4 خطوات لعلاج التفكير الزائد

يعاني كثير من الناس اليوم من التفكير في أمور كثيرة: أمور المعاش، المستقبل، شؤون الحياة المختلفة. وهذا التفكير مرهق على الإنسان أن يحد منه لينعم بالراحة. في هذا المقال نصائح تساعد الإنسان في التغلب على التفكير الزائد.

قد يكون مرجع كثير من الاضطرابات النفسية هو التفكير الزائد؛ فالقلق الذي بلغ مقداره ما أزعج راحة صاحبه في كل حين وجعله يتوجَّس الخوف ويتوقع الشر في كل لحظة ربما بدأ صغيرًا ككرة ثلج يسهل السيطرة عليها وتفتيتها بأيسر ضربة، لكنها أخذت بالتدحرج دونما رادع يوقفها فتفاقمت وكبر حجمها حتى صارت قادرة على ابتلاع دبٍّ لو اعترض طريقها.

كذلك الإنسان الذي تركها لشأنها فرآها استحكمت واستفحلت وصار علاجها غاية في الصعوبة.

وكذلك الحال في الاكتئاب وفي غيره من الاضطرابات أو العادات التي تنشأ في النفس، وتتغذى على طاقات هذه النفس، وصاحبها غافل لا يُراقب  نفسه، ولا يفطن إلى ما يعتريها من تغيرات، فيحلل هذه التغيرات هل هي إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟

وغالبًا ما تنجم هذه الغفلة عن التفكير الزائد. فالتفكير في كل صغيرة وكبيرة يجعل الأمر عسيرًا على الإنسان؛ لأن يحلل أفكاره أو يراقبها كلها، فيغفل عن كثير منها.

ما علاج التفكير الزائد؟

الخطوة الأولى في علاج التفكير الزائد: في كل مرة تجد نفسك فيها سادرًا في التفكير غارقًا فيه عُد إلى وعيك واقطع التفكير فورًا. وقل لنفسك: قف. ثم أكمل بهذه الخطوات:

الخطوة الثانية: سائِل نفسك: ما الذي أفكر فيه الآن؟ لماذا يسبب لي القلق أو الاكتئاب؟ إذا عرفت الأسباب فلا بد لك أن تهتدي إلى النقطة الثالثة والنقطة التي تليها:

الخطوة الثالثة: التوكل على الله. أليس الله على كل شيء قدير؟ بلى. إذن توكل عليه، وفوِّض أمورك إليه، وأرجع إليه ما يهمك ويُقلقك، وسيكفيك الله شرَّ ما تخاف وتحذر، كما وعد بذلك في كتابه الكريم. اشعر بتوكلك على الله وانظر كيف ستشعر براحة غامرة.

الخطوة الرابعة: قلنا في الخطوة الثالثة إن التوكل على الله أمر عظيم لجلب الراحة والاطمئنان للنفس. ولكن هل يعني التوكل ألا يعمل الإنسان على تحسين أموره ومعالجة مشكلاته؟ كلا فهذا هو التواكل لا التوكل. والتواكل مذموم على عكس التوكل.

بعد أن عرفت الأسباب التي تدفعك إلى التفكير الزائد اعمل على معالجة ما تستطيع معالجته منها، وتهوين الأمور التي لا طاقة لك على تغييرها، وتهوين المخاوف حول المستقبل.

هذا النوع من التفكير الموجَّه المتحكَّم فيه على عكس التفكير الزائد غير المحكوم، يؤدي إلى اكتساب مهارة التحكم في التفكير. فقدرة التحكم في التفكير متاح لأي إنسان اكتسابها، ومن ثم استخدامها وتطويرها حتى تصبح مهارة.

وأخيرًا نذكِّر بأهمية أن يشغل الإنسان وقته بما يعود عليه بالنفع، كالعمل وممارسة هواياته ومواهبه، وممارسة الرياضة، وممارسة عبادته لربه، وبذل العون للمحتاجين، وغير ذلك من الأنشطة النافعة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة