ينفجر من كثرة التخبط بين جدران الأفكار، وهذا اسمه "تهويل المشكلة"، فحتى لو كانت المشكلة صغيرة وشبه يومية بين أفراد العائلة، الزوج والزوجة أو المرتبطين عاطفيًا أو بين الزملاء في العمل أو مجال الدراسة نفسه فسيختفي الأثر قليلًا.
ويختبئ بعد مرور القليل من الوقت عليه، وسيهمل واقعيًا فوق طاولة نقاشاتنا وتفكيرنا، لكن بعد مدة وبشرارة صغيرة أقل حدة من تلك المشكلات، ولا تستحق حتى المرور عليها، نرى أن الأمور احتدمت فجأة.
وبدأ الدمار الذي تقنّع لسنوات وتوارى تحت قناع التعود والاقتناع بلزوم المشكلات يسحق كل شيء يعبر طريقه، مخلفًا وراءه ما لا يتمكن إنسان من إعادة بنائه، لذا من الواجب علينا أن نتعامل مع مشكلاتنا اليومية السطحية بشيء من العقلانية ونوع من المرونة، وحل الخلافات التي تنشأ يوميًا فور وقوعها حتى لا يكبر غول التراكم، وينقض على حياتنا فجأة.
اقرأ أيضًا المشكلات الأسرية والاجتماعية.. الأسباب والعلاج ج3
طريقة التعامل مع المشكلات الآنية لتجنب تراكمها
1. علينا أولًا الهدوء والتفكير السليم، وألا نجعل الشخص الآخر (الطرف في المشكلة) عدوًا، فهو في النهاية ضمن دائرة معارفنا أو حتى أحد أقربائنا.
2. أن نتذكر أن الشخص الآخر يمتلك ذات الأحاسيس والانفعالات التي نمتلكها، لكن بنسبة متفاوتة، وهو الآخر لديه ردود فعل.
3. أن نقتنع أننا نحن أيضًا طرف في الخلاف، فلا يمكن لمشكلة أن تنشأ من طرف واحد فقط.
4. أن نحاول استرجاع الذكريات والمواقف الطيبة والجميلة مع هذا الشخص، وألا نتغاضى عن جميع محاسنه إذا ما حدثت وطرأت أول مشكلة أو خلاف فيما بيننا.
اقرأ أيضًا المشكلات النفسية.. أعراضها وتأثيرها في الصحة العامة
تابع طريقة التعامل مع المشكلات الآنية لتجنب تراكمها
5. أن نتخذ موقفًا محايدًا حال الهدوء؛ لنحصي كل الأفكار والتعقيدات والانفعالات الإيجابية والسلبية لنرى الموقف بعين ثالثة، لا خص لها فيما حدث بين الطرفين.
6. العمل على البدء بنقاش موضوعي هادئ؛ ليتخلص كل من أطراف المشكلة من مشاعره المحتدة والسلبية العابرة، التي من الممكن لو ما فعلنا ذلك أن تصبح طبعًا ملازمًا لشخصياتنا.
7. التوصل إلى حل يرضي الأطراف جميعًا، وبذلك ننهي الخلاف حال حدوثه، ولا نسمح للإهمال أن يتحكم في نتائج حياتنا ومستقبلنا ومستقبل الأشخاص الآخرين معنا.
في النهاية الجميع لديهم مشكلات وانفعالات وقدرة على التحمل، لكن إهمال المشكلة ثم تراكمها والتهويل المطلق لهذه المشكلات سيجعل النتائج مدمرة، وغير مرغوبة، وستؤثر فينا قبل أن تؤثر في الآخرين، فلا أحد يستحق بنوبة غضب عابرة ومشكلات، إذا ما نظرنا إليها بمزيد من التأمل والتفكير، سنرى أنها ترهات لا تحتمل ولا تستحق أن تتحكم في حياتنا، أن نقضي على أنفسنا وعلى حياة الآخرين وعلى ثقة كل منا بنفسه.
أغسطس 3, 2023, 9:44 م
❤️❤️❤️👍👍👍
أغسطس 3, 2023, 11:29 م
صحيح
أغسطس 4, 2023, 12:31 ص
جميل جدااا
أغسطس 4, 2023, 12:54 ص
👍 أعجبني
أغسطس 4, 2023, 9:20 ص
❤️❤️
أغسطس 4, 2023, 10:58 ص
❤️❤️
أغسطس 4, 2023, 4:50 م
👍
أغسطس 8, 2023, 10:21 ص
👍👍
أغسطس 10, 2023, 4:46 م
✔✔✔
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.