إن استخدام مواقع السوشيال ميديا أصبح جزءًا أساسيًّا من حياة الشباب الصغير في العالم الحديث. ويعُدُّ كثير منهم الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي جزءًا من هويتهم وشخصيتهم الاجتماعية. ولكن، مع زيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها وأشكالها، أصبح إدمان هذه المنصات أمرًا شائعًا بين الشباب الصغير.
إن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر في حياتهم سلبيًّا من حيث الصحة النفسية والجسدية، والتحصيل الدراسي، والعلاقات الاجتماعية.
وفيما يلي سنناقش بعض الآثار السلبية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب الصغير.
اقرأ أيضاً تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب
الآثار السلبية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي
1- العزلة الاجتماعية
يمكن أن يؤدي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إلى العزلة الاجتماعية؛ فالشباب الصغير يقضي وقتًا طويلًا في التفاعل مع الشاشات، بدلًا من التفاعل مع الأشخاص في الحياة الحقيقية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور بالوحدة والعزلة وفقدان العلاقات الاجتماعية الحقيقية.
2- تأثير سلبي في الصحة النفسية
يمكن أن يؤدي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إلى تأثير سلبي في الصحة النفسية للشباب الصغير، مثل القلق والاكتئاب ونقص الثقة بالنفس. وقد تؤدي المنشورات السلبية والتعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تأثير سلبي في المزاج والصحة النفسية.
3- تأثير سلبي في التركيز والتحصيل الدراسي
يمكن أن يؤدي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إلى تأثير سلبي في التركيز والتحصيل الدراسي للشباب الصغير، فالشباب يقضي وقتًا كبيرًا في استخدام هذه المنصات بدلًا من الأنشطة الأكاديمية والدراسية. ويمكن أن تؤثر المنشورات السلبية والتعليقات السلبية في مستوى الدافعية والتحفيز لديهم، ما يؤدي إلى تأثير سلبي في أدائهم الدراسي.
4- تأثير سلبي في الصحة الجسدية
يمكن أن يؤدي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إلى تأثير سلبي في الصحة الجسدية للشباب الصغير، فالشباب يقضي وقتًا طويلًا جالسًا أمام الشاشات بدلًا من الأنشطة الرياضية أو الحركية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة وتقليل مستوى اللياقة البدنية، ما يؤثر في صحتهم العامة.
5- الإدمان
يمكن أن يؤدي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إلى الإدمان الحقيقي، أي يصبح الاستخدام المفرط لهذه المنصات أمرًا لا يمكن الاستغناء عنه، ويمكن أن يؤدي الإدمان إلى التأثير في العلاقات الاجتماعية والأسرية والعملية، وتقليل الوقت المخصص للأنشطة الأخرى.
اقرأ أيضاً الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي ودور الخدمة الاجتماعية في مواجهتها
دراسات تكشف تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في الصحة النفسية
وأشارت كثير من الدراسات العلمية إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في الصحة النفسية للشباب الصغير. شملت هذه الدراسات عدة جوانب من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في الصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى، وتأثيرها في الصحة العامة للفرد والعلاقات الاجتماعية. ومن هذه الدراسات:
1- دراسة نُشرت في مجلة الصحة النفسية الأمريكية عام 2017، وجدت أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يرتبط بزيادة مخاطر الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة ونقص الثقة بالنفس لدى الشباب الصغير.
2- دراسة أُجريت في المملكة المتحدة ونُشرت عام 2018، وجدت أن الشباب الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بإفراط يعانون مستويات أعلى من القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة ونقص الثقة بالنفس، مقارنة بالشباب الذين لا يستخدمون هذه المنصات بكثرة.
3- دراسة أُجريت في كندا ونُشرت عام 2019، وجدت أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يرتبط بتدهور الصحة النفسية لدى الشباب الصغير، وأيضًا يرتبط بتدهور العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي في الحياة الحقيقية.
4- دراسة أُجريت في الولايات المتحدة ونُشرت عام 2020، تؤكد النتائج نفسها التي توصلت إليها الدراسات السابقة.
5- دراسة أُجريت في نيوزيلندا ونُشرت عام 2021، وجدت أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يرتبط بتدهور الصحة النفسية على المدى الطويل.
نستنتج من هذه الدراسات أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر سلبًا في الصحة النفسية للشباب الصغير، وتؤكد هذه الدراسات ضرورة التحكم في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتوعية الشباب الصغير بأهمية الحفاظ على صحتهم النفسية والتواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقية. ويمكن أيضًا، للأهل والمعلمين أن يؤدوا دورًا مهمًّا في توعية الشباب الصغير بأخطار الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي وتعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية في الحياة الحقيقية.
نقدم للأهل والمعلمين عددًا من النصائح التي يمكن اتباعها لمساعدة الشباب الصغير في تحسين صحتهم النفسية، ومنها:
اقرأ أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية للمراهقين
نصائح تساعد الشباب على تحسين الصحة النفسية
1- التحدث مع الشباب الصغير حديثًا مفتوحًا وصريحًا عن التحديات التي يواجهونها في الحياة، وتشجيعهم على التحدث عن مشاعرهم وأفكارهم.
2- تشجيع الشباب الصغير على ممارسة النشاط البدني والرياضة بانتظام؛ لأن الرياضة يمكن أن تساعد على تحسين المزاج والتخفيف من التوتر والقلق.
3- تقديم الدعم والمساندة للشباب الصغير عند الحاجة، ومن الممكن أن يشمل ذلك الاستماع إلى مشكلاتهم وتقديم النصائح والدعم العاطفي اللازم.
4- تحفيز الشباب الصغير على التواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقية، عن طريق تشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والأنشطة التطوعية.
5- تقديم الدعم للشباب الصغير في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على نحو صحيح، ومنعهم من الاستخدام المفرط للتكنولوجيا وتشجيعهم على التواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقية.
6- تشجيع الشباب الصغير على تطوير مهاراتهم واهتمامهم بالهوايات والأنشطة التي تثير اهتمامهم، والتي يمكن أن تساعد في تحسين الصحة النفسية والرفاهية العامة.
7- تذكير الشباب الصغير بأهمية النوم الجيد والاسترخاء، وتشجيعهم على تطوير عادات نوم صحية.
8- تشجيع الشباب الصغير على تحديد أهداف واضحة لأنفسهم، وتدريبهم على التخطيط وإدارة الوقت بفاعلية.
9- توفير بيئة داعمة ومساندة للشباب الصغير، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم والبحث عن الدعم اللازم عند الحاجة.
10- تشجيع الشباب الصغير على البحث عن مصادر المعلومات الدقيقة والموثوقة حول الصحة النفسية، وتعزيز الوعي بأهمية العناية بالصحة النفسية والتواصل مع المتخصصين في حالة الحاجة.
11- تحديد وقت محدد لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والالتزام به، مع تجنب الاستخدام المفرط للهواتف الذكية في الجلوس مع الأصدقاء أو العائلة.
ويجب تطبيق هذه النصائح بطريقة مناسبة وفقًا للمراحل العمرية المختلفة للشباب الصغير، وتفضيلاتهم الشخصية، وأسلوب حياتهم، ويجب العمل المشترك بين الأهل والمعلمين والطلاب لتحسين صحة الشباب النفسية وتعزيز رفاهيتهم العامة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.