عذرًا.. أنت في نادي التوحد (مقالة خاصة إلى أهالي أطفال التوحد المشخصين حديثًا)
أهلاً بك في نادي طيف التوحد. أعلم بأنك لا ترغب بالتواجد هنا، لكن لا تشعر بالإحباط الشديد، فلا أحد من أعضاء النادي الحاليين رغب بالتواجد هنا أيضًا.
لكن فكر بهذه الطريقة بعد أن حيرتك أعراض ومشاكل طفلكم الغريبة: أنا الآن أعلم ما الذي يحصل، وهذا أفضل من أن لا أعلم شيئًا على الاطلاق.
اقرأ أيضأ مرض التوحد "أسبابه وعوارضه وأشكال العلاج"
بعض النصائح لتجنب توتر مرض التوحد
1- ستبدأ من الآن رحلة قد لن تنتهي، عليك أن تتعلم متى عليك التوقف لأخذ الأنفاس وأخذ بعض الراحة والاسترخاء، واصل فيها هواياتك الاعتيادية كالقراءة أو ممارسة الرياضة.
تعلم كيف تشغل أوقات الانتظار في العيادات الطبية أو المراكز العلاجية حيث سترافق طفلك. حاول أن لا تعمل شيئًا في بعض الأيام الأخرى بل خذ قسطًا من راحة فقط.
2- لا تشغل وقتًا كبيرًا في البحث في الإنترنت عن معلومات وعلاجات للتوحد. هذا البحث سيجعلك تضيع أكثر، خاصة في حمى تجارة علاجات مرض التوحد الحالية المنتشرة حول العالم، والتي تحاول استغلال الأهالي اليائسين والمصدومين بابنهم المتوحد.
لكن الأفضل هو الانضمام إلى الشبكات الاجتماعية التي يتواجد فيها أهالي الأطفال المتوحدين كالفيسبوك أو التويتر وغيرها، فلا تشعر حينها بالوحدة في مشكلتك، وتتعلم من خبرتهم مع أبنائهم، وتدخل في تعاملات اجتماعية مع الآخرين قد يحرمك مرض ابنك من دخولها خارج المنزل.
3- استعد لسماع الكثير من النصائح والآراء المجانية والتي لم تطلبها أنت. انتبه فقط إلى ما ينفعك ولا تنزعج من الأخرى، فالنية في النصيحة عادة تكون طيبة.
4- لا تتحاذق أو تتكلم بصفة العارف بكل شيء مع الآخرين، خاصة من سبقوك في المعاناة، فكل ما تقوله لهم قد فعلوه قبلك. احترم معاناتهم واستفد من خبرتهم، وانصحهم فقط إذا تأكدت أنهم يجهلون ما تنصحهم به، بشرط أن تكون متأكدًا أنت نفسك من فائدة نصيحتك لهم.
اقرأ أيضأ مرض التوحد.. الأعراض وطرق العلاج
توقع الفشل ولا تيأس
5- حاول أن تتعود على فشل بعض الطرق العلاجية لطفلك كانت قد أفادت أطفالًا متوحدين آخرين. فمرض التوحد له أشكال عديدة واستجابات مختلفة للعلاجات.
6- لا تعتبر كثرة الأدوية والعلاجات شيئًا إيجابيًّا، فلا يوجد دواء خاص لعلاج التوحد، بل توجد علاجات لبعض الأعراض فقط، كالعنف والعصبية وقلة النوم. وتعوَّد الإكثار من العلاجات والتدريبات السلوكية؛ فهي الأفضل والأدوم والأقل ضررًا على الطفل.
7- لا تخجل من أن تطلب من أقاربك الذين يودون مساعدتك أو إهداء أمور لطفلك، قل لهم ما تحتاجه بالضبط وما يمكن لطفلك أن يستفيد منه، بدلًا من جمع ركام من الأغراض غير المفيدة. ولا تنزعج ممن يهديك ما لا تريد، بل احفظه لوقت قد ينفعك فيه، أو اهده لغيرك، أو بعه لتساعد في ثمن العلاج.
8- لا تعتبر كل أمر صحيح يقوم به طفلك المتوحد بعد التدريب هو نتيجة حقيقية، فقد يكون صدفة لا أكثر. عليك أن تصبر وتنتظر حتى يثبت ويتكرر هذا الفعل الصحيح.
اقرأ أيضأ التكنولوجيا ومرض التوحد.. هل ساهمت في تفاقم المرض أم التوعية به؟
خطوات أخرى لتجنب توتر مرض التوحد
9- تقبل القيام بأمور قد تعتبرها سخيفة لكنك قد تضطر لفعلها خلال تعاملك مع طفلك المتوحد.
10- قم بالخطوات التعليمية مع طفلك بصورة تدريجية، وتعوّد على ذلك في حياتك وتصرفاتك معه. مثلاً قم بإخراجه معك لقضاء أعمالك ومشترياتك وبصورة تدريجية من حيث طول الفترة والمسافة.
11- ارفق بنفسك، وأعطها الوقت الكافي للحزن والبكاء أو الراحة والاسترخاء والاستمتاع. لكن لا تستمر بذلك لوقت طويل، وتذكر أن لك طفلًا وعائلة تحتاجك بشكل دائم. تعلَّم متى تحتاج لطلب المساعدة ومتى تحتاج إلى الهرب قليلًا للراحة واستجماع القوة. تعلَّم أن تعيش هذه الحياة الجديدة، لأنها حياتك الطبيعية الحالية وليست شيئًا مؤقتًا يزول مع الوقت.
أخوتي الأعزاء، أرجو أن تضعوا هذه النصائح أمامكم دائمًا، فهي خلاصة خبرة أهالي عانوا ما تعاني منه الآن. وأعتذر إن اعتبرها البعض قاسية، فلا شيء جميل في أي مرض. مع تحياتي ودعواتي لكم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.