6 أشياء تعوق طفلك عن النجاح والتفوق

كثيرة هي الأشياء والمشتتات التي تعطل أبناءنا عن المذاكرة وتكاد تصيب الأمهات تحديدًا بالجنون، فيرتفع صوتها، وقد تتشاجر مع طفلها؛ لكي يجلس ويذاكر دروسه رغبة منها في أن ينجح ويتفوق.

في هذه المقالة نُسلط الضوء على أكثر الأشياء التي تعطل أبناءنا عن المذاكرة والتفوق الدراسي.

اقرأ أيضًا: كيف تحقق النجاح في الدراسة؟

الشاشات

دون منازع تتربع الشاشات بأنواعها المختلفة، سواء كانت شاشة موبايل أو تليفزيون أو تابلت وغيرها على عرش الأشياء التي تعطل أبناءنا عن المذاكرة، وتقف حجر عثرة أمام تفوقهم الدراسي؛ نظرًا لكم الساعات الطويلة التي يجلسها الأبناء أمامها، لتعلقهم الشديد بها.

من يلام على هذا الأمر في المقام الأول هم الوالدين؛ لأنهما أوصلا أبناءهم إلى هذه الدرجة من التعلق بالشاشات، بدلًا من قضاء هذه الأوقات في قراءة قصة أو كتاب، أو ممارسة نشاط رياضي يعود بالفائدة عليهم ويفيد صحتهم، أو في الأقل يساعدونهم في أعمال البيت التي لا تنتهي.

للأسف كثير من الأمهات تحديدًا تعوِّد طفلها منذ سنوات عمره الأولى على الجلوس أمام الشاشات من أجل التحدث في الهاتف مع صديقاتها، أو إنجاز أعمال المنزل، تاركةً الطفل أمام الشاشات بالساعات، حتى يصل لمرحلة التعلق بها وإدمان الجلوس أمامها، حتى إن الأم عندما تحاول أخذ الهاتف منه يبكي بكاءً شديدًا وكأنه تعرض للضرب المبرح من أمه.

لذلك فإن الشاشات بأنواعها عائق أمام تفوق الطفل؛ لأنها تشغل وقته وتستنزفه في أشياء لا تُفيد، تستهلك تركيزه أمام الفيديوهات التي يشاهدها، فيجلس أمام الكتاب فاقدًا تركيزه، فتكون المحصلة صفرًا كبيرًا تترجم في الاختبارات الشهرية والفصلية.

اقرأ أيضًا: الامتحانات هل هي عامل تنافس أو عامل ضغط؟

ما الحل إذن؟

أيًّا كانت المرحلة التي وصل إليها الطفل من التعلق بالشاشات، فيجب معاملته كالمدمن أو المدخن، لا يمكن المنع بالكلية مرة واحدة، وإنما بالتدريج، فالطفل الذي يجلس أمام الشاشات مدة 5 ساعات يوميًّا، نضع له جدولًا أسبوعيًّا، ننزل به إلى 4 ساعات، والأسبوع الذي يليه 3 ساعات، وهكذا إلى أن نصل إلى المعدل الطبيعي الذي يفترض أن يجلسه أمام الشاشات حسب مرحلته العمرية.

ولكي تنجح هذه الخطة، لا بد من العثور على بديل وشغل وقت فراغ الطفل في شيء مفيد وممتع له؛ لأن فكرة المنع لن تجدي ما لم يتوافر بديل جيد لطفلك، وكل أب وكل أم يمكنها معرفة مجالات اهتمامات طفلها ومحاولة التركيز عليها عوضًا عن الشاشات.

فإن كان محبًّا للرسم، وفَّرنا له الأدوات، وإن كان موهوبًا في رياضة معينة، ننمي هذه الموهبة، بالاشتراك في أقرب نادي رياضي للتدريب والارتقاء بمستواه في الرياضة التي يحبها وتشجيعه على الدخول في مسابقات والحصول على جوائز، وكل هذا من شأنه أن يجعله يتفوق رياضيًّا ودراسيًّا، فدومًا أقول الطفل المتفوق دراسيًّا، متفوق رياضيًّا، متفوق في علاقاته الاجتماعية.

اقرأ أيضًا: 14 نصيحة لطلاب الثانوية العامة قبل دخول الامتحانات

مشكلة صحية

من الأشياء التي تعوق الطفل عن الدراسة وتحول دون تحصيله دراسيًّا على نحو جيد، هو أن يكون الطفل مصابًا بمشكلة صحية، مثل ضعف النظر، أو الضعف السمعي، وغيرها من المشكلات التي تحول دون تفوقه الدراسي.

لذلك يتعيَّن على الوالدين في مرحلة مبكرة، التحقق من سلامة الطفل وسلامة أعضائه في وقت مبكر، ففي مصر على سبيل المثال، وبمجرد ولادة الطفل وعند الذهاب إلى إثباته في سجلات وزارة الصحة يجرى عمل فحص لأذن الطفل للتحقق من سلامة حاسة السمع وكذلك البصر. يدخل في ذلك صعوبات التعلم أيضًا سواء كانت نمائية مثل ضعف الانتباه والتركيز، أو أكاديمية تتعلق بمشكلات القراءة والكتابة.

فالطفل الذي يعاني ضعفًا سمعيًّا، لن يمكنه الاستماع لما يقال في أثناء الحصة المدرسية، ولن يتمكن من التفاعل مع معلميه بالفصل، وبذلك سيفقد كثيرًا، وكذلك الطفل الذي يعاني ضعف الإبصار، فإنه لا يمكنه متابعة ما يشرح على السبورة.

لذلك يقع على المعلم والمعلمة بالفصل دور كبير في الأخذ بأيدي هؤلاء والاكتشاف المبكر لهذه المشكلة؛ من أجل التدخل والعمل على حلها في وقت مبكر، وكذلك تقديم المساعدة الفورية، فالطفل الذي يعاني ضعف الإبصار يمكن للمعلم أن يجلسه في الصف الأول؛ لكي يكون أقرب رؤية لما يكتب على السبورة.

هذا إلى جانب بعض المشكلات الصحية الأخرى، كأن يكون الطفل يعاني الأنيميا الحادة، فتجده يشعر دائمًا بالإرهاق والتعب وعدم القدرة على المذاكرة، وهكذا في المشكلات الأخرى، فالطفل يركز على الألم الذي يؤلمه أكثر من تركيزه في المذاكرة، وبذلك يؤثر سلبًا على تحصيله.

الحل يكمن في الاكتشاف المبكر لهذه المشكلات والعمل على حلها، ونؤكد أهمية الاكتشاف والتدخل المبكر لأي مشكلة، لأنه يكون أسرع في العلاج والتعافي أسرع إذا ما اكتشفت المشكلة متأخرًا.

خلافات الزوجين

دعونا نؤكد حقيقة يجب على كل زوجين إدراكها، وهي أنه لا يخلو بيت من مشكلات، غير أن طريقة التعاطي مع هذه المشكلات هي التي تميز بيتًا عن بيت آخر، فهناك نوعية من الأزواج وهم قلة للأسف نتمنى أن تكون يومًا ما أكثرية، يحلون مشكلاتهم في الغرف المغلقة بعيدًا عن أعين وسمع أطفالهم؛ لأنهم يدركون جيدًا شيئين:

الأول أنه لا توجد مشكلة دون حل، والحل يكمن في الحوار والنقاش الهادئ بعيدًا عن الأطفال، وحل المشكلة قبل أن تتفاقم.

والثاني: أن هذه المشكلات إذا عُلِجَت أمام الأطفال بالصوت المرتفع والشجار؛ فإنها لا شك تؤثر سلبًا على نفسية الأبناء، وتصيبهم بالقلق والتوتر، وعدم الشعور بالأمان في بيت تسوده المشادات والخلافات، والتفكير المستمر في مستقبلهم إذا لا قدر الله وصل الأمر إلى الطلاق.

لذلك يتعيَّن على الآباء والأمهات إدراك أن حل هذه المشكلات يجب أن يكون داخل الغرف المغلقة بعيدًا عن أطفالهم؛ من أجل الحفاظ على صحتهم النفسية، وعدم تشتت تركيزهم في هذه الخلافات التي تشغلهم عن دراستهم.

الواقع لأسف يشير إلى وجود نوعية من الأزواج الأنانيين الذين يستغلون أبناءهم في خلافاتهم مع شريك الحياة، بدافع ابتزاز الطرف الآخر، مثل هذه الشخصيات الأنانية تستحق المحاكمة والمحاسبة في الدنيا قبل الآخرة؛ لأنها لا تفكر إلا بنفسها وفقط، حتى وإن ادَّعت كذبًا وزورًا أن مصلحة أبناءها في المقام الأول، لأنه لو صدق ما تقول، لجنبت أطفالها خلافاتها مع زوجها، ولحافظت على تلك الصورة البهيَّة للأب في أعين أبنائه والعكس صحيح.

غياب هدف واضح

ما يدفع أي شخص في الحياة إلى بلوغ شيء ما، هو وجود هدف يسعى لتحقيقه، وإذا لم يكن لدى الابن أو الابنة هدف واضح يسعى إلى تحقيقه في الحياة، فبلا شك لن تكون لديه دافعية للنجاح والتفوق. فالأهداف تولد الدافعية نحو الإنجاز وتحقيق الطموحات.

لكن من يضع هذا الهدف؟ وكيف يساعد الآباء الأبناء في وضع أهداف لهم؟

للآباء والأمهات دورٌ كبيرٌ في مساعدة أبنائهم على وضع أهداف يسعون لبلوغها في المستقبل، كثيرًا ما نسمع الآباء والأمهات يحفزون أبناءهم: أريدك أن تصبح طبيبًا أو مهندسًا أو معلمًا عندما تكبر، وهذا أمر محمود، لكن من الأفضل أيضًا أن تقدم لطفلك القدوات التي تحب أن يصبح مثلها أو في الأقل في تخصصها.

بالتأكيد إذا كانت هذه القدوة موجودة في البيت؛ أي الأب والأم، فهذا أفضل، أما إذا لم يكن كذلك، فعلى الأب أن يُقدِّم النماذج الجيدة من محيط الطفل القريب، الذي يراه ويسمعه ويعرفه.

كأن يقول الأب لطفله انظر إلى عمك فلان الذي يعمل طبيبًا ويشهد الناس له بالأخلاق الحسنة، والضمير الحي اليقظ، ومساعدة المرضى الفقراء، وغيرها من الأشياء والصفات الحسنة التي تجذب انتباه الطفل وتجعله يرغب في أن يصبح طبيبًا عندما يكبر لكي يساعد الفقراء والمحتاجين وهكذا.

أذكر ومنذ أن كنت صغيرًا، كانت الأهداف لي غير واضحة، فمرة أرغب أن أصبح طبيبًا، ومرة أخرى أريد أن أصبح مهندسًا، إلى أن وصلت إلى المرحلة الثانوية والصورة مشوشة لدي، فكان الهدف لي أن أحصل على أعلى درجة يمكن الحصول عليها ووقتها أدرس الكليات التي يمكنني الالتحاق بها، إلى أن عُيِّن ابن أحد الجيران معيدًا بالجامعة، عندها فقط أصبح الهدف واضحًا أيًّا كانت الكلية التي سوف ألتحق بها.

من الضروري على الآباء والأمهات ولكي لا يصاب الأبناء بالخيبات ويقتلهم اليأس والإحباط إذا شاءت الأقدار ولم يصل الابن إلى الهدف الذي كان يسعى من أجله لسبب ما، لذلك يجب أن نربي أبناءنا منذ الصغر على هدف رئيس، وأهداف أخرى فرعية؛ بحيث إذا فشل في بلوغ هدفه، لم ينل منه اليأس والإحباط، بل يكمل بعزيمة نحو بلوغ الأهداف الأخرى البديلة.

رغبة مسيطرة

أحيانًا قد ينشغل الأبناء بشيء ما، تجده شارد الذهن دائمًا، يمكن للوالدين ملاحظة ذلك، فقد يكون الابن منشغلًا بالتفكير في الجنس الآخر، لا سيما في مرحلة المراهقة. فمن أكثر الأشياء التي تعوق الأبناء عن المذاكرة سيطرة رغبة معينة لديهم، تشغل فكره وعقله أغلب الوقت، ولا يمكنه التركيز في شيء آخر.

انشغال الابن بالتفكير في هذه الرغبة، لا يضيع وقته فحسب في التفكير بها، ولكنه يستنزف طاقته ومجهوده وتركيزه، لذلك من الطبيعي عندما يجلس أمام الكتاب يضعف تحصيله، فالجسد حاضر، ولكن العقل والفكر حتى العاطفة في مكان آخر تمامًا.

لذلك على الوالدين عند ملاحظة أي تغير طارئ على الابن أو الابنة، أن يجلس معه ويعرف ما يشغل تفكيره ويحاول طمأنته، وهذا لا يحدث إلا إذا كان الأب قريبًا من ابنه، والأم قريبة من ابنتها، وهذه العلاقة التي نتحدث دومًا عنها منذ نعومة أظفار الطفل، لكي تنشأ علاقة الصداقة بينه وبين والديه، فإذا أهمه أمر، أو شغله شيء، هرع إليهم ليأخذ رأيهم.

ليس بالضرورة أن يكون الطفل منشغلًا التفكير في الجنس الآخر؛ لأن هذا الموضوع تحديدًا يأتي في وقت متأخر نوعًا ما، فقد يكون الطفل منشغلًا بالألعاب الإلكترونية التي تأخذ وقتًا وجهدًا وتركيزًا كبيرًا منه، وقد يكون إدمان مشاهدة مباريات كرة القدم وهكذا.

تقليد القدوات السيئة

في العصر الذي نعيشه وصار فيه المطربون والفنانون ولاعبو كرة القدم من المشاهير، فضلًا على مشاهير السوشيال ميديا من مقدمي المحتويات التافهة، ومع ذلك تحقق ملايين المشاهدات التي يستتبعها بالضرورة تحقيق أرباح وشهرة كبيرة، جعلت الأبناء يرغبون في تحقيق الشهرة والمال بسرعة.

يرون بأم أعينهم، كيف صار هؤلاء التافهون قدوات ونماذج، في الوقت الذي يُغيَّب فيه العلماء والمفكرون، لمَ لا يصبحون مثلهم؟ لماذا عليهم الجد والاجتهاد والتعب سنوات من أجل الحصول على وظيفة لا تؤدي في النهاية إلى الشهرة والمال؟

فالطفل خاصة في مرحلة المراهقة يكون بحاجة إلى المال والشهرة بسرعة ودون تعب، على غرار نجوم الفن والطرب، وكذلك السوشيال ميديا، في حين أن المذاكرة من وجهة نظره مضيعة للوقت والجهد.

لذلك أبناؤنا بأمس الحاجة لقدوات ونماذج صالحة، بحاجة إلى أب وأم يتفهمان مشاعره، يشعرانه بقربه منهم، والأهم أن يكونا القدوة والنموذج الصالح الذي يحتذي به طفلهما، فهما أول من تقع عينه عليه عندما يخرج إلى هذه الدنيا، وكلما كان الوالدان قريبان من الابن كانت العلاقة بينهما أقوى، وكانت المشكلات والخلافات أقل، وهذا ما نحتاج إليه في كل بيت من بيوتنا.

وأنتم أعزائي القراء، أيًّا من هذه المعوقات لمستموها في أطفالكم، وكيف تغلبتم عليها؟ اتركوا لنا تجربتكم في التعليقات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال إجتماعى مميز.. أحسنتم
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة