ووردبريس.. تاريخ وتطور المنصة

هل تساءلت يومًا كيف تحولت منصة ووردبريس من أداة بسيطة لإنشاء المدونات إلى واحدة من أكثر أنظمة إدارة المحتوى استخدامًا في العالم منذ ظهورها الأول في شهر مايو عام 2003، وفي الأيام الأخيرة، شهدت منصة ووردبريس تطورًا ملحوظًا للغاية، فقد زاد عدد متابعيها زيادة كبيرة، ولم تقتصر هذه الزيادة على تحسين قدراتها ووظائفها فحسب، بل أصبح اسمها أيضًا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بعملية إنشاء المواقع الإلكترونية.

ما الووردبريس؟

ووردبريس هو أداة بسيطة وسهلة للغاية تساعدك في إدارة محتواك الإلكتروني، حتى إن كانت خبرتك في مجال البرمجة محدودة جدًّا. فأنت لا تحتاج إلى الاستعانة بمتخصص في مجال البرمجة، ولا تحتاج إلى أن تكون ذا خبرة في هذا المجال، فهو يمكن أن يساعدك في إنشاء موقعك الإلكتروني من الصفر بكل سهولة، وإدارته على نحو فعال، والأمر المفاجئ هو أن هذه الأداة تتوافر على نحو مجاني ومفتوح المصدر.

إذا كنت بحاجة إلى مزيد من الميزات المتقدمة، يمكنك تحميل النسخة الأصلية من ووردبريس عبر موقع WordPress.org، هذه النسخة تقدم إمكانيات أوسع مقارنة بـWordPress.com، فالنسخة الأخيرة تتمتع بإمكانيات محدودة، ولا تتيح لك الاستفادة من جميع الخصائص والمزايا التي تمنحها النسخة الأصلية.

مراحل تطور ووردبريس

تأسست ووردبريس في مايو 2003 على يد مات مولينويج ومايكل فارجو، تأسست بصفتها أداة مدونات مفتوحة المصدر مبنية على منصة "b2/cafelog"، وكانت النسخة الأولى بسيطة ومخصصة أساسًا للمدونات، مع واجهة مستخدم أساسية وميزات محدودة.

ثم بعد ذلك شهدت ووردبريس في عام 2004 إضافة كثير من الميزات المهمة، فقد تم إصدار ووردبريس 1.2 الذي قدَّم دعم الإضافات (Plugins)، ما سمح للمطورين بإنشاء وظائف مخصصة.

وفي عام 2005 أُطلق ووردبريس 2.0، الذي جلب تحسينات في واجهة الإدارة ودعم التصنيفات، ما ساعد في تنظيم المحتوى على نحو أفضل.

ثم تطور ووردبريس على نحو كبير مع إصدار ووردبريس 2.5 في عام 2008 الذي قدَّم لوحة تحكم جديدة، وأداة ميديا محسنة.

وشهد عام 2010 إصدار ووردبريس 3.0، الذي أدخل نظام "المواقع المتعددة" (Multisite)، وقدَّم دعم السمات (Themes)، ما زاد قدرة المنصة على إدارة مواقع متعددة من التثبيت نفسه.

وفي عام 2012 أُطلقت ووردبريس 3.4، التي قدمت تحسينات على تخصيص السمات والتفاعل مع المحتوى.

وأبرز التحولات جاءت في عام 2018 مع إصدار ووردبريس 5.0، الذي قدَّم محرر "جوتنبرغ" (Gutenberg) الجديد، والذي أتاح تجربة تحرير محتوى أكثر تفاعلًا باستخدام الكتل (Blocks)، ما عزَّز مرونة التصميم وإدارة المحتوى.

في السنوات الأخيرة واصلت ووردبريس تقديم تحسينات مستمرة، فقد ركَّزت على تحسين أداء الأمان والتكامل مع تقنيات حديثة مثل AMP (Accelerated Mobile Pages) و REST API، وعززت أيضًا دعم التجارة الإلكترونية بفضل الإضافات مثل WooCommerce، ما ساعد الشركات على بناء متاجر إلكترونية متكاملة باستخدام ووردبريس.

وتستمر ووردبريس في التطور لتلبية احتياجات المستخدمين المتزايدة، وتقديم حلول مبتكرة؛ ما يجعلها واحدة من أكثر منصات إدارة المحتوى شعبية ومرونة في العالم.

مميزات ووردبريس

بعد الشهرة الكبيرة التي حققتها ووردبريس، فإن هذه الشهرة لم تأتِ من فراغ، لقد تحققت بفضل مجموعة من المميزات التي تميزها عن غيرها من أنظمة إدارة المحتوى. وفيما يلي أبرز هذه المميزات:

1. سهولة الاستخدام والتخصيص

تُعرف ووردبريس بواجهتها البسيطة والمباشرة، ما يسهل على المستخدمين من جميع المستويات، سواء المبتدئين أو المحترفين، إدارة مواقعهم. بفضل واجهتها الرسومية سهلة الاستخدام، يمكن للمستخدمين إنشاء وتخصيص صفحات ومشاركات دون حاجة إلى معرفة عميقة بالبرمجة.

2. تعدد القوالب والسمات

توفر ووردبريس مجموعة واسعة من القوالب والسمات التي تناسب مختلف الأذواق والاحتياجات، فيمكن للمستخدمين اختيار القالب الذي يناسب تصميم موقعهم، وتخصيصه بسهولة لتلبية متطلباتهم، وتتوفر أيضًا سمات مدفوعة ومجانية يمكن تعديلها وفقًا لمتطلبات المستخدم.

3. إضافات متعددة الوظائف

تُعد الإضافات (Plugins) من أبرز ميزات ووردبريس، فهي توفر مجموعة ضخمة من الأدوات التي تعزز وظائف الموقع، ويمكن للمستخدمين إضافة ميزات متنوعة مثل تحسين محركات البحث، تكامل الوسائط الاجتماعية، أمان الموقع، وإدارة المحتوى بطريقة مرنة وفعالة.

4. إدارة المحتوى بمرونة

يتميز ووردبريس بقدرات قوية لإدارة المحتوى، فهو يتيح للمستخدمين تنظيم وتحرير المحتوى بكل سهولة. يشمل ذلك كتابة المقالات، وإدارة التعليقات، وإضافة الوسائط مثل الصور والفيديوهات، وتنظيم المحتوى باستخدام التصنيفات والوسوم.

5. التوافق مع محركات البحث

توفر ووردبريس أدوات وإضافات تساعد في تحسين محركات البحث (SEO)، فيمكن تحسين بنية الموقع، واستخدام الكلمات المفتاحية، وإدارة الميتا وصفحات البحث على نحو فعال، فهذا يعزز فرص ظهور الموقع في نتائج البحث، وزيادة الوصول إلى الجمهور.

6. الأمان والتحديثات المنتظمة

تلتزم ووردبريس بتقديم تحديثات دورية؛ لتعزيز الأمان وإصلاح الثغرات، وتتوافر أيضًا إضافات أمان متخصصة، توفر طبقات إضافية من الحماية ضد التهديدات، وهذا يضمن أن يكون الموقع محميًّا من الهجمات والأضرار.

7. دعم المجتمع والموارد

تستفيد ووردبريس من مجتمع كبير ونشيط من المطورين والمستخدمين. ويمكن للمستخدمين الوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد والدعم بواسطة المنتديات والمواقع الإلكترونية المتخصصة، وهذا يوفر حلولًا للمشكلات، ويوجه المستخدمين خلال عملية تطوير الموقع.

8. التكامل مع وسائل التواصل الاجتماعي

يمنح ووردبريس أدوات وإضافات تسهِّل التكامل مع منصات وسائل التواصل الاجتماعي، فيمكن للمستخدمين إضافة أزرار المشاركة الاجتماعية، وعرض الخلاصات، وتضمين المحتوى من حسابات التواصل الاجتماعي مباشرة على مواقعهم.

9. إمكانيات التجارة الإلكترونية

بواسطة إضافات مثل WooCommerce، يمكن لووردبريس تحويل الموقع إلى متجر إلكتروني كامل، ما يتيح للمستخدمين إدارة المنتجات، والتعامل مع الطلبات، وإدارة المدفوعات، وهذا يجعل ووردبريس خيارًا ممتازًا للأعمال التجارية عبر الإنترنت.

وفي نهاية المقال يمكننا القول إنه مع استمرار الابتكار والتطوير، من المتوقع أن تستمر ووردبريس في تعزيز مكانتها بصفتها منصة رائدة في عالم تطوير الويب. فسواء أكنت تطور مدونة شخصية، أم موقعًا تجاريًا، أم متجرًا إلكترونيًا، توفر ووردبريس الأدوات والإمكانات اللازمة لتحقيق رؤيتك الإلكترونية على نحو فعال واحترافي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة