وردة قاتمة السواد.. خاطرة وجدانية

شيءٌ ما بداخلي يدفعني للتفكير بكثيرٍ من الأشياء السلبية.

لا أدري هل هذه الأمور كلّها من الطبيعي أن أفكر فيها أم لا!

هل أنا أصطنعُ المواقف السلبية لكي أفكر بهذا النحو، أو أنني أضع لي حجة لكي أتخلص من تأنيب ضميري الذي ينتابني بعد كل مسؤولية تتلقاني؟!

لا أدري ما الذي يدور بذهني وبالي وخيالي وعقلي وقلبي!

حربٌ ما نشبت بداخلي فأتعبت ما تبقى لي من مشاعر صادقة ومخلصة ورقيقة وهادئة!

قد أصبحت أرى كل شيء رماديا.. مبتهلا.. فاسدا.. وله أوجه كثيرة غير هذا الذي أراه..

لا يوجد أشخاص حقيقيون.. كلهم وهميون وبدون نية صادقة.

يتركون وراءهم ندوباً وآثارا ًتصعب على خلايا قلبي أن تلئمها..

وحقيقة لا أريد أن تلتئم قط..

فقط أريد أن تبقى مفتوحة لكي أضع لها الدواء بطريقتي التي تخالف مرادهم ومبتغاهم..

أوجهٌ كثيرة.. حججٌ كثيرة.. أكاذيب لا تُعدّ ولا تحصى، جعلتني أفكر أنني أنا حتى كذلك مع نفسي..

لا أكاد أصدق أنني قد أصبحت أتخلّى عن أكثر الأحلام التي حلمت بها قبل بشدّة وبقوّة..

قد تمسكت أن أبدأ مشواري بها.. فقط لأن أبدأ وكان ذلك هو كل شيء بالنسبة لي..

لكن بعد ما تعرّضت لتلك الأمور التي حصلت لي من جانب نفسيّ، شخصي وروحاني، كل تلك الأمور قد أفقدتني إصراري على أحلامي التي كانت هي حياتي..

والآن أصبحت لا شيء، وأصبحت لا أرى سوى رمادا وضلالا ووحوشا تجوب وتتنقل حولي، وتحاول افتراس ونهشي بأي فرصة تتاح لها..

يكرهون كلمة الحق فإذا قلتها علقت بين ألسنة الوحوش ولن تنجو منهم إلا مخذولاً، كيف لك أن تتحكم بنفسك وألا تقول شيئاً قد يجعل كيدهم أكبر، وقد يجعلهم يزدادون كرهاً، وبالتّالي ستزداد أذى..

وكيف لك أن ترد بجواب مانع قوي، وليس فيه أي لبسٍ أو ضعفٍ أو ارتجاجٍ.

كل هذا يعود للمحيط الذي تعيش به وما أسوأ أن يكون الأساس هشاً...!

أساس لا يجعل لشخصيتك نفوذاً، ولا لأفكارك آفاق تجوب حولها وتتعامل مع الشخص الذي تريد بالأسلوب الذي يخرسه وهو الأسلوب الذي تريد..

أمور قد أخذت مفاهيمها لدينا باتجاهات خاطئة ومتغلقة، وغير مفهومة وديكتاتورية..

فقط يريدون أن يخضعونا لهم لأن رقابنا تحت مسؤوليتهم، وفوق هذا كلّه يقولون لنا إننا نحن الذي كبرناكم ولنا فضل عليكم..

إننا لا ننكر هذا القول بتاتاً، لكن هل أنتم الذين كبرتونا بأموالكم كبرتونا بأخلاقكم!

والقول هو ممكن نعم ولكن بمحيطي هو لا..

كل يدور حول مصلحته أين هي مصلحتي أنا؟؟

لماذا لا يفكر أحدكم بها! فقط تريدون أن تمنعوا عنا كل شيء هو غالٍ على قلوبنا كي تزيدونا حزناً، ومن ثم تقولون إن هذه هي أساليب التربية اللازم اتخذها!!

هل فكرتم بنا يوماً أننا سننجرح وسننكسر، وربما سنقفد شغفنا من الحياة لأن كل شيء نبدي اهتمامنا به سيزول بسببكم..

ومع الوقت سنضل نفكر بكل الأفكار السلبية التي تهوى بنا للهاوية ونصبح أشخاصاً تعيسين لا توجد لنا فائدة قط..

كل هذا وستلوموننا على كل تلك الأمور القديمة التي زللنا بها وأخطاؤنا، فنحن بشر ومن الطبيعي جداً أن نخطئ، وأن ننسى، وأن نشعر، وأن نحنّ ونرق وربما نحب..

وبعد كل هذا تلوموننا وتجردوننا من إنسانيتنا فنصبح أشبه بأرواح ممزقه متعبة ومرهقة..

أرواح فاقدة لشخصيتها فتراها لا تريد أن تقترب من أي شخص، لا تريد أن تصنع علاقات اجتماعية لأنها غير قادرة على أن تقف أمام الناس وتواجههم بقوة شخصيتها وجزالة مفرداتها وقتها التي لا تهتز وتتلعلع..

كنتُ دائماً أرى صديقاتي بالمدرسة لديهن شخصية قوية.. لديهن ثقة عالية لا تهتز..

لديهن شجاعةً وإصراراً، ولديهن من يحفزهن على أن يبذلن أعلى ما عندهن فقط لكي يبدعن ويحرزن علامات عالية، لكي يدرسن التخصصات التي بذهنهن والتي يحبونها...

أما أنا فلا.. مشاكل وضغوطات تسببت بتخلخل شخصيتي مع أنها كانت من أقوى الشخصيات التي تمرّ بكل صف، ولكن ماذا الآن؟

لا يوجد من يحفزني، لا يوجد من يحبني ويقول لي إنني جميلة وإن مهاراتي وقدراتي العقلية عالية، أو أنني أستطيع أن أستغلها لكي أحرز العلامات العالية..

لا يوجد أنا فقط أتعرّض لمواقف كسر أثناء مجابهتي لفهم مسألة ما..

يأتون إليّ ويقولون لي لماذا أنت متعبة نفسك بالتفكير بالأمور الدراسية، أرجوك لا تتعبي نفسك كثيراً فلم ندرسك...

هل يوجد عقلٌ بشري يستطيع تحمل ما يقولونه لفتاة مجتهدة مثلي!!

قد بدأت أفقدُ شغفي من كل شيء، وبدأت أشكك بقدراتي، وبدأت أفكر أنه كل هذا التعب سيزول بغضون من الثواني، وذلك بطلب من والدي أنني أريد استكمال دراستي، ويقول لي لا وينتهي الأمر..

بالرّغم من أنني لم أصل إلى مرحلة الثانوية العامة بعد، لكن كل الأمور هذه تقلل من حماسي بالاستمرار بدراستي وتنقص من قدرتي على الجلوس لساعات على كتاب واحد دون ملل أو كلل..

يربطون كل مشاكلهم بنا.. فقط نحن المسؤولون عن ذلك، فإذا كنا سنذوق كل هذا المرار منكم، فلماذا أنجبتمونا في عالم محطم ثم تخبروننا أننا جيل فاشل؟

أصبحتُ أستخدم كل تلك الكلمات الخارقة والقاتلة للإرادة التي بداخلي إلى الهروب من كل الدراسة التي يجب على أن أتممها.

وطبعاً هذا لا يجوز فمن اليوم سأحارب لكي أصل إلى حلمي وأرى نفسي وصلت... وصلت.. وصلت.. وصلت إلى مرادي وإلى الشيء الذي أنا أريد أن أكون، وإلى الشيء الذي إذا مرّ من مكان كان له أثر طيب في نفس كل من خاطبني..

سأتمسك بالأمور التي تغيّر حياتي وسأتخلى عن كل من يقف بطريقي، وأغلق قلبي وجوارحي، وسأغلق عقلي الذي يتهرّب من كل المسؤوليات عندما يسمع كل ذلك الكلام المحطّم إن لزم الأمر..

أصبحنا وأصبح الملك لله، ها أنا قد فقتُ لأصلي الفجر وأدعي ربي على ثبات قوتي، وإن القول يتردّد في مسامعي (تمشي الرياح كم تمشي سفينتنا.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن.. إن الذي يرتجي شيئاً بهمته يلقاه ولو حاربته الإنس والجن).

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 23, 2023, 5:58 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 23, 2023, 1:58 م - محمد أحمد سعيد غالب الشيباني
سبتمبر 23, 2023, 1:28 م - علاء الدين حاتم
سبتمبر 23, 2023, 11:08 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 23, 2023, 11:04 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 22, 2023, 11:14 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 21, 2023, 2:11 م - محمد بخات
سبتمبر 21, 2023, 11:21 ص - زينب علي محمد
سبتمبر 21, 2023, 8:50 ص - وليد فتح الله صادق احمد
سبتمبر 21, 2023, 5:20 ص - بوعمرة نوال
سبتمبر 20, 2023, 5:34 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 19, 2023, 6:09 م - ياسر عمر مصباحي
سبتمبر 19, 2023, 1:12 م - بومالة مليسا
سبتمبر 19, 2023, 8:07 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:30 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:11 ص - عزالعرب سلمان
سبتمبر 19, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 18, 2023, 5:28 م - أمين عبدالقادر لطف أحمد
سبتمبر 18, 2023, 4:01 م - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 17, 2023, 9:13 ص - مها عبدالمنعم عوض
سبتمبر 16, 2023, 4:04 م - عبد الله عبد المجيد طيفور
سبتمبر 16, 2023, 12:14 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
سبتمبر 16, 2023, 6:56 ص - رهف ابراهيم ياسين
سبتمبر 14, 2023, 7:27 م - محمود إبراهيم حفنى
سبتمبر 14, 2023, 7:03 م - زكريا عبده عمر عبده
سبتمبر 14, 2023, 11:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 14, 2023, 9:01 ص - صفاء السماء
سبتمبر 14, 2023, 8:53 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
سبتمبر 14, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 12, 2023, 9:10 م - مايا عز العرب عزالدين
سبتمبر 12, 2023, 8:36 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 11, 2023, 11:19 ص - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 11:00 ص - البراء القاضي
سبتمبر 11, 2023, 9:35 ص - هاني ميلاد مامي
سبتمبر 10, 2023, 6:21 م - دكار مجدولين
سبتمبر 10, 2023, 5:48 م - محمد بخات
سبتمبر 10, 2023, 4:24 م - جود معاذ الرفاعي
سبتمبر 10, 2023, 2:12 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 10, 2023, 1:36 م - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 10, 2023, 11:47 ص - بوسلامة دعاء خولة
سبتمبر 10, 2023, 7:06 ص - ياسر حسين
سبتمبر 8, 2023, 12:08 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 7, 2023, 1:56 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 7, 2023, 12:06 م - عهد عهد العهد
سبتمبر 6, 2023, 6:51 م - عبد الله أحمد السَّكبي
سبتمبر 6, 2023, 6:10 ص - عبدالعزيز مسعود ناصر مسعود الجرادي
سبتمبر 5, 2023, 10:31 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 4, 2023, 6:12 ص - صفاء السماء
سبتمبر 3, 2023, 8:20 م - عادل فاروق أحمد
سبتمبر 3, 2023, 3:04 م - سامى المرسى كيوان
سبتمبر 3, 2023, 1:31 م - مجانة يمينة
سبتمبر 3, 2023, 9:40 ص - صفاء السماء
سبتمبر 2, 2023, 1:43 م - فضل الله يوسف فضل الله الشاعر
سبتمبر 2, 2023, 11:23 ص - بطران فضل محمد
سبتمبر 2, 2023, 8:06 ص - عايدة عمار فرحات
سبتمبر 1, 2023, 2:21 م - وسام يحيي زقوت
أغسطس 31, 2023, 12:39 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نبذة عن الكاتب