4 أشياء عليك تجنبها لتحسين إنتاجيتك وتوفير وقتك

"افعل هذا لتصبح أكثر إنتاجية"، "عليك أن تفعل ذلك لتحقيق إنجاز أعلى"... وغير ذلك من العناوين الرئيسة التي تتصدر موضوع زيادة الإنتاجية.
لتستطيع زيادة إنتاجيتك بشكل فعَّال والوصول إلى أعلى مستوى إنجاز ممكن؛ ينبغى عليك إدارة وقتك بطريقة صحيحة.

وفي هذه المقالة، نسلُك منهجًا آخر عكس المنهج الشائع. وذلك من خلال تقديم 4 أشياء ينبغي أن تتخلص منها حتى تُحسِّن من إدارة وقتك؛ وبالتالي تصل إلى أفضل إنجاز بقليل من الجهد.

اقرأ أيضاً تنظيم الوقت وزيادة الإنتاجية"نصائح وإرشادات".. معلومات لا تفوتك

قائمة المهام الخاصة بك

لا تُسئ فهمي؛ فلا أقصد أن التخطيط لمهام يومك هو مجرد مضيعة للوقت، ولا أطالبك بالتخلص من هذه الأداة بشكل كامل. ولكن في أغلب الأحيان تتجاوز هذه الأداة الغرض منها وتنقلنا إلى دوَّامة من الولع بالتفاصيل والأوقات وتُعرقل قراراتنا وتجعلنا في حالة قلق متواصل وتحليل مُفرِط.

لتجاوز هذه المشكلة، اسأل نفسك ببساطة:

سَل نفسك: ما أهم ثلاث أو أربع مهام يُمكن أن يكون لها التأثير الأكبر على حياتي أو عملي؟ يُمكنك البدء من هُنا. وعادةً لن تحتاج هذه المهام إلى قائمة لتذكُّرها، وعند الانتهاء منها يُمكنك التوجه إلى قائمة المهام لإنجاز الأمور الأقل أهمية؛ ولكن حينها تذكر ألَّا تكتب تلك القائمة المُفصَّلة اللامُتناهية من المهام التي ستأخذ من وقتك الكثير لكتابتها، وستُصيبك بالإحباط حين تضطر إلى عدم إنجازها بالكامل.

اقرأ أيضاً أهمية تنظيم الوقت في حياة الإنسان.. سر من أسرار النجاح

عشوائية ساعات الاستيقاظ المبكرة

إذا أحسنت استغلال ساعات الصباح كل يوم فسوف تحقق نتائج كبيرة في وقت قصير، وستشعر بطاقة أعلى وتركيز أكبر في باقي ساعات اليوم. أما إذا أضعت هذه الساعات القيِّمة في أمور عشوائية، أو في التخطيط وكتابة المهام التي تنوي فعلها، ومتى ستفعلها، وكم من الوقت ستستغرق...

كُل ذلك سوف يُقلِّل من إنتاجيتك في هذه الساعات القيمة وسيستنفد طاقتك وتركيزك حتى ينتهي يومك وأنت تتساءل: ماذا فعلت اليوم وكيف مرَّ الوقت بتلك السرعة؟!

ولتجاوز كل تلك المشكلات؛ ننصحك بأن تُخصص دقائق معدودة للتخطيط لليوم التالي في نهاية كل يوم؛ وبذلك سوف تعرف وجهتك من بداية اليوم، وستتجاوز العشوائية التي تلتهم أثمن أوقات يومك، وستُحقق أداء أفضل في كافة مهامك.

اقرأ أيضاً بعض الخطوات المفيدة لتنظيم الوقت والاستثمار فيه

المهام المتكررة أو الزائدة عن الحاجة

وفَّر التقدم التكنولوجي وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تزداد قدراتها يومًا بعد يوم فُرصًا غير مسبوقة فيما يتعلق بسرعة إنجاز المهام المُتكررة أو الروتينية (بل والإبداعية في بعض الأحيان) والتي كان يتطلب القيام بها كثيرًا من الوقت الذي يُمكن استثماره في مهام أكثر تعقيدًا إذا استطعنا أتمتة (automation) مثل تلك المهام التي يُمكن للآلة أداؤها بسرعة وبكفاءة عالية قد لا تتطلب التدخل البشري على الإطلاق، أو تتطلبه بشكل بسيط لضماه أفضل النتائج الممكنة.

ولا يقتصر ذلك على هذه الأدوات فقط، بل يُمكننا انتهاج الطريقة نفسها حين القيام بأي عمل. على سبيل المثال، أخبرني أحد الزملاء أنَّه لترجمة أحد المقالات العلمية الأجنبية في مرحلة الدراسات العليا يجب القيام بعدة خطوات رئيسة تتمثل في: قراءة المقال باللغة الأصلية للوصول لفهم جيِّد لمحتواه، ثم ترجمة المقال إلى اللغة العربية، ثم تلخيص الترجمة وإزالة الأجزاء التي يُمكن الاستغناء عنها دون التأثير على المحتوى.

وحين بدأت في اتباع هذه الخطوات وجدتُ أن الأمر يستغرق كثيرًا من الوقت والجهد؛ فاتبعتُ أسلوبًا مختلفًا قليلًا، فقد وضعت بعض العلامات على الأجزاء المهمة فقط باللغة الأصلية، وبذلك احتجت فقط إلى ترجمة هذه الأجزاء. أمَّا الأجزاء غير المهمة فلم يكن لي حاجة إلى ترجمتها من البداية؛ وقد وفَّر هذا لي كثيرًا من الوقت.

وباتباع هذا الأسلوب وتطبيقه على المهام المتكررة التي نجد أنفسنا مضطرين للقيام بها بشكل يومي أو شبه يومي (المهام التي تتعلق بالدراسة أو العمل مثلًا)؛ نضمن تحسين الإنتاجية في مجال الدراسة، وزيادة الإنجاز في مجال العمل والحياة بشكل عام، ويُصبح لدينا تركيز أكبر على النواحي الإبداعية، ونستطيع أن نقضيَ وقتًا أطول مع الأشخاص المُفضَّلين لدينا، أو أن نترك العمل لبعض الوقت لنسترخي ونُعيد شحن طاقتنا.

اقرأ أيضاً بعض خطوات الوصول إلى النجاح وعلاقتها بتنظيم الوقت

الوقت غير المثمر الذي نقضيه أمام الشاشات

على الرغم من التقدم الكبير الذي جلبته لنا الأجهزة الحديثة والفوائد الكثيرة التي منحتنا إيَّاها؛ فمن السهل جدًَا أن نقع في فخ التمرير اللامُتناهي والتصفح العشوائي، وأن ننسى مقدار الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات.

ولن أُشير هنا إلى وقت مُحدد ينبغي قضاؤه أمام تلك الشاشات كما يفعل البعض؛ فقد صار الأمر أعقد من أن يُضبط بهذه الطريقة الجامدة، وأصبح كثير منَّا يعتمد على هذه الأدوات في دراسته أو عمله إلى غير ذلك من الأمور.

ولكن على الأقل، يجب أن نكون على وعي بمقدار الوقت الذي نضيعه في الاستخدام غير الضروري لهذه الشاشات؛ فهذا يُسهل علينا تدارك الاستخدام المُفرِط والحد منه قبل أن يصير عادةً سيئة يصبح التخلص منها أمرًا صعبًا. ولكن إذا وصلت إلى هذه المرحلة بالفعل، فلا تيأس وحاول أن تتدرج في تقليل الاستخدام ولا تتوقف تمامًا بشكل مُفاجئ حتى لا يُصيبك الملل وتعود كما كنت في وقت قصير. وتذكر أنَّ "أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُها وإن قَلَّ".

حسنًا ماذا أفعل؟ أريد منك أن تُفكر في الأوقات التي تستطيع الاستغناء فيها عن هاتفك. وهي كثيرة، ولكن، على الأقل، لن تحتاج إلى هاتفك عند محاولة النوم مثلًا، أو عند الجلوس مع أسرتك أو أصدقائك.

وأريدك كذلك أن تُخصص وقتًا مُحددًا لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وأزِل تلك التنبيهات التي لا حدَّ لها ولا طائل منها والتي تجعلك في حالة تأهُّب مُستمر وتُفقدك تركيزك الذي يصعب استعادته مُجددًا، ولا بأس من تخصيص بعض الوقت المُحدد مُسبقًا للترفيه عن نفسك بعد إنجاز مهامك الضرورية. وبقدر الإمكان، حاول أن تجعل مسافةً بينك وبين هاتفك أو حاسوبك الشخصي؛ فإن الوجود الدائم وسرعة وسهولة الوصول لهذه الأدوات يجعل مُقاومتك أقل ويخلق رغبة مُلحَّة لديك في استخدامها.

حاول أن تُجرب العمل بهذه النصائح، وستلاحظ كثيرًا من النتائج الإيجابية؛ فسيزداد تركيزك، وترتفع إنتاجيتك، ويصبح إنجازك أفضل بكثير ورُبما يكون هذا دافعًا لك لمواصلة العمل بها مستقبلًا وتحقيق مزيد ومزيد من الإنتاجية وتطوير الذاتي.

خاتمة

وفي نهاية هذا المقال، نُذكرك بأهم النصائح التي تناولناها لزيادة الإنتاجية وتحقيق أداء أعلى وإنجاز أفضل: قُل وداعًا لقوائم المهام التفصيلية غير الضرورية، تخلَّص من العشوائية وأحسِن استخدام الساعات المُبكرة من يومك بأفضل ما يُمكن، أزِل أو حاول أتمتة المهام غير الضرورية أو المُتكررة، قلِّل من تضييع وقتك وتشتيت تركيزك بتجنُّب استخدام هاتفك أو حاسوبك أثناء أدائك للمهام التي تحتاج إلى تركيز عالٍ.

وتذكر أنَّك يُمكنك دائمًا كسب مزيد من المال، أو القيام بمزيد من العمل في المستقبل، ولكنك لن تستطيع استعادة وقتك الضائع أبدًا؛ لذا احرص على استخدامه جيدًا وتجنب تضييعه على الأمور التي يُمكنك الاستغناء عنها. وما أبلغ قول ابن القيم: "إضاعةُ الوقت أشدُّ من الموت؛ لأنَّ إضاعة الوقت تقطعك عن اللَّه وعن الدارِ الآخرة، والموتُ يقطعك عن الدنيا وأهلِها، والدنيا من أوَّلها إلى آخرها لا تساوي غمَّ ساعة فكيف بغمِّ العمر".

طالب دراسات عليا بكلية الأعمال بجامعة الإسكندرية، مُتعدد الاهتمامات، مُحبٌّ للغة العربية وآدابها، شغوفٌ بالمعرفة والاطلاع على كل جديد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 1, 2023, 7:37 م - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 29, 2023, 7:41 م - صالح كمال الجيلاني
نوفمبر 28, 2023, 8:26 م - جوَّك صحة
نوفمبر 27, 2023, 9:24 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 22, 2023, 9:53 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 22, 2023, 9:46 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 18, 2023, 1:17 م - دكتور/ حاتم جمعة محمد علي Dr.Hatem Gomaa Mohamed Ali
نوفمبر 18, 2023, 10:00 ص - جوَّك صحة
نوفمبر 12, 2023, 9:47 ص - عمرو رمضان محمد
نوفمبر 12, 2023, 7:11 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 11, 2023, 8:35 ص - رانيا رياض مشوح
نوفمبر 11, 2023, 8:27 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 6, 2023, 1:38 م - دكتور/ حاتم جمعة محمد علي Dr.Hatem Gomaa Mohamed Ali
نوفمبر 5, 2023, 12:57 م - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 4, 2023, 1:58 م - اسامه غندور جريس منصور
أكتوبر 28, 2023, 1:19 م - د . وليد عبد الغني السيد عبد اللطيف الغازي
أكتوبر 21, 2023, 11:49 ص - اسامه غندور جريس منصور
أكتوبر 19, 2023, 6:04 ص - محمد هاني جابر
أكتوبر 16, 2023, 1:24 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 16, 2023, 11:32 ص - أنور شداد العواضي
أكتوبر 15, 2023, 7:06 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 14, 2023, 5:03 م - إيمان يحيى
أكتوبر 11, 2023, 7:02 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 9, 2023, 2:48 م - التجاني حمد احمد محمد
أكتوبر 2, 2023, 4:19 م - لمى السلمي
سبتمبر 27, 2023, 5:18 ص - نافز احمد ابوزر
سبتمبر 21, 2023, 5:49 م - جمال كتيل
سبتمبر 21, 2023, 10:51 ص - فراس مالك سلوم
سبتمبر 19, 2023, 6:03 ص - عمرو رمضان محمد
سبتمبر 18, 2023, 2:00 م - مايا عز العرب عزالدين
سبتمبر 17, 2023, 11:29 ص - بلال الذنيبات
سبتمبر 16, 2023, 1:01 م - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 12, 2023, 5:46 ص - لؤي نور الدين الرباط
سبتمبر 10, 2023, 7:21 م - إيمان عبدالباري قائد
سبتمبر 8, 2023, 11:34 ص - اسامه محمد عبدالله محمد الكامل
سبتمبر 6, 2023, 2:06 م - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 5, 2023, 11:07 ص - أبرار عليان العوفي
سبتمبر 5, 2023, 10:42 ص - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 4, 2023, 10:57 ص - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 3, 2023, 3:33 م - سالي أيمن النحوي
سبتمبر 3, 2023, 11:10 ص - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 2, 2023, 11:31 ص - شادى محمد نجيب
نبذة عن الكاتب

طالب دراسات عليا بكلية الأعمال بجامعة الإسكندرية، مُتعدد الاهتمامات، مُحبٌّ للغة العربية وآدابها، شغوفٌ بالمعرفة والاطلاع على كل جديد.