في عصر انتشرت فيه السلبية بكل معانيها وصورها، باتت الحاجة ملحة لأن نربي جيلًا إيجابيًّا، لديه نظرة متفائلة للمستقبل، مقبل على الحياة غير مدبر، يهتم بمصلحة أفراد مجتمعه قبل مصلحته الشخصية. إن الابتسامة، وتجنب العبارات السلبية والشكوى الدائمة، وتنمية الوازع الديني، وبث روح الأمل والتفاؤل، والتخلق بالأخلاق الحسنة، من شأنها أن تخرج طفلًا إيجابيًّا.
ماذا تعني الإيجابية؟
الإيجابية نقيض السلبية، وهي تعني الإقبال على الحياة، ومساعدة الآخرين، والعمل بتفاؤل، دون انتظار. ما أحوج الآباء والأمهات في هذا التوقيت أن يربوا أطفالهم منذ نعومة أظفارهم، وأن يكونوا إيجابيين، ومشاركين في الحياة بكل تفاصيلها، وغير منزوين على أنفسهم، أو حريصين على مصالحهم الضيقة.
إن صور الشباب والفتيات، على النواصي والطرقات، وأمام الشاشات، لهي خير شاهد على كم السلبية التي يعيشها أبناؤنا في وطننا العربي على امتداده. ساعات وأيام وأسابيع وشهور وسنين وعمر يضيع من بين أيدينا دون أن نقدم للبشرية شيئًا. ما يجب أن يحرص عليه كل أب وكل أم أن يخرج شابًّا يضيف إلى الإنسانية، أن يكون مؤثرًا في مجال من المجالات، مبدعًا فيه.
هل تكفي النصائح والخطب الرنانة لإخراج طفل إيجابي؟
لكي يتعلم أبناؤنا مفهوم الإيجابية منذ نعومة أظفارهم، لا تكفي الخطب الرنانة؛ فالأطفال يفعلون ما يشاهدونه لا ما يسمعونه، فدعهم يروا ذلك في تصرفاتك أيها الأب، وأيتها الأم؛ فأطفالنا بأمسِّ الحاجة للقدوة الصالحة والإيجابية في عصر طغت فيه السلبية.
عندما يشاهد الأبناء الإيجابية فيمن حولهم، لا سيما الوالدين، والمعلمين، لا شك بأن عدوى الإيجابية سوف تنتقل إليهم تلقائيًّا.
والسؤال الآن: ماذا يتعين على الوالدين فعله لتحقيق ذلك؟
بعض الأشياء البسيطة التي لا تكلف الآباء مالًا أو مجهودًا يمكنها أن تخرج أبناء إيجابيين منها:
1. للابتسامة مفعول السحر في الطفل الإيجابي
يسميها البعض السحر الحلال، حتى إن الدين الإسلامي جعل الابتسامة صدقة، وما ذلك سوى تأكيد على سحرها في نفوس الناس. وإذا كان ذلك مع عموم الناس، فإنه أدعى مع الزوجة والأبناء، فالأقربون أولى بالمعروف.
فالطفل الذي يشاهد الابتسامة لا تفارق وجه أبيه وأمه، سوف يكتسب منهم هذا الخلق العظيم، ويلقي بأثره الطيب في نفس الطفل؛ فتزداد ثقته بنفسه، وتقديره لذاته، وحبه لغيره، وقربه منهم، فالابتسامة رسول سلام لمن نخالطهم.
كثيرًا ما نقابل أناسًا مبتسمين، فنشعر بالسعادة حتى دون أن يتفوهوا بكلمة واحدة. عندما تدخل مصلحة حكومية، لك فيها حاجة، فيقابلك الموظف المختص بابتسامة، عندها تدرك قبل الحديث بكلمة واحدة، أن مصلحتك مقضية بأمر الله.
2. تجنب العبارات السلبية مع الأبناء
لا شك بأن الآباء والأمهات الذين يرددون عبارات سلبية، ومتذمرون طوال الوقت، ويكثرون الشكوى والاعتراض، دون أن يشعروا ينقلون هذه المشاعر السلبية لأبنائهم.
3. أطفالنا بحاجة لآباء متفائلين
المؤمنون مطالبون بحسن الظن بالله، والتفاؤل، وعدم التشاؤم؛ فالشيطان يريد أن يحزن الإنسان، لذلك يجعله متشائمًا، خائفًا مما هو قادم، الأسعار في زيادة، الأوبئة في انتشار، الابتلاءات قادمة، فتكون النتيجة أن يحزن الإنسان، وتخور قواه، وتقل عزيمته.
أما المؤمنون حقًّا فيتوكلون على الله، ويلجؤون إليه بالدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن، وحسن الظن بالله عباده يتقرب بها أولياؤه إلى خالقهم، فاحرص أيها الأب، وأيتها الأم، على كلمات التشجيع والثناء لطفلك؛ لكي تدفعه لبذل مزيد من الجهد.
4. تنمية الوازع الديني في الطفل
الإنسان روح وجسد. للأسف أغلب الآباء والأمهات في هذا الزمان، اهتموا بالجسد على حساب الروح، فنجد الاهتمام بمأكل ومشرب وملبس الطفل والمدارس التي يلتحق بها، دونما اهتمام بالجانب الروحي الذي هو المحرك الأساسي للجسد.
5. التخلق بالأخلاق الحسنة
لا شك بأن تخلق الوالدين بالأخلاق الطيبة، ورؤية الأبناء لها في أقوالهم وتصرفاتهم، من الأمور المعينة على أن ينشأ أبناء إيجابيون، فضلًا عن تخلقهم بهذه الأخلاق الفاضلة، التي تجعل من يراها فيهم يدعون لمن ربوهم عليها.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة، فيما ترونه يُسهم في تنشئة أطفال إيجابيين، نافعين لأنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.