يعاني كثير من الناس اليوم من التفكير في أمور كثيرة: أمور المعاش، المستقبل، شؤون الحياة المختلفة. وهذا التفكير مرهق على الإنسان أن يحد منه لينعم بالراحة. في هذا المقال نصائح تساعد الإنسان في التغلب على التفكير الزائد.
قد يكون مرجع كثير من الاضطرابات النفسية هو التفكير الزائد؛ فالقلق الذي بلغ مقداره ما أزعج راحة صاحبه في كل حين وجعله يتوجَّس الخوف ويتوقع الشر في كل لحظة ربما بدأ صغيرًا ككرة ثلج يسهل السيطرة عليها وتفتيتها بأيسر ضربة، لكنها أخذت بالتدحرج دونما رادع يوقفها فتفاقمت وكبر حجمها حتى صارت قادرة على ابتلاع دبٍّ لو اعترض طريقها.
كذلك الإنسان الذي تركها لشأنها فرآها استحكمت واستفحلت وصار علاجها غاية في الصعوبة.
وكذلك الحال في الاكتئاب وفي غيره من الاضطرابات أو العادات التي تنشأ في النفس، وتتغذى على طاقات هذه النفس، وصاحبها غافل لا يُراقب نفسه، ولا يفطن إلى ما يعتريها من تغيرات، فيحلل هذه التغيرات هل هي إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟
وغالبًا ما تنجم هذه الغفلة عن التفكير الزائد. فالتفكير في كل صغيرة وكبيرة يجعل الأمر عسيرًا على الإنسان؛ لأن يحلل أفكاره أو يراقبها كلها، فيغفل عن كثير منها.
انضم الآن إلى كورس التفكير النقدي!
اقرأ أيضًا: التفكير خارج الصندوق.. تحويل العالم من خلال الابتكار والإبداع
ما علاج التفكير الزائد؟
الخطوة الأولى في علاج التفكير الزائد: في كل مرة تجد نفسك فيها سادرًا في التفكير غارقًا فيه عُد إلى وعيك واقطع التفكير فورًا. وقل لنفسك: قف. ثم أكمل بهذه الخطوات:
الخطوة الثانية: سائِل نفسك: ما الذي أفكر فيه الآن؟ لماذا يسبب لي القلق أو الاكتئاب؟ إذا عرفت الأسباب فلا بد لك أن تهتدي إلى النقطة الثالثة والنقطة التي تليها:
الخطوة الثالثة: التوكل على الله. أليس الله على كل شيء قدير؟ بلى. إذن توكل عليه، وفوِّض أمورك إليه، وأرجع إليه ما يهمك ويُقلقك، وسيكفيك الله شرَّ ما تخاف وتحذر، كما وعد بذلك في كتابه الكريم. اشعر بتوكلك على الله وانظر كيف ستشعر براحة غامرة.
الخطوة الرابعة: قلنا في الخطوة الثالثة إن التوكل على الله أمر عظيم لجلب الراحة والاطمئنان للنفس. ولكن هل يعني التوكل ألا يعمل الإنسان على تحسين أموره ومعالجة مشكلاته؟ كلا فهذا هو التواكل لا التوكل. والتواكل مذموم على عكس التوكل.
بعد أن عرفت الأسباب التي تدفعك إلى التفكير الزائد اعمل على معالجة ما تستطيع معالجته منها، وتهوين الأمور التي لا طاقة لك على تغييرها، وتهوين المخاوف حول المستقبل.
هذا النوع من التفكير الموجَّه المتحكَّم فيه على عكس التفكير الزائد غير المحكوم، يؤدي إلى اكتساب مهارة التحكم في التفكير. فقدرة التحكم في التفكير متاح لأي إنسان اكتسابها، ومن ثم استخدامها وتطويرها حتى تصبح مهارة.
وأخيرًا نذكِّر بأهمية أن يشغل الإنسان وقته بما يعود عليه بالنفع، كالعمل وممارسة هواياته ومواهبه، وممارسة الرياضة، وممارسة عبادته لربه، وبذل العون للمحتاجين، وغير ذلك من الأنشطة النافعة.
التفكير النقدي
التفكير النقدي هو نوع من أنواع التفكير الذي يعتمد على التحليل المنطقي والموضوعي للبيانات والمعلومات بهدف الوصول إلى قرارات صحيحة ومدروسة. يركز هذا النوع من التفكير على تقييم الحجج والأدلة بدقة، مما يجعله أداة قوية في تحسين الأداء المهني.
التفكير النقدي يمكن أن يساعدنا في التخلص من التفكير الزائد. التفكير الزائد يحدث عندما ننشغل بأمور كثيرة دون الوصول إلى حلول واضحة، مما يسبب القلق. أما التفكير النقدي فهو أسلوب يركز على تحليل الأمور بعناية، وفهم ما هو مهم حقًا.
أفضل كتب التفكير النقدي
من أفضل الكتب التي تعزز التفكير النقدي يأتي كتاب "التفكير النقدي: الأسس والمفاهيم" للدكتور أحمد عبد الله الذي يقدم للقارئ أدوات تحليلية لتقييم الأفكار والحجج بطريقة منطقية. كما يُعتبر "فن التفكير الناقد" للدكتور إدوارد دي بونو مرجعًا مهمًا في تطوير مهارات التفكير الإبداعي والنقدي، من خلال التركيز على تقنيات التفكير المتوازنة والمنهجية. بالإضافة إلى ذلك، يعد "التفكير النقدي في مواجهة التحديات اليومية" للدكتور محمد علي إضافة قيمة لفهم كيفية تطبيق التفكير النقدي في الحياة اليومية لاتخاذ قرارات مستنيرة. هذه الكتب تساهم في تحسين القدرة على التحليل واتخاذ القرارات المدروسة.
من خلال هذا الأسلوب، نتمكن من تنظيم أفكارنا بشكل أفضل، والتركيز على الحقائق بدلاً من المخاوف. وبالتالي، يساعدنا التفكير النقدي على اتخاذ قرارات مدروسة والتوقف عن التشتت في أفكار غير مفيدة، مما يقلل من الضغط النفسي الناتج عن التفكير الزائد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.