5 مشكلات رئيسة لدى طفل الخامسة والسادسة

العناد وسرعة الغضب والنشاط الزائد أو فرط الحركة مع رفض تناول أنواع من الطعام، شكاوى متعددة من الأمهات في السنوات الأولى من حياة أطفالها، لا سيما مرحلة ما قبل المدرسة.

في هذه المقالة نسلط الضوء على أبرز المشكلات التي تواجهها الأمهات مع أطفالهن في مرحلة الطفولة المبكرة، وهل هذه المشكلات طبيعية في هذا السن أم أنها مؤشر على مشكلة ما لدى الأطفال؟

مشكلات الطفولة في سن الخامسة

في كتابه الماتع (مشكلات الأطفال) يقول الدكتور عبد الكريم بكار: لدينا ما يشير إلى أن من الطبيعي أن يكون لدى الطفل في الخامسة أو السادسة من عمره أربع مشكلات أو خمس، مثل: العناد والغضب بسرعة وفرط الحركة والإعراض عن عدد من أنواع الطعام.

إذن، هذه رسالة طمأنة للأمهات ألا يقلقن من ظهور هذه المشكلات لدى أطفالهن في مرحلة الطفولة المبكرة، فهذه المشكلات تكاد تكون قاسمًا مشتركًا بين الأطفال في هذه المرحلة العمرية من حياتهم، مرحلة الاستكشاف والتعرف إلى البيئة حولهم.

اقرأ أيضًا: أبرز 4 مشكلات تواجه الطفل في مرحلة الطفولة

السؤال الآن..

هل تختفي هذه المشكلات كلما كبر الطفل أم تزداد؟

الطبيعي أنه كلما كبر الطفل ازداد معرفةً ووعيًا وإدراكًا للأشياء حوله، ثم تتراجع بعض هذه المشكلات بالتدريج -إذا أخذنا في الحسبان أن حصيلة الطفل اللغوية تزداد وتصل في هذه المرحلة (5-6 أعوام) إلى مرحلة الثراء حتى إنه يمكنه سرد قصة كاملة سردًا صحيحًا- فيبدأ بمعرفة ما يُقبل منه وما يرفضه المجتمع.

المطلوب حينها من الآباء والأمهات التحلي بالصبر وعدم معاقبة الطفل، سواء أكان العقاب لفظيًا أم بدنيًا؛ لأن جزءًا كبيرًا من الحل ليس في هذا الموقف تحديدًا، وإنما في التربية عمومًا، فهو يتوقف على مدى تصبر الوالدين على أخطاء أطفالهم والعمل على تصحيحها بالحوار وعدم الاستعجال.

تخيل أيها الأب، الفلاح الذي يضع البذرة في التربة، ماذا يفعل؟ يجهز التربة أولًا، وهذا يقابله في التربية اختيار الزوجة الصالحة، ثم يتعهدها بالماء والأسمدة لكي تنمو نموًا طبيعيًا، فلا تصيبها الآفات، كذلك الطفل يتعهده الوالدان بالرعاية والتربية على ما هو مقبول وما هو غير مقبول، على السلوك اللائق والسلوك غير اللائق، ويستمر هكذا إلى أن تنمو الساق فالأغصان حتى رؤية الثمرة المرجوة في نهاية المطاف، كذلك طفلك هم ثمرة صبرك وتربيتك على مدار سنوات أيها المربي الفاضل.

اقرأ أيضًا: مرحلة الطفولة.. التركيز على سلوكيات الطفل

الإناث أم الذكور؟

اللافت ما تشير إليه نتائج بعض البحوث والدراسات، من أن المشكلات السلوكية عند الإناث في مرحلة الطفولة المبكرة تكون أقل مقارنة بها عند الذكور في المرحلة العمرية نفسها، قد يفسر ذلك شكوى الوالدين المتكررة من تربية الذكور، وكيف أن تربية البنات أسهل بكثير في هذه المرحلة من تربية الذكور.

لا يتوقف الأمر عند مرحلة الطفولة فحسب، فعندما يصل الشاب والفتاة إلى مرحلة المراهقة التي تعدّ من أهم وأخطر المراحل في حياة الإنسان، التي تكثر فيها الشكوى من الآباء والأمهات، تزداد معاناة الوالدين مع الذكور على نحو أكثر بكثير مما يجدونه في تربية البنات في مرحلة المراهقة.

اقرأ أيضًا: التقسيم الأفضل لمراحل الطفولة.. تعرف عليه الآن

السؤال الآن..

هل الزمن كفيل بعلاج هذه المشكلات أم تتطلب تدخل الآباء؟

كثيرًا ما نسمع من الآباء والأمهات أن الزمن كفيل بتعديل هذه السلوكيات في أطفالنا، فالطفل كلما كبر زاد وعيه ومعرفته وإدراكه بالسلوكيات المقبولة والأخرى غير المقبولة، لذا على الوالدين ألا يحزنا ويرهقا نفسيهما في محاولة تعديل هذه السلوكيات. 

غير أن هذا القول على إطلاقه غير صحيح بالمرة؛ لأن الواقع يؤكد أن بعض مشكلات الأطفال تستمر معهم إلى مرحلة النضج والبلوغ، بل قد تؤول إلى الأسوأ مع مرور الأيام وتقدم العمر، حتى إن بعضها قد يترك جروحًا لا تندمل في نفوس الآباء والأمهات، فكم من طفل كبر وصار مراهقًا، ولا يزال يعاني مشكلة التبول غير الإرادي، بعدما أهمل الوالدان علاجه عندما كان صغيرًا، فكانت النتيجة همومًا وأوجاعًا نفسية لا يدري بها من حوله بعدما تسببت له بكثير من الحرج أمام زملائه والمحيطين به.

هذا يؤكد ضرورة التدخل المبكر لحل المشكلات التي قد تواجه الأطفال من نعومة أظفارهم، بل إن تأخر العلاج يزيد من صعوبة المشكلة ويجعل من حلها فيما بعد أمرًا معقدًا.

اقرأ أيضًا: طرق التعامل مع مشكلات مراحل الطفولة

الخلاصة

خلاصة القول، ظهورُ بعض المشكلات لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل العنادِ وسرعةِ الغضب ورفضِ تناول بعض الأطعمة والنشاط الزائد وكثرةِ الحركةِ طبيعيةٌ، لكن ذلك لا يعني تجاهل هذه المشكلات وعدم تدخل الآباء والأمهات لحلها، ظنًا منهم أن الزمن كفيل بعلاجها؛ لأن الحقيقة أن التأخر في علاج هذه المشكلات في الصغر يزيدها تعقيدًا بمرور الوقت، ويصبح العلاج وقتها أمرًا معقدًا.

فضلًا على الندوب التي تتركها في نفسية الأبناء، وتأثير ذلك فيهم سواء من الناحية النفسية أم العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة