7 دروس حياتية ملهمة من حياة الكاتبة الأمريكية "هيلين كيلر"

هيلين كيلر.. كاتبة أمريكية كفيفة وصماء وبكماء، وواحدة من أبرز شخصيات القرن العشرين، أصيبت في عامها الثاني بمرض أفقدها حاستي السمع والبصر، وكتبت 14 كتابًا وأكثر من 475 خطابًا ومقالًا، وألهمت شخصيات عدة منهم مارك توين، وغراهام بيل، ووينستون تشرشل.

منحها ليندون جونسون وسام الحرية الرئاسي عام 1964، تكريمًا لها على شجاعتها وإصرارها، واليوم، نستلهم 7 دروس حياتية من أقوال سيدة القرن العشرين هيلين كيلر.

7 من أقوال هيلين كيلر

1."لا تُدرك الأبصار أسمى وأجمل ما في هذا العالم، ولا تلمسه الأكُف، بل تشعر به القلوب في أعماقها"

أعماق القلوب

أصيبت هيلين كيلر عندما بلغت 19 شهرًا فقط بمرض أفقدها حاستي السمع والبصر، ومع تقدمها في العمر، ازدادت هي وعائلتها إحباطًا بسبب عجزها عن التواصل معهم، لكنها تعلمت أن تميز أفراد أسرتها ب لمس ملامح وجوههم أو ثيابهم، أو استشعار عبير عطورهم.

وفي ظل عجزهم عن إيجاد حل، لجأ والدا هيلين إلى ألكسندر غراهام بيل الذي كان يعمل مع فاقدي السمع، واقترح بدوره أن يستعينوا بشابة تُدعى آن سوليفان لتكون معلمتها ومرشدتها، وكان لهذا القرار أثرٌ غيّر حياة هيلين.

2."لا تتشكل الشخصية في أحضان الراحة والسكينة، بل تُصقل الروح وتُلهَم الطموحات، وتُحقق النجاحات عبر حِمى التجارب والمعاناة".

الحياة تجارب

بعد أن وضعت آن سوليفان أسس صداقة سيدوم تأثيرها طوال حياة هيلين، بدأت تُعلم هيلين الحروف الأبجدية، مستخدمةً تهجئة الأصابع بلغة الإشارة على راحة يد هيلين، وكان من أصعب الدروس مساعدتها على إدراك الرابط بين الكلمة ومعناها، وكانت اللحظة الفارقة التي غيرت مجرى حياة هيلين عندما دفعت آن الماء من البئر إلى إحدى يدي هيلين، في حين كانت تتهجى كلمة "ماء" على اليد الأخرى.

في تلك اللحظة، أدركت هيلين أن الكلمة تمثل فكرة أو شيئًا ملموسًا، وسرعان ما بدأت هيلين تميز بين تراكيب الحروف، وكأن شرارة اشتعلت في أعماق هيلين، ومنذ ذلك الحين، ساعدت آن هيلين على تنمية رغبة شديدة في التعلم.

تعلمت هيلين بفضل جهود آن قراءة الحروف بطريقة برايل، والكتابة، بل وبدأت تحاول النطق، ومع شغفها الجديد بالمعرفة، تولدت لدى هيلين رغبة قوية في الالتحاق بالجامعة، ورغم ما واجهته من محن وصعوبات في رحلتها، لم تدع التحديات الجسدية تثنيها عن أحلامها الكبيرة، بل سعت لتحقيقها بعزم لا يلين وإرادة لا تعرف الهزيمة.

3."واحسرتاه على من يرى بعينه ولا يُبصر قلبه الحقائق"

رؤية الحقائق

إذا نظرنا بعين الاعتبار إلى من جعلوا البصيرة عدسة لرؤية الحياة في القرن العشرين، لبرزت هيلين كيلر في صدارة المشهد، فلا ينبغي أن نغفل عن أحد أهم إنجازاتها، وهو نيلها درجة ليسانس الآداب، لتكون أول امرأة عمياء وصماء تحصل على هذه الدرجة.

وعند النظر إلى حياتها، نجد أن هيلين كيلر لم تعد القيود التي فرضتها عليها الطبيعة حواجز فولاذية تقيدها، ولم تتخذها عذرًا يحول بينها وبين تحقيق أحلامها، وفي المقابل، نجد كثيرين في حياتنا ممن لهم أعين ترى، لكن قلوبهم تعجز عن رؤية حقيقة أهدافهم وما يرغبون أن يكونوا عليه في المستقبل.

لم تسمح هيلين كيلر لافتقادها البصر أن يوقفها عن السعي وراء آمالها العظيمة، في الوقت الذي كان فيه كثير من ذوي الإعاقات يرون في إعاقتهم عقبة، ويركزون على النجاة بدلًا من الكفاح من أجل النجاح كما كانت تفعل هيلين كيلر.

4."الحياة بين خيارين: مغامرة جريئة للإقدام على المخاطر أو فراغ وخواء"

الحياة مغامرة

قد لا يكون تحاشي المخاطر أمرًا مستحيلًا تمامًا، لكن علمتنا هيلين كيلر أن علينا ألا نجعل من ذلك غايةً قصوى تقودنا في مُعترك الحياة، فقد كانت الحياة بالنسبة لهيلين مغامرةً مشحونة بالمخاطر والتحديات.

دعونا نعد بالزمن إلى القرن العشرين، ونسأل: كيف يمكننا أن نحيا الحياة رغم مخاطرها التي تقبض الأنفاس؟ سنجد أن هيلين كيلر كانت مثالًا يُحتذى في معايشة الأحلام على الرغم من ما يكتنفها من أخطار.

5."يمثل الإيمان بقدرة المرء على تحقيق أحلامه، قوةً تخرج العالم من ظلمات التشتت إلى نور وضوح الأهداف"

تحقيق الأحلام

كانت هيلين تعلم تمامًا أنه دون الإيمان، لن تجد القوة لتتجاوز مصاعبها، فقد تعلمت كيف تتصارع مع المحن سواءً عظمت أم صغُرت، واكتشفت أهمية التطلع إلى المستقبل بإيمان وتفاؤل.

كما أدركت أنه لولا إيمان آن سوليفان بها لما استطاعت أن تصبح الشخص الذي هي عليه، وبالمثل، لو لم يكن لدى هيلين إيمانها الخاص الذي دفعها للاعتقاد بقدرتها على تحقيق أحلامها، لكانت قد استمرت في البقاء في ظلام عينيها الدامس، ولكنها كانت حريصة على مشاركة هذا الإيمان مع العالم بكتبها الملهمة، فقد كانت ترغب بشدة أن يسير الآخرون في درب النور ذاته الذي كانت تسير فيه.

6."الحياة ما هي إلا سلسلة متتالية من الدروس التي لا تُدرك إلا بالتجربة"

دروس الحياة

لم ترَ هيلين كيلر الحياة مجرد طريق وعِر علينا الثَّبات تجاهه فحسب، بل عدتها سلسلة متتالية من التحديات والتجارب التي تمثل فرصًا سانحة تُضفي على حياة كل منا معنى وغاية، وتُخرج جواهر نفوسنا الكامنة في الأعماق.

7."ما أرهقني البحث عنه ليس في العالم الخارجي، بل في نفسي التي بين كتفي"

البحث عن الذات

يقضي كثيرون حياتهم كلها في مطاردة عبارات مثل انتظار حبيب العمر، أو فتاة الأحلام، أو فرصة الحياة التي ستقلب الحياة رأسًا على عقب، معتقدين أن شيئًا ما أو شخصًا ما في الخارج سيجلب لهم السعادة ويمنحهم إشباع رغبة السعادة لديهم.

لكن هيلين أدركت في وقت مبكر أن السعادة لا تُتنظر، بل شيئًا بيدنا صنعه، فقد كانت السعادة والثقة بالنفس صفات تبنتها في داخلها، ولم تكن أشياء صادفتها إذا بحثت عنها بشدة.

كانت هيلين كيلر كاتبة ومتحدثة وناشطة، تحمل روحًا من العزيمة جعلت منها مُدافعة عن حقوق ذوي الإعاقة لأجيال قادمة، وانتصرت على الشدائد، وكرَّست حياتها لمساعدة الآخرين، وسيظل إرثها خالدًا بين صفحات دواوين الحياة ولن تُنسى أبدًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة