هل تعتقد أن الطب الصيني بسيط كتناول حفنة من الأعشاب الصينية؟
إنه لأمر مؤثر في الحياة الاعتقاد بأن الطب الصيني محض تناول الأعشاب الصينية، والوخز بالإبر، والحجامة فقط، فهذا يعد قصورًا في فهمه.
إن الطب الصيني التقليدي هو ناتج ترسيب ثقافة الصين مدة خمسة آلاف سنة، وهو أكثر الأساليب العلمية شمولًا وعمقًا من بين جميع طرق العلاج الطبية.
وله طريقة فريدة في علاج الأمراض وإنقاذ الإنسان، خاصة في علاج الأمراض المزمنة أو المستعصية. وهذا ما لا يستطيع الطب الغربي القيام به.
قد يهمك أيضًا 13 أسلوبًا صحيًّا في الطب الصيني
خرافات الطب الصيني
في السنوات الأخيرة، ازداد حماس الجميع تجاه الطب الصيني، وأصبحوا يشعرون بأن الطب الصيني يمكن أن يقي من الأمراض ويحافظ على الصحة دون الإضرار بالجسم.
وعلى الرغم من ذلك، فهناك بعض سوء الفهم بالتأكيد.
لِنلقِ نظرة..
قد يهمك أيضًا العلاج الطبيعي بالأعشاب.. التاريخ والنشأة
الخرافة الأولى: الطب الصيني هو تناول الأعشاب الصينية
بدأت معرفة كثيرين بالطب الصيني على أنه تناول الأعشاب الصينية، فيشعرون أنه محض تناول حفنة من الأعشاب الصينية، ونظرًا لأن ضرر الأعشاب الصينية ضئيل نسبيًّا على جسم الإنسان، لذا يخظى الطب الصيني بشعبية أكثر بين الناس.
في الواقع، لا يقتصر الطب الصيني على تناول الأعشاب الصينية فحسب، بل توجد فيه وسائل عدة للعلاج؛ إذ يستند الطب الصيني التقليدي على نظرية العناصر الخمسة: اليين، واليانغ، وسوائل الجسم تشي، والدم، والأعضاء الحيوية لجسم الإنسان (أعضاء زانغ- فو: يُشير مصطلح زانغ (脏) إلى الأعضاء التي تعد اليين في الطبيعية، وهي: القلب، والكبد، والطحال، والرئة، والكلية، أما فو (腑) فتُشير إلى أعضاء اليانغ، وهي: الأمعاء الدقيقة، والأمعاء الغليظة، والمرارة، والمثانة، والمعدة وسان جياو).
بواسطة وسائل التشخيص الأربع (النظر والاستماع والسؤال وجس النبض) يقسم الممارسون طرق علاج الطب الصيني التقليدي إلى: الأعشاب الصينية، والوخز بالإبر، والروتين اليومي، وعادات الأكل، وما إلى ذلك من توجيهات الجسم ووسائل العلاج التي تتكيف مع الجسم.
وبصفته جوهر الصين، فإن الطب الصيني له نظام رائع ومتكامل للغاية. وباعتباره فرعًا من العلوم، فإنه يحتوي فروعًا مختلفةً.
لذلك لا يقتصر بأي حال من الأحوال على تناول الأعشاب الطبية الصينية، حيث يشمل أيضًا الوخز بالإبر، والكي، والحجامة، والتدليك، والاغتسال بالأعشاب الصينية، وقوا شا (وتعني كشط الجلد لإزالة المرض)، والعلاج الغذائي وغيرها من الوسائل الأخرى التي تتوافق مع بعضها البعض لتعطي نتائج فعالة.
قد يهمك أيضًا علاج السرطان بالتقنيات العلاجية التكميلية
الخرافة الثانية: الطب الصيني بطيء المفعول في علاج الأمراض
في الحالات العادية، يختار الناس فقط الطب الصيني عند علاج الأمراض المزمنة أو عند الاعتناء بالجسم، وذلك لأنهم يعتقدون عادة أن الطب الصيني بطيء المفعول في علاج الأمراض.
في الواقع، الطب الغربي هو أكثر ما نراه فنحصل عليه، أما الطب الصيني فهو يقضي على مسببات الأمراض، ويساعد على تعزيز الصحة.
من ناحية أخرى، فإن الطب الصيني فعال للغاية في علاج بعض الحالات الطارئة، على سبيل المثال: الوخز بالإبر غالبًا ما يكون فعالًا في علاج الآلام الحادة، حتى في حالة إنقاذ حالات الطوارئ، كما له أيضًا تأثير فريد من نوعه.
على سبيل المثال: تستخدم طريقة الطبيب هوا تو في الوخز بالإبر في التخدير قديمًا واستخدام مغلي الجينسنغ لإنقاذ مرضى قصور القلب حتى الآن إلخ؛ لذلك يجب تغيير فكرة أن الطب الصيني «بطيء المفعول» إلى طويل المفعول.
قد يهمك أيضًا الرازي وابن سينا.. أشهر الأطباء على الإطلاق
الخرافة الثالثة: اللجوء إلى الطب الصيني في حالة فشل العلاج بالطب الغرب
يبدو أن الطب الصيني التقليدي دائمًا ما يكون الاختيار الاحتياطي، فعندما تفشل فاعلية أساليب علاج الطب الغربي، يُلجأ إلى الطب الصيني.
وإذا لم تكن نتائج وسائل علاج الطب الصيني جيدة في هذا الوقت، فيُنظر إليه باعتباره ليس جيدًا.
في الواقع، يمكن أن يتدخل الطب الصيني في علاج أمراض عدة منذ البداية، ويكون تأثيره الأفضل.
على سبيل المثال: مرض السكر؛ فيعالج الطب الغربي مرض السكر بالتحكم في النظام الغذائي وحقن الأنسولين.
في حين يشار إلى مرض السكر في الطب الصيني على أنه «حالة تتميز بالعطش والجوع وكثرة التبول وفقدان الوزن»، وتتطلب طريقة علاجه لتطهير المعدة وإزالة النار الشريرة، وتغذية اليين لتعزيز إفراز سوائل الجسم، والتكامل الغذائي، لذا نتائجه فعالة.
ومن هنا يمكننا أن نرى أن الطب الصيني التقليدي يعالج الأمراض من منظور متكامل، فينظم وظائف الأحشاء، لتحقيق تأثير التوازن بين إفراز اليين واليانغ وتشي والدم.
لقد كانت لدينا حالة تُعالج بالكي، وبالفعل انخفضت نسبة السكر في الدم لديها خلال علاجها من التهاب غمد الوتر، وذلك لأنه تم تحفيز نقطة الوخز بالإبر -نقطة الوخز يانغتشي- وهذه النقطة مهمة في علاج مرض السكر.
فالعلاج بالكي مناسب جدًّا في علاج مرض السكر.
ونقاط الوخز المناسبة هي: 1- بيشو، وتشونغوان، وديجي، وتسوسانلي، ويانغتشي، 2- سانجياوشو، وشنشو، وتشيهاي، وسانيانغجياو، ورانقو، يتم العلاج بمجموعة واحدة في اليوم، والكي دوريًّا.
قد يهمك أيضًا هل الطاقة بديل للطب في حياتنا؟
الخرافة الرابعة: علم التغذية في الطب الغربي يعادل العلاج الغذائي في الطب الصيني
يهتم علم التغذية في الطب الغربي بحموضة الطعام وقلويته، ولا يعتمد على حاسة التذوق، ولكنه يهتم بما يحدث بعد التحول الأيضي للأطعمة التي تمتص في جسم الإنسان؛ سواء أكانت أكثر النواتج الأيضية في الجسم حمضية أم قلوية.
يستخدم هذا العلم للتحكم في النظام الغذائي، وتحقيق هدف موازنة النظام في النهاية.
أما العلاج الغذائي في الطب الصيني التقليدي، فيستخدم «الغذاء الذي يأتي من مصدر الدواء نفسه» للوقاية من الأمراض وعلاجها، وذلك لتحفيز جسم المريض على التعافي، حيث تغذي طاقة العلاج الغذائي في الطب الصيني جسم الإنسان.
ويتعامل مع الإنسان كونه إنسانًا، ويراعي القدر والتوقيت، والوقت المناسب، والمكان المناسب، وتوافق الإنسان مع الأشياء، والتكيف مع الفصول الأربعة، وتناول الطعام الموسمي، فهو يستخدم الطعام للوصول إلى الجسم، وتحقيق هدف التوازن بين اليين واليانغ.
قد يهمك أيضًا الصين بين الماضي والمستقبل
الخرافة الخامسة: الطب الصيني لا علاقة له بالمحافظة على صحة الشباب
يشعر الشباب في الوقت الحاضر بالقوة دائمًا وأنهم صغار السن، وجميع دلائلهم الجسدية طبيعية، وما يزال الطب الصيني التقليدي بعيدًا كل البعد عن الاهتمام بصحتهم جيدًا.
في الواقع، هذا الرأي خاطئ، فالمحافظة على الصحة في الطب الصيني التقليدي لا تقتصر على كبار السن فحسب، إذ إنها طريقة للحفاظ على الحياة وتقوية اللياقة البدنية والوقاية من الأمراض بأساليب مختلفة لعمر مديد.
في السنوات الأخيرة، منح دعم الدولة القوي للطب الصيني العامة فهمًا أعمق للطب الصيني. حيث حاول إبقاءهم على اتصال بالطب الصيني وفهمه، ولقد حظيت طريقة المحافظة على الصحة في الطب الصيني بشعبية بين الناس، ولا سيما في مجال «العلاج الوقائي»، فلا شك في تفرده.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.