وسائل كشف المصانع المُستغِلة للعمال

تحتل الثروة الصناعة أهمية كبرى في بناء الاقتصاد الخاص بأي دولة؛ فلا يمكن لأي دولة أن تكون في مصافِّ الدول المتقدمة دون ثروة صناعية ضخمة تستوعب ملايين الأيدي العاملة، وبذلك، يُستفاد منها من جهة بتشغيل الأيدي العاملة، ومن جهة أخرى بزيادة الدخل القومي. ولكن، نبقى أمام مشكلة مهمة، وهي المصانع المستغِلة.

وُضعت قضايا استغلال عمال المصانع على قمة القضايا الشائكة في أمكنة مختلفة في أنحاء العالم. فأحداث كثيرة تبين وجوهًا مختلفة من هذا الاستغلال. لذلك، نسعى في هذا المقال من أجل معرفة وسائل كشف المصانع المستغِلة، وفي الكلمات القادمة سوف نعرف الجهة المنوط بها هذا الأمر. 

ما المصانع المُستغِلة؟

إن الغطاء الخارجي الذي يظهره المصنع أمام الإعلام وأمام عامة الناس حتى وسائل التواصل الاجتماعي أنه مصنع ينتج أجود المنتجات، وعندما يصورون إعلانًا داخل المصنع تجد هؤلاء الرجال وهم يعملون بهمة من أجل تشغيل خطوط الإنتاج، وتجد الجدية مرسومة على الوجوه في ظل ظروف مثالية مواتية للعمل والإنتاج للوصول إلى أعلى مستويات الجودة. 

ولكن، يخفي الستار أشياء كثيرة لا يعرفها سوى من يعمل داخل المصنع. ففي كثير من التقارير والتحقيقات الاستقصائية أدلى عشرات العمال بشهادات متباينة، ولكنها تصب في الرأي نفسه، وهو أنهم يُستغلون أسوأ استغلال، ويُوضعون في أوضاع صعبة صحيًّا ونفسيًّا حتى ماديًّا. هذا باختصار المعنى الحرفي للاستغلال في المصانع.

تضع إدارة المصانع العمال في أجواء صحية محفوفة بالخطر تهدد حياتهم، ويتقاضون مرتبات هزيلة لا تساوي إطلاقًا المجهود وحجم الإنتاج الذي ينتجونه، ويعملون عدد ساعات كبيرًا؛ ما يؤثر في صحتهم العقلية والنفسية. فهنا العامل يعطي العمل أكثر مما هو مطلوب منه، ويتقاضى أقل مما يستحق، وهذا هو الاستغلال في الصناعة، أو آلية عمل إدارة المصانع المستغِلة.

وسائل كشف المصانع المستغِلة

لذلك، ولكي تستقيم الأمور، ويتمكن العمال من مباشرة أعمالهم دون ضغوط وأعباء لا تُحتمل، يتم اللجوء إلى وسائل كشف المصانع المستغِلة. وفعلًا، تم تفعيل هذه الوسائل أو بعض منها في كثير من المواقف؛ ما تسبب في حصول العمال على كامل حقوقهم، وتمكنوا من استرداد الحقوق التي كانت مهدرة في الماضي. ولكن، تبقى هذه المواقف معدودة بالمقارنة بما يحدث مع ملايين العمال في أنحاء العالم. 

وسائل كشف المصانع المستغلة

ومن هذا المنطلق، نشير إلى أفضل الوسائل من أجل الكشف عن المصانع المستغِلة، وهي مجموعة من الوسائل التي يسلكها العمال إذا لم يتمكنوا من توفيق أوضاعهم مع الإدارة. وإليك هذه الوسائل: 

الصحافة

يلجأ العمال إلى الصحف والصحفيين الاستقصائيين من أجل الحصول على شهادات من العمال وأخذ الحقيقة من قلب الواقع، ويتم عرض هذه الحقائق على الرأي العام؛ ما يكون له عظيم الأثر في تحرك الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة لتلك المصانع المستغِلة. 

وسائل التواصل الاجتماعي

تعمل الصحافة الآن بالاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي من أجل ضمان الوصول السريع لأكبر قدر من الجمهور. فهي ناجحة في الانتشار أكثر من الصحف الورقية أو الإلكترونية. وأيضًا، يمكن أن يقوم أي شخص أيًّا كانت صفته بالكشف عن استغلال مصنع ما لعماله، ويكون هو صوتهم الذي يصل إلى الجماهير، بل ويصل أيضًا إلى المسؤولين القادرين على رد الحقوق وفرض العقوبات على من يستحق. 

الإعلام

أيضًا لوسائل الإعلام دور باز للكشف عن المصانع المستغِلة. فعن طريق برامج التوك شو يتمكن مدير الحوار من محاورة جميع الأطراف، سواء من العمال المستغَلين أو من الإدارة المتهمة باستغلال هؤلاء العمال، ويُعرض الأمر على الرأي العام في شاشة التلفاز وفي وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا. فنحن في عصر الإعلام؛ ومن الطبيعي أن يكون له دور في كشف المصانع المستغِلة. 

مصلحة الرقابة الصناعية

وهي الجهة الحكومية المسؤولة أساسًا عن الكشف عن المصانع المستغِلة، فتقوم بحملات مفاجئة على تلك المصانع؛ للكشف عن أوجه الاستغلال واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك. 

دور المنظمات الحقوقية في حماية العمال

تتحمل المنظمات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية المسؤولية عن حماية حقوق العمال وحماية حياتهم داخل نطاق العمل. وهي كيانات تقوم على خدمة المجتمع في جزئية معينة، وهي جزئية الحقوق المهدرة. ونقصد هنا الحقوق بشتى أنواعها، سواء الحقوق المدنية أو السياسية أو المادية أو حتى المعنوية مثل الانتهاكات الأخلاقية كالتنمر وغيره. 

حماية حقوق العمال

لذلك، يجب الإشارة إلى دور المنظمات الحقوقية في حماية العمال. وذلك انطلاقًا من النقاط التالية: 

  • تعمل المنظمات الحقوقية على إثارة الرأي العام ضد المصانع التي لا تتبع قواعد السلامة المهنية الخاصة بالعمال، ولا تحرص على حقوقهم بشتى أنواعها كما ذكرنا، وتستغل منابرها في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام والصحافة في سبيل تحقيق هذا الغرض. 
  • وهي تدافع عن العمال قانونيًّا بتعيين محامين حقوقيين متخصصين في هذا الأمر، وتتحمل هي كل التكلفة أو جزءًا كبيرًا منها. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة