رولان رياض مشوح يوليو 24, 2023, 5:04 م

خاطرة "يتساءلون".. خاطرة شعرية

حين قررت الرحيل

غدوا يبحثون

يفتشون

عنك يتساءلون

وكأنهم

لا يعلمون بأنك قد رحلت

سافرت إلى دنيا الحبّ

حيث لن تجد مخلوقًا سواي

ولا سكنًا بديلًا إلا إياي

في جزيرة حب عائمة

تعج بالحياة

وأمواج البحر تتلاطم

والغيمات تتسابق منذرة بهطول المطر

وكل وسائل الحضارة والراحة

لم لم تخبرهم؟

بأنك قد غادرت

لتهيم في جنةٍ تحياها وحدك

ولم يسبقك إليها أحد

فأنا الحضارة

ولا حياة صاخبة دوني

أنا هنا

جميع الكائنات

من مزروعات وأمواج وغيمات

أنا مسؤولة الراحة

وأنا الحياة التي تحياها

فهل عن هذا يتساءلون؟

أيتسألون

إلى متى ستبقى؟

إلى متى ستنسى كل مغريات الحياة؟

عندما يتساءلون

حبيبي أريدك أن تجيب؟

قل لهم

أخبرهم

أنك تنعم بفرصة الارتياح والسعادة

فأنتَ تقيم في جزيرة قلبي

قلبي الذي يحبكَ

فقد تعهد لكَ

بأن تحظى بالنعيم

وتحيا بهناء الحب

فدنيا حبي التي

إليها قد لجأتْ

ستبقيك متنعمًا بالسعادة والراحة

ستعزلك بعيدًا بعيدًا

بعيدًا عن أي إغواء

بعيدًا عن جميع النساء

فأنتَ تدفع ثمن القرار

قرارك بالرحيل

إلى جزيرة قلبي

أخبرهم أنكَ

قد أصبحت حبيس الإغواء

تتلذذ بلعبة الاختفاء

تنعم بالاختباء

عندما يتساءلون

أخبرهم

أنك في دنيا

لم يحظ بمثلها سواك

قل لهم إنك

أسير حب

في

جزيرة قلب

مع

رفيقة درب

ما لهم يبحثون؟

ولماذا يتساءلون؟

حبذا لو أنك قبل رحيلك

ودعتهم

وليتك أخبرتهم

بأنك في دنيا

لم يشهد مثلها سواك

فهم حائرون

ومنك يغارون

بغيابك متحيرون

ببعدك

بدوا كأنهم مهزومون

يفتشون

يبحثون

عن ذاك الإنسان الحنون

صاحب الإحساس والشجون

فهل ما زالوا يتساءلون؟

نعم

سيبقون يتساءلون

إلى أن يحظوا بدنيا مثلها

فهذه الدنيا

ليست لهم

فدنيتنا

امتلأت أرجاؤها سعادة

بساكينها أنا وأنت

حبيبي

يا من عنك يتساءلون

وفي قرارتك محتارون

بغيابك معذبون

عن دنيتي مبعدون

ومن حياتنا مطرودون

وبتفكيرهم مشغولون

ومن أسئلتهم يكثرون

وعنك يتساءلون

لكنهم لا يعلمون

بعيوني سيجدون

ذاكَ الإنسان الحنون

صاحب الإحساس والشجون

الذي عنه يتساءلون

وعندما يعيشون

في دنيا الحب

سيدركون

عما كانوا عنه يبحثون

وعما كانوا يتساءلون...

بقلم رولان رياض مشوح

محامية،ماجستير في العلوم والبحوث السكانية مدربة تنمية بشرية، شاعرة، حاصلة على جائزة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر _ ٢٠١٠ م ، وجائزة مهرجانات بيت الدين _لبنان _ ٢٠١٠ م.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

شفيقة عبد المجيد

يوليو 24, 2023, 5:08 م

جميلة

أضف ردا