10 أسباب اجتماعيّة للفقر

المجتمع يؤدّي دورًا كبيرًا في تحديد مسار الحياة، مثله مثل الموقع الجغرافي تمامًا، وكلاهما محتومان وجوديًا مفترّقان. 

اختياريًا، أن تولد في بيئة وجغرافيا خاصّة هذا ليس من اختيارك، أما أن تعيش هناك فهذا اختيارك، وعلى هذا الاختيار يتمّ تحديد نمط الحياة من سيّئ إلى حسن، ومن حسن إلى أحسن وهلم جرّا.

هنا أحاول أن أضع بين يديك الأسباب الَّتي تجعلك فقيرًا وهي أسباب اجتماعيّة بحتة، وهنا أيضًا أنت مخير، إن شئت أن تبقى فقيرًا بعد معرفة هذه الأسباب أو حاولت أن تغيّر من السلوكيات الاجتماعيّة لديك أو غيّرت المجتمع، وأردت أن تعرف أين موقعك من هذه الأسباب فتحدّد نقاط ضعفك أو نقاط مجتمعك، ويكون هذه المقال عونًا لك على اختيار سلوكيات جديدة تقودك نحو حياة أكثر رفاهيّة وأمنًا، ويفتح عليك أفكارًا جديدة نحو نفسك ومجتمعك وموقعك الجغرافي. 

ومع هذا كله، لا تلقِ اللّوم كلّه على المقادير...

1. النّفرة من الأغنياء، وذلك أن تكون لديك فكرة أن الأغنياء يأكلون الحرام ويكسبون بالكذب والخديعة والظلم والربا، أو أن الأغنياء يعيشون في كد وجهد ليل نهار، أو أن الأغنياء سيحاسبون حسابًا عسيرًا يوم القيامة، ويدخلون الجنة بعد الفقراء، أو أن المساكين أفضل من الأغنياء أو غير ذلك من الأفكار الَّتي تجعلك تكره الأغنياء والمال، فإن كنت كذلك فاعلم أن الأغنياء والمال ينفران منك أيضًا. 

2. الملل والكسل وعدم الرغبة في كسب المال، وذلك لأفكار أو حالات أو أوضاع كانت في العائلة، أو البلد، أو في حياتك، فتحاول أن تعيش مكتفيًا بالعمل الَّذي تتقاضى من خلاله أجرًا أو ولدت في بيت الفلاحين وتريد أن يستمرّ الحال بك هكذا وهلُمّ جرًا.

3. الاعتقاد أن الغنى ميراث، فأولاد الأغنياء يكونون أغنياء، وأنهم سنحت لهم الفرصة، أو أن القدر وقف بجانبهم، أو أنهم احتالوا على كذا، بينما أنا ولدت فقيرًا وسأظلّ كذلك لا يمكنني أن ألحق بالأغنياء والبون بعيد.

4. الخجل من المهارات الَّتي تملكها، كأن تكون خياطًا أو نعالًا أو غيرها من المهارات الَّتي لديك، ولا تحب أن يراك النّاس وأنت تقف في البقالة أو المتجر أو غيرها من المواقع -فتعيش حالة من الدونيّة الَّتي تغلق أمامك الأبواب. 

5. الخوف ممّا سيقوله النّاس، سيقول النّاس أنه حاصل على الشهادة الفلانية، وهو واقف في المكان الفلاني، سيقول النّاس أنه من العائلة الفلانية ويعمل العمل الفلاني، وهكذا يخاف من الظهور أمام النّاس.

6. عدم إقامة علاقات طيّبة مع المتخصّصين وأهل الفنّ، يغفل عن إقامة علاقات طيّبة مع أصحاب التجارات والأعمال وأهل الفنّ، ويعتبر نفسه دون ذلك لأسباب اعتبارية فقط، لا ينمي مهاراته، هو لا يعرف ولا يحاول أن يستشير أهل المعرفة والشأن.

7. الطاعة العمياء للأقرباء، كالوالدين والعائلة، والقبيلة، والمقربين، والأصدقاء، يقولون له افعل كذا ويجري وراءهم، ولا يفعل شيئًا إلا إذا قالوا له، أو لا يمكن أن يبدأ إلا بموافقتهم. 

8. عدم الخروج من المحيط الَّذي هو فيه، لا يستعمل عقله بل هو عيّال على غيره، إن قال النّاس قالوا وإن سكتوا سكت، لا يمكن أن يبتكر ويأتي بفكرة جديدة، يقلّد النّاس تقليدًا أعمى ويعتبر أن فلانًا نجح سأفعل مثله وانتهى الكلام.

9. كثرة المواعيد، تأخير الابتداء ثمّ تأخير التنفيذ، غدًا وبعد غد، صباحًا لا مساءً، اليوم أنا مشغول، اليوم جاءني ضيف، اليوم عندي ظرف خاصّ، اليوم العائلة، وهكذا.

10. الاعتذار عن العمل لأسباب واهية غير موجودة على أرض الواقع، أنا ما عندي رأس مال، أنا فقير، أنا بعيد، أنا في المدينة الفلانية، أنا غير متعلم، أنا لا أملك، أنا صادق، وهكذا.

إن وجدت فيك هذه الصّفات كلها أو بعضها فاعلم أنك ستعيش فقيرًا معدمًا لا تملك شيئًا، وستكون محتاجًا لغيرك دائمًا، لن تكون في مكان مرموق، ستكون محكومًا ذليلًا عبدًا. 

عليك أن تحاول الابتعاد عن هذه الصّفات العشر؛ فإنها صفات مدمرة للحياة ذاهبة لطعم العيش، مذلة مهينة للإنسان في مجتمعه ومحيطه، ستعيش في حياتك وأنت تحاول أن تبتعد عن النّاس وتخفي نفسك عن أنظار البشر، بلا أصدقاء ولا خلان، ستكون متحسرًا دائمًا، وحياتك بعد الأربعين ستكون أكثر ضعفًا وذلة، ستتعرّض لاستحقار كثير وشديد ومن أقرب النّاس إليك...

حاول أن ترسم مستقبلك وأنت ملم بهذه الصّفات فتبتعد عنها وتأخذ بأضدادها (وبضدها تتبيّن الأشياء).

مؤلف وباحث ومترجم سابق لدى َمكتبة دار السلام بالرياض فرع لاهور

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب

مؤلف وباحث ومترجم سابق لدى َمكتبة دار السلام بالرياض فرع لاهور