إن ما يحكم عقلية الناس بوجه عام هو أننا مخلوقات تحكمنا العادات، ولكن ما لا يُدْرَك هو أن العادات تنقسم إلى نوعين حسب عقلية المليونير، وهي العادات التي نفعلها والعادات التي لا نفعلها، وكل شيء لا نقوم به الآن يندرج ضمن العادات التي لا نفعلها، والطريقة الوحيدة لتغيير هذه العادات هي أن نمارسها حقًّا.
وانطلاقًا من العقلية التي يفكر بها المليونير، توجد مقولة يؤمن بها الأغنياء، وهي "أنا أصنع حياتي"، ومن ناحية الناس الفقراء، فهم يؤمنون بمقولة "حياتي مجرد مصادفة"، ومن المقولة التي تؤمن بها عقلية الأغنياء أن عملية صنع الثراء تكون عن طريق الإيمان العميق بأنك قادر على التحكم في حياتك، فإذا كان التحكم في حياتك قليلًا أو معدومًا، فإن التحكم في النجاح المالي قليل أيضًا وربما معدوم... كالذي ينتظر أن يربح اليانصيب، يجب أن يكون الفرد قادرًا ومسؤولًا عن تحقيق النجاح الذي سيصل إليه، وإن كان غير ذلك، فهو يلعب دور الضحية.
وعند هذه النقطة، تتحدث عقلية المليونير، فمعرفته بمن هم حوله يؤدّي دورًا كبيرًا وتؤثر في تحقيق نجاحه، حتى يمكن معرفة أن الآخرين يؤدون دور الضحية، فذلك يكون بثلاثة أدلة:
إن الناس بدايةً يؤدون دور الضحية لأنهم يعتقدون أن ذلك قد يأتيهم بشيء، وأول دليل على أن الآخرين يؤدون دور الضحية هو إلقاء اللوم.
الدليل الأول: إلقاء اللوم
حينما يصل الأمر بالضحايا إلى أن يسألوا أنفسهم لماذا ليسوا أغنياء، تجد أن معظمهم قد وصل إلى مرحلة الاحتراف في ممارسة إلقاء اللوم، والهدف من ذلك هو العثور على أكبر عدد من الأشخاص والظروف التي يلقون عليها كل أصابع الاتهام واللوم على ما يمرون به، سواء أكانوا أزواجًا أم رؤساء في العمل، كل ما يمرون به هو بسببهم، هكذا يفكر الذين يأخذون دور الضحية.
الدليل الثاني: التبرير
إذا لم يلقِ الآخرون اللوم، فسوف يلجؤون إلى التبرير لجعل موقفهم أكثر منطقية عن طريق قول أشياء مثل: "المال ليس مهمًا لهذه الدرجة". هذه المقولة مثلًا، إذا أردنا أن نسأل نفس الأشخاص "هل الزوجة والأبناء مهمون؟" وكانت الإجابة "إنهم ليسوا مهمين"، هنا يكون رد الفعل أنه إن كان اعتقاد الأشخاص كذلك، وأن الزوجة ليست مهمة، فهي لن تبقى بجانبك... وكذلك المال.
ولا يمكن إجراء مقارنة غير منطقية حينما يقارن هؤلاء الضحايا بين الحب والمال... صحيح أن الحب يُغير العالم، ولكنه لا يطعم الجوعى ولا يبني مستشفيات... وبذلك، فإن المال شديد الأهمية في المجالات التي يعمل بها، وليس له أي أهمية في المجالات التي لا يعمل بها.
الدليل الثالث: الشكوى
إن الشكوى هي أسوأ شيء ممكن أن تفعله من أجل صحتك وثروتك، هكذا تقول عقلية المليونير... "إن ما تركز عليه يتوسع"، وعندما يشكو الفرد، فما الشيء الذي يركز عليه؟ وقد أوضحت كثير من الدراسات النفسية قانون الجذب الذي ينص على أن "الشيء يجذب شبيهه".
والواقع أنك عندما تشتكي، فإنك تجذب الهراء إلى حياتك... وهذا هو حال مدمني الشكوى، فهم يحيون حياة قاسية، وذلك بظنهم أنه "لو أن كل الأشياء التي من الممكن أن تصبح خطأ، فعلًا تصبح خطأ"... إن حياة مدمني الشكوى يعمها الفشل بسبب الشكوى؛ وذلك لأن الطاقة السلبية معدية، فأغلب الناس يحبون البقاء والإنصات إلى مدمني الشكوى، وذلك لأنهم ينتظرون دورهم ليشتكوا. ومن هنا، فإن التوقف عن التركيز في الشكوى يسهم في تخفيض الطاقة السلبية.
وفي الختام، إن اللوم والتبرير والشكوى ما هي إلا أشبه بحبوب مهدئة مخففة للفشل، فعندما تسمع نفسك تلقي اللوم وتبرر وتشتكي بشدة، فتوقف عن الكلام، وذكِّر نفسك بأنك أنت من تصنع حياتك، وأنك في كل لحظة ستجتذب أمرين، إما النجاح وإما الفشل، ومن الضروري أن تختار أفكارك وكلماتك بحكمة.
جميل جدا....ومانيل المطالب بالتمني
كل هدف يحتاج إلى عزيمة وإصرار
وعمل متواصل...أحسنت النشر مقال جميل ومفيد
اتفق معك وبشدة ، ابدعتي كما العادة ،دائم التفوق والنجاح
اشكرك صديقتي العزيزة ودمتي بالف خير.
مقال مهم جدا صديقتي شهد يوسف عويجة، دمتي رائعة ومتفوقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.