5 مفاتيح لتربية طفل سعيد

ينشغل الآباء والأمهات بالبحث عن الطريقة المثلى التي تجعل أبناءهم سعداء مسرورين، ويبذلون جهدهم من أجل إدخال الفرح والسرور لنفوس أبنائهم، غير أن البعض يحتار: أي طريقة يمكن أن تُسعد طفلي؟

في هذه المقالة سوف نتحدث عن خمسة مفاتيح أساسية لتربية أبناء سعداء مقبلين على الحياة بثقة وتفاؤل.

شجِّع طفلك

تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره بغض النظر مقبولة كانت أم غير مقبولة، ضرورة يجب على الوالدين أن يسلكاها في تربية الأبناء، وتحديدًا هؤلاء الذين يشكون انطواء وخجل الأبناء وعدم القدرة على التفاعل في المواقف الاجتماعية، سواء العائلية أو في المناسبات العامة.

من شأن تشجيع الطفل على التعبير أن يؤسس لعلاقة جيدة بين الوالدين والأبناء، ولكي يعبر الطفل عما بداخله من مشاعر وأفكار ومخاوف، يجب عليك -الأب والأم- أن تتحدث لطفلك عن مشاعرك، أفكارك؛ لأن التربية تكون بالقدوة والتقليد، وأن تستمع لطفلك بإنصات شديد، وأن تبدي اهتمامك بكل كلمة يقولها، وأن تُظهر تعاطفك مع مشاعره التي يعبر عنها.

وأنت تتحدث إلى طفلك وتستمع إليه عندما يتكلم، تذكَّر أنك تجلس معه جلسة أصدقاء، لا جلسة أب وابنه.

أنت عندما تجلس مع صديقك تتحدث في موضوعات ذات اهتمام مشترك، قد تكون أمورًا تافهة، مثل مباراة كرة قدم، أو سيارة حديثة، أو الموضة والأزياء وغيرها، هكذا يجب أن تكون عندما تجلس مع طفلك، تحدثا في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، توقَّف عن الجدِّية في الكلام معه، مازحه، داعبه، لاعبه كي تبني بينكما جسورًا من التواصل.

عندما يقوم طفلك بعمل ما، كأن يرتب غرفته، أو يضع ألعابه في مكانها المخصص بعد أن ينتهي من اللعب، أو يمسك بالقلم ويحاول أن يكتب، امدحه، شجِّعه، قل له "ما شاء الله، أنت مرتب وجميل، أنا أحبك كثيرًا".

هذه الكلمات لها مفعول السحر في طفلك، تحسِّن معنوياته، تفجِّر الطاقات الكامنة بداخله، تدفعه لأن يُخرج أفضل ما لديه من أجل سماع هذه الكلمات مرة أخرى.

ومما يؤخذ على بعض الآباء والأمهات، تجاهل مشاعر الأبناء، فعندما يأتي إليك طفلك، ليخبرك أنه يشعر بالألم، أو الخوف، أو التعب، لا تستخف بمشاعره أو تستحقرها، بل عليك أن تبدي تعاطفك معه، وأن تحاول طمأنته، وأن تشجعه على التعبير عما يشعر به؛ لأن مشاعر الطفل صادقة، لا تعرف الكذب أو التلوين، عندما يخبرك أن مريض، فمؤكد أن شيئًا يؤلمه، عندما يخبرك بمخاوفه، تأكد أن شيئًا يخيفه.

أما أن تتجاهل مشاعره، مخاوفه، فأنت بذلك توصل له رسالة ضمنية، مؤداها ألا تثق في مشاعرك وأحاسيسك فهي كاذبة، أنا أشعر بك حتى دون أن تتحدث، وهذا أمر غير مرغوب في تربية الأبناء

هل تستمتع بحديث طفلك؟

ليس كافيًا أن تستمع فقط لطفلك عندما يتحدث، بل يجب عليك أن تُظهر الاهتمام بكل كلمة يقولها، وأن تبدي ردود فعل سواء بالكلام أو تعبيرات الجسد وإيماءات الوجه وغيرها من الرسائل المشفرة بينك وبين طفلك.

توجد نوعية من الآباء والأمهات أيضًا، عندما يتحدث إليه الابن، يكون منشغلًا في شيء آخر، كمشاهدة التليفزيون، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي على الهاتف النقال.

أنت بذلك توصل رسالة سلبية لطفلك مؤداها: أنا لا أهتم بك، لديَّ ما هو أفضل منك. حتى وإن لم تقصد ذلك أو تقوله فعلًا، لكنها الرسالة التي تصل لطفلك عندما تقابل رغبته في الحديث إليك بالتجاهل.

لكي يكون التواصل فعالًا بينك وبين طفلك، عليك أن تجلسه أمامك، تنظر إلى عينيه وهو يتحدث إليك، توزع نظراتك، ابتساماتك، وتتفاعل مع كل كلمة يقولها.

سوف تلاحظ أنه يتلقى هذه الرسائل الإيجابية بسعادة، ويسترسل نحو مزيد من التفاصيل والموضوعات الأخرى التي تشغله، وهذا أمر محمود في التربية، من شأنه تقوية العلاقة بينك وبين طفلك، وزيادة المشاعر الإيجابية بينكما.

دعنى أتوجه بهذا السؤال للآباء والأمهات الذين يقرؤون هذه المقالة: ماذا يكون رد فعلك عندما يحضر طفلك صندوق الألعاب الخاص به ويفرِّغه على الأرض؟ (اترك لنا تعليقك أسفل هذه المقالة).

كيف تتصرف عند غضب طفلك؟

ثم إن الطفل يرسل بإشارات إيجابية تدل على سعادته، توجد رسائل أخرى سلبية تشير لمعاناته، ومن الضروري هنا تفهُّم هذه المشاعر، ومعرفة ما يقلقه أو يزعجه، وأن تحاول جاهدًا تهدئته وطمأنته تجاه هذه المخاوف.

غالبًا ما يظهر الطفل مشاعر الانزعاج عندما يشعر بالخوف، المرض، الجوع، وربما رغبته في تغيير الحفاضة، فيصرخ ويبكي.

في الأسابيع الأولى، يكون صوت الطفل على نغمة واحدة، وبالتدريج يبدأ التنويع في نغمة الصوت، حتى إن الأم بمجرد سماع بكاء الطفل تدرك حاجته، فتسرع لتلبيتها، سواء كان جائعًا، مريضًا، أو بحاجة لتغيير الحفاضة.

أحيانًا يكون من السهل تلبية رغبة الطفل، كأن يتم نزع حفاضته وتغييرها، فيهدأ ويتوقف عن البكاء، وهو ما يمكن أن نسميه تقليل المشاعر السلبية لدى الطفل قدر الإمكان.

في بعض الأحيان، يبدي الطفل مخاوفه من أي شخص يرتدي نظاره، كون هذه النظارة تغير ملامح الوجه وتعبيراته، لذلك على الأم عدم تجاهل هذه المشاعر بل العمل على تهدئة الطفل، وأن تطلب من الشخص الذي يرتدي النظارة أن يخلعها أمام الطفل، أو أن تحمل الطفل بعيدًا عنه.

سحر الكلمة

يستطيع الجنين منذ الشهر الرابع أن يستمع للأصوات المحيطة به، حتى إنه يستطيع تمييز صوت الأم تحديدًا عن باقي الأصوات، وهنا يأتي سحر الكلمة في الطفل منذ أن يكون جنينًا في بطن أمه، حتى بعد الميلاد.

تحدثي إليه كثيرًا، عبِّري له بالكلمات عن مشاعرك تجاهه، هذه الكلمات لا تذهب سدى بل يتم تخزينها في الدماغ -لغة استقبالية- إلى أن يكتمل جهاز النطق عند الطفل قبل نهاية العام الأول، فيبدأ بنطق الكلمات بعد مرحلة الأصوات.

في مرحلة لاحقة، وبعد أشهر من استخدام الأصوات للتواصل مع المحيطين به، يلجأ الطفل إلى استخدام اللغة للتعبير عن مشاعره وانفعالاته، ليس هذا فحسب، بل يمكنه التنويع في نغمة الصوت للتعبير عن الحالة الانفعالية التي يمر بها.

هنا تقع على الوالدين مسؤولية وضع كلمات تصف الشعور الذي يشعر به الطفل، سواء أكان فرحًا أم حزنًا أم غضبًا، وفي ذلك تحسين لصحة الطفل النفسية، بألا يكبت ما يغضبه أو يزعجه بداخله، بل يبادر بالتعبير عنه بالكلمات.

على سبيل المثال، عندما يبكي طفلك لإحساسه بالجوع، لا تبادر بإحضار الطعام له، قبل أن تجلس معه وتتحدث إليه، وتخاطبه: هل أنت جائع يا حبيبي؟ وهكذا في المواقف الكثيرة التي يتعرض لها الطفل على مدار اليوم.

طفلك يقلدك

شئنا أم أبينا، يظل الأب والأم هما القدوة والنموذج الذي يُحتذى لطفلهما، في الأقل خلال سنوات ما قبل المدرسة؛ لكونهما لا يفارقانه، ويقضي معظم وقته معهما، فضلًا عن الرابطة القوية التي تجمعهما، فالأب لابنه هو القدوة والنموذج، والأم هي العالم بأسره له.

لذلك على الوالدين أن يظهرا أفضل ما لديهما أمام أعين أطفالهما، فالطفل يكتسب معلوماته ومعارفه وقيمه وسلوكياته مما يراه في والديه، الأب الهادئ المتزن،  ينقل هدوءه واتزانه إلى أطفاله، وكذلك الأم العصبية، تنتقل عصبيتها لأطفالها وهكذا.

إن أفضل طريقة لتربية الطفل وتعليمه، تكون بما يصدر منك من سلوكيات وتصرفات، وهذا ما يجعل الوالدين يراعيان ذلك جيدًا، فلا مكان للمشادات والخلافات والصوت المرتفع أمام الأطفال، بل داخل الغرف المغلقة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة