6 أسباب لفساد المنظومة الرياضية في مصر

يشهد قطاع الشباب والرياضة في مصر منذ عقود تحديات مستمرة، بعضها متعلق بالبنية التحتية، وبعضها باللوائح الإدارية، وآخر بالتخطيط الاستراتيجي وتطوير المواهب.

ومع وجود وزارة معنية بتنمية هذا القطاع، تُثار تساؤلات عن فاعلية السياسات الحالية في تحقيق هذا الهدف.

ولكن كيف يمكن لهذه المنظومة أن تتدهور بسرعة، في وقت قصير؟ هنا، نقدم نقدًا لوزارة الشباب والرياضة المصرية، ونسلط الضوء على الأسباب التي قد تسرع فشل المنظومة، استنادًا إلى تجارب سابقة وأخطاء شائعة.

اقرأ أيضًا قوة الفرق الكبرى في العالم من خلال نظرة على كرة القدم

 السبب الأول: غياب الرؤية الاستراتيجية

النجاح في أي قطاع يتطلب رؤية واضحة وأهدافًا محددة يمكن قياسها وتحقيقها على المدى الطويل. لكن وزارة الشباب والرياضة تفتقر، في كثير من الأحيان، إلى خريطة طريق واضحة.

هذا الغياب يؤدي إلى قرارات متخبطة تفتقر إلى التنسيق أو الانسجام مع احتياجات الشباب أو طموحات الرياضيين.

فعلى سبيل المثال، ما زالت بعض الاتحادات الرياضية تعمل دون خطة واضحة لتطوير المواهب أو تحسين الأداء، ما ينعكس سلبًا على نتائج مصر في المنافسات الدولية.

السبب الثاني: قرارات سريعة وغير مدروسة

السرعة في اتخاذ القرارات دون دراسة كافية أصبحت سمة متكررة. هذه القرارات قد تكون مرتبطة بتنظيم بطولات، أو تعيين شخصيات جديدة، أو صرف مكافآت بطريقة غير عادلة.

وفي أحيان كثيرة، تجد الوزارة نفسها مضطرة للتراجع عن قراراتها نتيجة الانتقادات أو الضغط الشعبي.

مثل هذه التخبطات تدل على قلة التخطيط، وتزيد التوتر بين الوزارة والمستفيدين من خدماتها، سواء أكانوا رياضيين أم مؤسسات رياضية.

اقرأ أيضًا كرة القدم والرياضة كما يفعل العالم

السبب الثالث: إهمال البنية التحتية

تُعد البنية التحتية الرياضية العمود الفقري لأي تطوير رياضي، سواء أكانت ملاعب أم مراكز تدريب.

ومع أن مصر تمتلك بعض المنشآت الرياضية المميزة، فإنها تفتقر للصيانة الدورية أو الدعم الكافي للتوسع في المناطق المهمشة.

هذا الإهمال يجعل الوصول إلى التدريب الجيد صعبًا، ويؤثر سلبًا في جاهزية اللاعبين، ويقلل حماس الشباب للانضمام إلى الأندية.

السبب الرابع: غياب الدعم الحقيقي للمواهب الناشئة

الرياضيون الشباب يحتاجون دعمًا مستمرًا وبرامج تدريبية فعَّالة، إضافة إلى دعم نفسي واجتماعي؛ كي يتمكنوا من تطوير قدراتهم وتحقيق نتائج مشرفة.

ومع ذلك، نجد أن الوزارة قد تُهمل هذه الفئة، حيث يقتصر الدعم غالبًا على نجوم الرياضة المعروفين؛ ما يترك المواهب الشابة في مناطق الظل.

وهذا النهج يؤدي إلى فقدان كثير من المواهب، وعدم تحقيق التميز الرياضي على المستوى الدولي.

السبب الخامس: المحسوبيات والتدخلات السياسية

أحد أكبر التحديات التي تواجه تطوير الرياضة في مصر هو تأثير المحسوبيات والتدخلات السياسية في القرارات الرياضية.

في كثير من الأحيان، تتدخل السياسة في تعيين القيادات الرياضية أو توزيع الموارد، ما يحرم الكفاءات الحقيقية من الوصول إلى مواقع قيادية.

هذه المحسوبيات تجعل الوزارة تعمل على إرضاء فئات معينة دون التركيز على تحقيق الأهداف الرياضية الحقيقية.

اقرأ أيضًا هل التعصب الرياضي مرض معدي تساعد وسائل الإعلام على انتشاره ؟

السبب السادس: غياب الشفافية والمساءلة

الشفافية والمساءلة هما أساس أي منظومة ناجحة. ومع ذلك، نجد غيابًا واضحًا في الشفافية حول كيفية اتخاذ القرارات أو تخصيص الميزانيات داخل الوزارة.

هذا النقص يعزز الشكوك، ويزيد عدم الثقة بين الجمهور والوزارة، وعدم وجود آلية فعالة لمحاسبة القيادات والمسؤولين الرياضيين يجعلهم يشعرون بالأمان تجاه قراراتهم، حتى وإن كانت خاطئة.

ختامًا.. وزارة الشباب والرياضة المصرية جهة مهمة في تحديد مستقبل الرياضة المصرية، لكن توجد حاجة ملحة لإصلاح حقيقي يبدأ من التخطيط الاستراتيجي، مرورًا بتحقيق العدالة في الفرص، وانتهاءً بتوفير الشفافية والمساءلة.

إصلاح هذا القطاع لن يتحقق بين عشية وضحاها، ولكنه يحتاج إلى إرادة جادة وخطة طويلة الأمد لإعادة بناء الثقة، وتحقيق تطلعات الشباب، وتطوير البنية التحتية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة