يعرَّف التفكير بأنه العمليات الذهنية التي يقوم بها العقل لتنفيذ المهام المطلوبة من الشخص أو تذكر شيء ما أو حساب أي شيء. لنبسط الموضوع: فمثلًا: ما السبب وراء قراءتك لهذا المقال؟ بالتأكيد هو وجود شيء في عقلك تفكر به ولا تستطيع أخذ القرار السليم؛ فلا أحد يفعل شيئًا دون سبب. إذًا فنحن على اتفاق بأن أي شيء نقوم به هو خاضع لعملية تفكير.
عملية التفكير
إذا طلب منك مديرك في العمل إنجاز مهمة ما على وجه السرعة، فأول شيء ستقوم به هو التفكير في طريقة لإنجاز هذا العمل؛ لذلك يمكن أن نعدَّ التفكير هو أداة الإبداع عند الأشخاص وهو الذي يمكِّن الفرد من إنجاز جميع المهام بالطريقة الصحيحة.
"خذ الوقت الكافي للتدبير، لكن عندما يحين وقت العمل توقَّفْ عن التفكير ونفِّذ" نابليون بونابرت.
ولا يمكن حصر التفكير فقط على هذا النحو، بل هو أداة الإدراك عند الإنسان، وهو الذي يشكِّل المعتقدات والاتجاهات عند الأشخاص. فما الفرق بين الشيخ الأزهري والداعشي؟ كلاهما لديه نفس العقيدة الإسلامية.
وكلاهما يعرف الدين الإسلامي، ولكن يختلف كل منهما في فهم المعتقدات وطريقة تطبيق الدين في الحياة، وهذا الذي نطلق عليه عملية التفكير.
فلا شك في أهمية التفكير للأشخاص، ولكن يجب ألا نغفل عن الوجه الآخر لهذه العملية العقلية، فهي سلاح ذو حدين، يمكن أن تجعل الشخص مبدعًا أو مجنونًا! ألا تتذكر مثال الأزهري والداعشي؟
يعدُّ التفكير الزائد هو مرض العصر الحديث وهو العائق الكبير للإبداع. فالاستمرار في التفكير في نفس الشيء دون راحة أو دون فعل شيء هو أمر مُرهق للغاية.
هل التفكيرعرض أم مرض؟
يقول آل باتشينو: "مرض التفكير ليس له علاج، حتى لو استطعت أن تنام، ستحلم بما تفكر به!".
ولكن لا داعي للقلق؛ فليس كل التفكير سيئًا، التفكير السلبي فقط هو الذي يمكنه أن يدمر الشخص. فقد يكون هذا التفكير عَرَضًا لمشكلة ما فقط، ويمكن التغلب عليه بواسطة التفكير الإيجابي في حل المشكلة.
وإن كنت من الذين يعانون من التفكير الزائد وتريد حلًّا لهذا الأمر فأنت في الطريق الصحيح الآن. فأولى خطوات حل المشكلة هي الاعتراف بها، ووجودك هنا حتى الآن يعني اعترافك بها، فلذلك هيا بنا نبدأ.
التفكير الزائد
في الوقت الذي يستغرق فيه بعض الأشخاص عدة دقائق فحسب للتفكير في أمر بسيط، يوجد من يقضي بقية اليوم في التفكير في نفس الشيء، حتى وإن انتهى الأمر، فهم يشككون دائمًا في قراراتهم ويستعيدون جميع الذكريات في عقلهم.
ويعدُّ التفكير الزائد هو بداية التشكيك في قدراتك، وسوف يؤدي إلى إصابتك بالقلق الذي أعتقد أنه دائمًا ما يكون ملازمًا لعملية التفكير الزائد. فالأمر لا يتوقف فقط عند القلق والتفكير فيما مضى، ولكن أيضًا فيما هو آتٍ في علم الغيب!
- سأفشل في القبول في الوظيفة الجديدة غدًا!
- سوف أنسى كل شيء في امتحان الغد!
هذه الطريقة السلبية في التفكير، الناتجة من التفكير الزائد، تؤدي إلى التأثير على أداء الفرد، سواء في دراسته كطالب، أو كشخص منتج في عمله، أو حتى في ظروفه الحياتية.
فالتفكير الزائد فيما هو قادم سوف يسبب لك القلق ويجعلك تفكر بشكل سلبي ويؤثر على قدراتك الإبداعية.
خطوات لتعلم التفكير الصحيح
قد تشعر أن الأمر أبسط وأقل تعقيدًا، لكن إن كنت ممن يعانون من التفكير الزائد فأنت حقًّا تعلم صعوبة الموقف واستحالة استمرار الحياة بهذه الطريقة. لكن لا عليك، فأنا لست هنا لأخبرك بأنه لا يوجد حلول، ولكن أنا هنا لأساعدك للتفكير بطريقة صحيحة وإيجاد حلول، ولاحقًا سوف أذكر لك الخطوات اللازمة للقيام بذلك.
ولذلك سنحاول سويًّا معرفة طريقة التفكير الصحيح الإيجابي للوصول للهدف المراد وحل جميع المشكلات دون عناء.
الخطوة الأولى
توقَّفْ عن التفكير في طريقة للتوقُّف عن التفكير! العقل هو آلة لصناعة الأفكار باستمرار، فكيف تطلب منه التوقف عن أداء المهمة التي خُلق لأجلها! استمِرّ في التفكير ولكن بالطريقة الصحيحة في الوقت الصحيح.
"إذا حاولت التوقف عن التفكير لعدة دقائق ستجد نفسك محاصرًا بالأفكار من جميع الجهات" جورج برنارد شو.
الخطوة الثانية
لا داعي للتحسر على ما مضى، بل عليك المُضيّ قدمًا في المتاح الآن.
فمثلًا: تريد صناعة كعكة جديدة، فلا داعي لتذكر الكعكة المحروقة السابقة والتحسرعليها، بل اصنع الجديدة بطريقة صحيحة فحسب وانتظر النتيجة الجديدة.
الخطوة الثالثة
أن تبدأ في الأمر وأنت تعرف النهاية والهدف في عقلك. ذهبت للتسوق لشراء عدة مستلزمات للقيام بالكعكة، ألا تتذكر؟
الخطوة الرابعة
الخروج من دائرة المشكلة والتفكير من الخارج.
"أفضل التفكير ما يكون في العزلة، وأسوؤه ما يكون في الزحام" توماس أديسون.
وجودك داخل المشكلة باستمرار يعيق تفكيرك ويعيق رؤيتك للصورة الكاملة. حاول الابتعاد والتفكير خارج الصندوق.
البعد عن التفكير السلبي والتفكير في حل إيجابي هو السبيل الوحيد للوصول الحتمي لحل المشكلة.
الخطوة الخامسة
خذ قسطًا من الراحة لعقلك وابتعد عن جميع الأمور المعقدة.
يخطئ كثير من الناس في عدم إعطاء العقل الراحة كما يعطيها لجسده، وهذا من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى التفكير الخاطئ.
في النهاية.. إذا اتبعت هذه الخطوات في حل مشكلاتك، فأنا على ثقة من أنك سوف تستطيع حلها مهما كانت.
التفكير النقدي
التفكير النقدي هو القدرة على تحليل المعلومات وتقييمها بموضوعية من أجل الوصول إلى قرارات مدروسة ومستنيرة. يعتمد التفكير النقدي على البحث عن الأدلة، وتجنب التحيزات الشخصية، والنظر إلى القضايا من زوايا متعددة. يساعد الأفراد على فهم الأمور بشكل أعمق، واكتشاف الأفكار المغلوطة، واتخاذ قرارات قائمة على حقائق وبيانات موثوقة.
يعتبر التفكير النقدي ضروريًا في الحياة اليومية والمهنية، حيث يعزز القدرة على حل المشكلات بشكل فعال، ويشجع الابتكار والتفكير الإبداعي. بفضل هذه المهارة، يمكن تحسين القدرة على التفاعل مع المواقف المعقدة واتخاذ قرارات تصب في مصلحة الفرد والمجتمع.
يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الأداء المهني، حيث يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة تستند إلى تحليل منطقي للمعلومات المتاحة.
من خلال هذه المهارة، يتمكن المهنيون من تقييم المواقف بشكل شامل، واكتشاف الفرضيات غير الدقيقة، مما يساعد على تحسين جودة العمل. كما يعزز التفكير النقدي القدرة على التكيف مع التحديات المستجدة في بيئة العمل، ويشجع الابتكار في إيجاد حلول جديدة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد على تحديد أولويات المهام بفعالية وتحسين إدارة الوقت، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق أهداف مهنية طويلة الأمد.
في الختام يمثل تعلم التفكير الصحيح أساسًا مهمًا لتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة. وباتباع خطوات واضحة ومدروسة، يمكن لكل شخص أن يطور طريقة تفكيره ويواجه تحدياته بثقة ووعي أكبر.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.