7 خطوات للتقليل من مشكلات الأبناء

يحلم كل أب وكل أم بأطفال هادئين، مطيعين، لا يثيرون الضوضاء، ولا يفتعلون المشكلات، فهل هذه النوعية من الأطفال موجودة؟ وهل من وسائل يمكنها جعل الأطفال هادئين ومطيعين؟

في هذا التقرير سوف نسلط الضوء على 7 أفكار تقلِّل المشكلات التي يثيرها الأبناء.

بداية ففكرة وجود أطفال -صغارًا كانوا أم كبارًا- دون أخطاء، هو ضرب من الخيال؛ لأن الخطأ ملازم للإنسان طيلة حياته، بل إن خير الخطائين التوابون، كما في الحديث الصحيح.

فلنجعل هدفنا إخراج أطفال أسوياء نفسيًّا، وعقليًّا، وجسديًّا، وروحيًّا، وأن نحميهم من إمكانية تعرضهم لمشكلات نفسية أو سلوكية، أو في الأقل تقليل الأخطاء قدر المستطاع.

اقرأ أيضًا الشجار بين الأبناء.. كيف يواجه الوالدان هذه المشكلة؟

القدوة الحسنة

منذ أن يفتح الطفل عينيه الصغيرتين، يقع بصره أول ما يقع على والديه، الأب والأم، ودائرة الأسرة المقربة، منذ تلك اللحظة، يصير هؤلاء له القدوة والنموذج الذي يحتذيه، في أقواله وأفعاله وتصرفاته.

يكبر يومًا بعد يوم، وهو يرى والديه أمام عينيه، تنمو شخصيته، ويتشرب كل يوم عادات وتقاليد وقيمًا ومبادئ وأفكارًا من والديه، لذلك يجب على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لأطفالهما.

يقول الدكتور صالح عبد الكريم -المستشار التربوي والنفسي- إن الأطفال يكتسبون 93 % من تصرفات وسلوكيات والديهم، و7 % فقط من أقوالهما، أي إن الأبناء يكتسبون أفعال الوالدين وليس أقوالهما.

من أفضل التدريبات العملية للطفل على الطاعة، هو رؤيته لوالديه وهما يطيعان والديهما -أي أجداد الأبناء- فالتربية بالقدوة والنمذجة من أفضل أساليب تربية الأبناء ووقايتهم من الوقوع في المشكلات.

اقرأ أيضًا 9 حلول عملية لعلاج مشكلة العناد عند الأبناء

تعريفهم بالسلوكيات المطلوبة منهم

يجب تعريف الأبناء بما هو مطلوب منهم، سواء على نحو مباشر، أو غير مباشر، وذلك بكتابة 100 سلوك جيد ترغب أن يقوم به الأبناء، بحيث تُقرأ هذه السلوكيات على مسامع الأبناء مدة شهر.

ما يجعل الأبناء يتقمصون شخصية الطفل المثالي، ويمارسون هذه السلوكيات تلقائيًّا، خاصة إذا كانت قراءة الأم تشعر الأبناء بالانبهار.

اقرأ أيضًا دور الآباء في تربية الأبناء.. تعرف الآن

قوانين وقواعد منظمة

ما من مكان أو مؤسسة إلا ولها نظام وقوانين يحترمها المنتمون إليها، وهكذا الأسرة يجب أن توجد قواعد وقوانين ونظام يحترمه الكبار قبل الصغار.

هذه القوانين والقواعد المنظمة تشمل مواعيد الاستيقاظ والنوم والأكل واللعب والدروس وغيرها، فضلًا على أوقات الجلوس أمام الشاشات.

من الجيد كتابة هذه التعليمات والقوانين على لوحة في مكان يراه الجميع، وألا تتعدى عشرة قوانين، المهم فالأهم.

معنى وجود قوانين وقواعد منظمة، أن الجدال سيقل جدًّا، وسوف يوجد تقبل للعقوبة الموقعة عند مخالفة هذه التعليمات.

ومن الجيد أن تكون هذه القوانين مرنة، وأيضًا مطلوب من الوالدين الحزم. فطبيعي أن يقابل ذلك بالرفض والعناد في البداية، لكن أمام إصرار الوالدين على تطبيقها سوف يرضخ الأبناء وتقل سلوكياتهم الخاطئة.

اقرأ أيضًا نتائج كارثية لغياب الأب عن أبنائه

الاتفاقات المسبقة

من شأن الاتفاقات المسبقة بين الوالدين والأبناء، أن تقلِّل عنادهم ومشكلاتهم خاصة عند الخروجات والفسح.

كثيرًا ما يواجه الوالدين مواقف مخجلة من الأطفال الصغار عند الذهاب إلى السوبر ماركت ومحل التسوق، إذ يرغبون في الحصول على كل شيء.

وأفضل علاج لذلك، هو الاتفاقات المسبقة، بمعنى أنه قبل الخروج من البيت، يتم الاتفاق على عدد الأشياء المسموح له بشرائها؛ فهذا من شأنه أن يقلل المشكلات ويجعله أكثر تقبلًا.

من الأمور الجيدة هنا، مشاركة الأبناء فيما يتم الاتفاق عليه مسبقًا، بحيث يشتركون في وضع القواعد المنظمة، ما يجعلهم أكثر تقبلًا وأقل عنادًا.

على سبيل المثال، يتم الاتفاق مع الطفل، أن الجلوس على شاشة الموبايل مدة نصف ساعة بعد الانتهاء من كتابة الواجبات، وقبل 5 دقائق من نهاية الوقت، يتم تذكير الطفل بأنه متبقي 5 دقائق من المدة المحددة.

اقرأ أيضًا العوامل الأسرية المؤثرة في تكوين شخصية الأبناء

توزيع الأدوار داخل البيت

من الوسائل الفعالة لتقليل المشكلات والعناد داخل البيت، توزيع الأدوار والمسؤوليات على الأبناء. ومن بين الأسباب الشائعة للشجار بين الأبناء هو عدم معرفة الأبناء بالأدوار المطلوبة من كل واحد منهم.

يتم الجلوس مع الأبناء، وتعريف كل واحد بالمهام اليومية المطلوبة منه. وعندما يعرف كل شخص الدور المنوط به، والواجب عليه عمله، سوف يقل العناد.

اقرأ أيضًا 6 أخطاء يرتكبها الوالدان تُضعف شخصية الأبناء

الحب والحنان

من أهم دوافع الطفل لافتعال المشكلات، هو محاولة لفت انتباه الوالدين، وكأنه يقول لهما "أنا هنا". على الوالدين أن يشبعا أطفالهما حبًّا وحنانًا ورعايةً واهتمامًا، وأن يغرقاهم بمشاعر الحب، ولا يجعلاهم يبحثون عنها على النواصي أو الطرقات.

من الآباء والأمهات من لا يجيد التعبير عن مشاعر الحب لأبنائه بدعوى الخجل، وهذا ما يسبب مشكلات ومتاعب للأبناء. فالتعبير عن الحب، بالكلام، والقبلات والأحضان، واللمس، ومشاركة الألعاب، أمور ضرورية لا غنى عنها للأبناء. وشعور الأبناء بالإهمال من أهم الدوافع التي تجعلهم يثيرون المشكلات داخل البيت، والشجار مع الإخوة.

من الجيد أن يسأل الوالدان الأبناء عن الأشياء التي أسعدتهم، والأشياء التي أزعجتهم على مدار اليوم، فهذا يُشعرهم بالاهتمام ويقلِّل المشكلات والعناد.

اقرأ أيضًا كيف يمكن تعزيز سلوك الأطفال الإيجابي؟

التواصل الفعال

الحوار الهادف الفعال، الذي يستمع فيه الوالدان لآراء أبنائهما، من شأنه أن يشعرهم بقرب والديهم، وأن يبني جسورًا من التواصل بين الطرفين، لذا تقل المشكلات.

لذلك من الضروري على الوالدين تخصيص وقت للجلوس مع الأبناء كلٍّ على حدة، جلسة أب وصديق مع ابنه وصديقه، لا أوامر، لا نواهي، لا زجر ولا نصائح.

التواصل الفعال يعني الإنصات الجيد لكل ما يقوله الأبناء، عندما يأتي إليك طفلك ويخبرك بمشكلة ما، عليك وقتها أن تحسن الإنصات، وأن تتفاعل مع كل كلمة يقولها، وتبدي تعاطفك معه، ودعمك له.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في أي من الأساليب التي ذكرناها، أكثر فاعلية في التقليل من مشكلات الأبناء.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة