في وسط هذا العالم الصعب المليء بالضغوط العصبية، كان لزامًا على المرء أن يحتفظ بعقله وصحته النفسية سليمة قدر الإمكان، ولذا فإننا في هذا المقال نعرض 6 حيل نفسية بسيطة توفر عليك مجهود نفسي شديد لو اتبعتها لتعيش براحة نفسية أكبر.
دعني أخبرك بقصة سريعة.
خلال الحرب العالمية الثانية، كُلِّف عالم رياضيات لامع يُدعى أبراهام والد بإنقاذ طائرات القاذفات، وأظهر له العسكريون طائرات مملوءة بثقوب الرصاص وسألوه عن الأماكن التي ينبغي لهم أن يضيفوا إليها الدروع.
كان معظم الناس سيقولون: "غطِّ الأماكن التي بها أكبر عدد من الثقوب".
لكنه قال العكس: "قم بتحصين المواقع التي لا تحتوي على ثقوب الرصاص".
هل شعرت بالارتباك؟ لاحقًا، تبيَّن أن الطائرات التي بها ثقوب هي التي نجت، أما الطائرات الأخرى فلم تعد.
6 حيل نفسية بسيطة نؤثر على حياتك بشكل واضح
ما يحدث هنا في الواقع هو أن الحل -في بعض الأحيان- ليس واضحًا.
أحيانًا يكون الأمر عكس ما تعتقد، وهذا بالضبط ما سنراه اليوم: حيل نفسية تبدو بسيطة ولكنها تقلب الواقع رأسًا على عقب.
1. تأثير "عدم الاهتمام": كيف تجعلك اللامبالاة أكثر جاذبية
إليك ما لا يعترف به أحد: ملاحقة الناس لا تؤتي ثمارها أبدًا، سواء في الحب أو الصداقة أو العمل.
فكر في الأمر: هل شعرت دائمًا بالانجذاب إلى ذلك الشخص القوي، الغامض، أو غير المهتم إلى حد ما؟
هذا ليس مصادفة، بل هو علم النفس.
عندما تكون غير مبالٍ، فإنك تظهر الاكتفاء الذاتي، ما يجعل الناس يشعرون بقيمتك لأنك لست يائسًا للحصول على اهتمامهم.
كيفية تطبيق هذا:
- توقف عن المبالغة في شرح وتبرير نفسك.
- ركز على أهدافك وأهوائك الشخصية، ودع الفضول يأتي إليك.
- تذكر أن الندرة تزيد القيمة.
2. قوة الصمت: عدم قول أي شيء يمكن أن يجعلك تفوز في أي جدال
يوجد دائمًا تلك الحجة التي تظل فيها الكلمات تتطاير ذهابًا وإيابًا دون حل.
ما لا يتحدث عنه أحد هو السلاح الصامت: الصمت نفسه.
في المواقف المتوترة، يصبح الصمت أمرًا لا يُطاق، وغالبًا ما يملأ الشخص الآخر الفراغ، فيكشف عن مشاعره الحقيقية أو عيوبه في نقاشه.
كيفية استخدامه:
- بدلًا من الرد عاطفيًّا، خذ قسطًا من الراحة.
- انظر إليهم وابقَ هادئًا تمامًا.
- دع الصمت يعمل، فهو ينزع سلاح الآخرين ويمنحك السيطرة.
3. كيف يتلاعب بك الشعور بالذنب (وكيفية اكتشافه لدى الآخرين)؟
كم مرة فعلت شيئًا ما فقط لأنك شعرت بالذنب؟
يعرف المتلاعبون هذا الأمر جيدًا، فهم يستخدمون الشعور بالذنب أداة ضعيفة ولكنها فعالة للغاية لتشويه مشاعرك والحصول على ما يريدون.
إنك تسمح للذنب بالسيطرة على حياتك أكثر مما تعترف به.
علامات تشير إلى أنك تتعرض للتلاعب بالشعور بالذنب
- يذكِّرك شخص ما باستمرار بالطريقة التي "ساعدك" بها.
- توافق على الأشياء حتى لو كانت تؤلمك.
- يلومونك دائمًا على أي جدال.
ما يجب القيام به:
- حدد متى يكون استخدام الشعور بالذنب كسلاح.
- أنشئ حدودًا واضحة (انظر القسم 6).
- توقف عن الاعتذار المفرط، فهو يمنح المتلاعبين مزيدًا من النفوذ.
4. يحكم عليك الناس بواسطة نقاط ضعفك أكثر من نقاط قوتك
نحن جميعًا نعلم أن الناس يتذكرون عيوبك أكثر من نجاحاتك.
أعلم أن هذا مجرد حظ سيئ، لكنها طبيعة البشر؛ فالضعف يبرز لأنه من السهل رؤيته وانتقاده.
ما يمكنك فعله:
- اعترف بعيوبك، فهذا يجعلك محصنًا ضد المنتقدين الأنانيين.
- لا تبالغ في التعويض، فهذا يدل على عدم الأمان.
- استخدم الوعي الذاتي سلاحًا، فهو يشير إلى القوة.
- "نقاط ضعفك لا تمتلك قوة إلا بقدر الخوف الذي تمنحها إياه."
5. حيلة الثقة: تصرف وكأنك لا تهتم (حتى لا تهتم فعلًا)
الثقة لا تعني غياب الخوف، بل تعني عدم الخضوع له.
نحن جميعًا نهتم كثيرًا بما يعتقده الآخرون.
إليك الحيلة: تصرف وكأنك لا تشعر بذلك، تظاهر به حتى يصبح حقيقيًّا.
كيفية القيام بذلك:
- أبطئ تحركاتك، فالجسد المسترخي يخلق عقلًا مسترخيًا.
- استبدل الحديث السلبي مع نفسك بعبارات محايدة مثل: "أنا هنا للتعلم".
- ركز على الصورة الأكبر، فمعظم الأشخاص لن يتذكروا حتى ما فعلته.
6. لماذا يحترم الناس الحدود فقط عندما تفرضها عليهم؟
إذا كان يوجد شيء كنت أعاني منه كوني شخصًا انطوائيًّا، فهو قول "لا".
المشكلة؟ بمجرد أن تسمح للآخرين بتجاوز حدودك، فسوف يستمرون في فعل ذلك مرارًا وتكرارًا حتى يكون استغلالك بالكامل لمصلحتهم.
لماذا؟ لأنك علمتهم أن الأمر على ما يرام، لقد كان خطأك طوال الوقت.
ما يحدث في الواقع: الحدود لا تقتصر على ما تقوله، بل على ما تفرضه.
كيفية إنشاء حدود لا تتزعزع:
- كن واضحًا ولا تقبل المساومة، فالقول البسيط: "لا أستطيع فعل ذلك" يعمل دون الحاجة إلى أي تفسير.
- فرض العواقب عندما يتجاوز الأشخاص حدودهم (على سبيل المثال، تقييد وصولهم إليك).
👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.