لا بد أنك غالبًا لا ترى بيتًا يخلو من أب متعصب على ولده، أو أمًّا تُحيل البيت سينفونية من الصراخ والملاحقة العنيفة لأبنائها، ليتحول البيت في النهاية إلى بقعة من التوتر والطاقة السلبية والعصبية.
وفي النهاية ينعكس ذلك على نفسية الطفل وشخصيته على المدى البعيد. في هذا المقال نتعلم 5 وسائل ذكية لتأديب الطفل بعيدًا عن العصبية.
فعندما تنتقل إلى مرحلة الزواج وتصير أبًا أو تصيرين أمًا، ستجربون بأنفسكم هذه التجربة بعد أن كنتم تنكرونها.
اقرأ أيضاً العنف ضد الأطفال وتأثيره السلبي عليهم
اجلس وتحدث إلى طفلك
الصراخ والعنف الجسدي ليس وراءهما طائل أو جدوى. في هذا المقال سنستكشف معًا كيفية بناء علاقة إيجابية بأطفالنا، وكيف نعلمهم المسؤولية والتحكم في أنفسهم، واختيار أسلوب التأديب الإيجابي لأطفالنا في 5 وسائل ذكية وغير تقليدية لتأديب طفلك.
خصِّص وقتًا لتبادل الحديث مع طفلك والاستماع إليه ومناقشته؛ فهذا يعزِّز لديه الشعور بنفسه وينمي ثقته الداخلية، ويُشبع احتياجه للشعور بالاهتمام والتقبُّل، سواء أكان هذا الوقت نصف ساعة أم خمس دقائق، وبشرط أن يكون يوميًّا، فهذا سيزيد من هدوئه ويحد من عصبيته.
ثم إنك بحوارك مع طفلك تساعد على نمو عقله على نحو أسرع من أقرانه. ولا تخشَ من استخدام مفردات ذات معنى عميق أو لا تتناسب مع سنه؛ فالكلمة لها قوة وتأثير حتى وإن لم يفهم طفلك معناها بوضوح.
تحدث إلى طفلك كأنه صديق مقارب لك في السن، واستشره في أموره، وقِّرب إليه وجهات نظرك، وأخبره ماذا تريد منه بوضوح، وعلِّمه أن الحوار الهادئ هو السبيل لتلبية رغباته وسماعه والانتباه إليه.
اقرأ أيضاً تعرف على تأثير ألعاب المنتسوري على الأطفال
امدح طفلك
الأطفال كثيرو الأفعال السيئة هم في الغالب لا يعلمون بديلًا عنها لجذب انتباهك وتركيزك؛ وهذا لأنه تربى على التعليق الدائم من والديه على كل هفوة صغيرة، ولم يلقَ تشجيعًا ومديحًا على سلوك حسن يفعله أو حسنة يقوم بها.
المديح والثناء يُشعران الأطفال بالحب والمودة من ذويهم، ويشعرانهم بالتمييز والنجاح؛ فالطفل في بداية نشأته يسعى لاستكشاف العالم من حوله وتجربة كل ما هو جديد له.
ويحمل داخله كل ثقة في إتمام ما يريد، ولا يعرف قاموسه بعدُ كلمة صعب أو مستحيل؛ ولذا فأي صد أو توبيخ يوصِّل له رسالة مفادها أنه فاشل وغير كفء، وبذلك لن يحصل على حب واحترام والديه.
وبمجرد أن يلقى رسالة تشجيع أو مديح فهذا يعيد له الثقة بالنفس والأمل في كونه إنسانًا ناجحًا لا يعرف المستحيل. فعلِّموا أولادكم بالتشجيع والمديح أمام الناس أنهم يستطيعون؛ حتى ننشئ جيلًا لا يعرف المستحيل.
اقرأ أيضاً المفاهيم الأساسية لتعزيز الانتماء والقيم لدى الأطفال
الأطفال لا تفهم أسلوب النفي
الأطفال كالعقل الباطن في نقائه ومباشرته، فالعقل الباطن لا يفهم أسلوب النفي، ولكن يفهم الأوامر المباشرة والواضحة؛ فلا تطلب من طفلك أن يكف عن الإزعاج، ولكن اطلب منه أن يجلس ويرسم أو يكتب أو يلون.
(لا تفعل) لها تأثير ضئيل جدًّا وغير فعال مقارنة بـ(افعل)، في المرة القادمة اطلب من طفلك طلبك مباشرة وبوضوح، ومع درايتك بقدرات طفلك وإمكانياته ولاحظ النتيجة.
كيف تُلهي طفلك على نحو فعال؟
لا زلنا في الطريقة الرابعة من 5 وسائل ذكية وغير تقليدية لتأديب طفلك، وهي أن تلهي طفلك على نحو ذكي وناجح عن مصدر بكائه وغضبه.
عليك أن تُحسن استغلال الوقت، حين يكون طفلك على وشك التململ أو البكاء والغضب، وأن تصرف انتباهه إلى لعبة أخرى أو أن تأخذه إلى غرفة أخرى أو تصطحبه معك خارج البيت، أو تشركه معك في مهمة، كل هذا سيصرف طاقته السلبية وسيمنع وقوع المشكلة وسيحوِّل انتباهه وتركيزه إلى شيء إيجابي.
نفِّذ عقابك في هدوء
الثبات الانفعالي عند التعامل مع الأطفال أمر يُحسد عليه من يأتيه، إن فعلت ذلك فامدح نفسك وكافئها؛ لأنه ليس بالأمر السهل، ولكن حين نعلم أن الدراسات تشير إلى قوة ونجاح تنفيذ العقوبة بهدوء وثبات على نفسية الطفل ومدى تأثيرها على تعديل سلوكه وسلامة ردود أفعاله.
فإننا سنقاوم تلك الرغبة التي تدفعنا للصراخ في وجوههم أول الأمر.
فمثلًا إن شخبط طفلك على الجدران بالقلم، فأعلمه أنك ستحرمه من القلم إذا فعلها مجددًا. هنا أنت تعدِّل سلوكه وتعطيه فرصة لتحسينه من ناحية، ومن ناحية أخرى تُحذره. وإذا خرق القاعدة فاسحب منه القلم بهدوء ودون عصبية، هذا ما نسميه بالعقوبات الهادئة.
وازن بين الفعل والعقاب، ولا تبالغ في العقاب؛ حتى لا تضطر للتراجع عنه، أو تقابل صعوبة في تنفيذه.
هذا وأسأل الله أن أكون قد وُفقت في نقل وشرح 5 وسائل ذكية وغير تقليدية لتأديب طفلك، على أمل أن يقع منكم هذا المقال موقع التنفيذ؛ لعلنا نساعد في تربية أبنائنا تربية حسنة راقية، وأرجو من حضراتكم مشاركة هذا المقال، وإضافة أساليب أخرى تعلمونها عن وسائل تربية الأطفال بذكاء ووعي، وذلك في التعليقات.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.