ورحل الطفل المعجزة أحمد فرحات

إذا أردت أن ترى طفلًا ذكيًّا مملوءًا باللماضة وخفة الدم فشاهد فيلم "سر طاقية الإخفاء"، أو فيلم "إشاعة حب"، أو فيلم "شارع الحب" في رقصته الشهيرة على أنغام أغنية "قولوله الحقيقة" مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

اقرأ أيضًا: رحيل الفنان أحمد فرحات.. طفل طاقية الإخفاء الذي رقص أمام العندليب

هذه الأفلام وغيرها من أيقونات السينما المصرية شارك فيها الطفل الموهوب وقتها أحمد فرحات، ذلك الطفل الذي عُرف عنه حبه للتمثيل، واشتهر باسم فصيح السينما منذ أدائه دور فصيح أخي عصفور قمر الدين، الذي أدى دوره ببراعة الفنان عبد المنعم إبراهيم الذي قام فيه بدور أخيه الذي يدافع عنه ويقف لأمين (توفيق الدقن) بالمرصاد.

من منا ينسى دوره في فيلم "إشاعة حب" حينما ظهر بشخصيته الحقيقية مع الفنان عمر الشريف والعظيمة هند رستم التي طلبت منه في الفيلم أن يؤدي دور ابنها من حسين (عمر الشريف) لتلقن خطيبها في الفيلم (عادل هيكل) درسًا في عدم الغيرة المفرطة.

ولكن أحمد فرحات ابتعد عن السينما عندما وصل للمرحلة الإعدادية من التعليم؛ فقد رأى الأهل ضرورة توقفه وابتعاده عن التمثيل والأضواء حتى يتفرغ للدراسة، ولا يشغله عنها شاغل .

وقد حصل على شهادة الهندسة في الاتصالات، واستطاع الالتحاق برئاسة الجمهورية المصرية مهندس اتصالات مسئولًا عن اتصالات رئيس الدولة.

اقرأ أيضًا: في يوم ميلاده.. تعرف على الفنان سليم هاني (سولي)

وكان معروفًا عن أحمد فرحات صغر حجمه وقصر قامته. وذات مرة رآه الرئيس السابق مبارك فاعتقد أنه أحد أبناء العاملين في الرئاسة فاستشاط غضبًا؛ ظنًّا منه أن العاملين في الرئاسة اتخذوا منها مكانًا للهو أطفالهم، فما كان من الفنان أحمد فرحات إلا أن ذهب للرئيس وعرَّفه بنفسه وبوظيفته، فعرفه الرئيس وضحك من ذلك الموقف.   

عاش أحمد فرحات بعيدًا عن الأضواء، راضيًا بقسمته في الحياة، غير نادم على ابتعاده عن السينما والأضواء. فقد اقتنع بنصيحة أهله بضرورة الاهتمام بالتعليم حتى يضمن وظيفة تيسر له سبل العيش الكريم، وكان يخرج إلى الأضواء بين الحين والآخر بناءً على دعوات من قنوات تليفزيونية مختلفة ليحكي ذكرياته عن نجوم ونجمات السينما في زمن الفن الجميل.

رحل أحمد فرحات بعد صراع طويل مع المرض، ليسدل الستار على أروع من قدم شخصية الطفل خفيف الظل.

رحم الله الفنان العظيم الذي كان وسيظل علامة من علامات السينما المصرية، وطفلًا موهوبًا قلَّما يجود الزمن بمثله.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة