عبدالرحمن يوسف أغسطس 14, 2022, 5:56 م

ودع أشياءك

أحبب من شئت فإنك مفارقه، يخطئ الكثير في اعتقاد أن المقصود بالمفارقة هنا هو توديعك للأشخاص ومفارقتهم بالموت فقط، ولكن بالنظر من زاوية أكثر عمقاً سنجد أن المفارقة يمكن توزيعها على عدّة مستويات..

فهناك من يتباهى بجمال وجهه الوسيم سيأتي اليوم الذي يترك الزمان على ملامحك آثاراً تجعيدية لذلك لا يغرّنك الجمال فإنه راحل..

وهناك مستوى القوة الذي سيتحول إلى وهن، ومستوى الأموال الذي ربما يتحول إلى نقمة إن لم تحسن توظيفها في الخير..

اقرأ من هنا: عادات بسيطة تساعد على تقوية القلب

وهناك مستوى الأولاد الذي إن لم تربيهم على طاعة الله ورسوله لن تفلح بذرة أنت كنت زارعها..

وهناك مستوى العلاقات والصداقات التي ربما ستتحول بعضها إلى عداوات..

فالحياة ليس لها قانون ثابت فالتغيّر هو أساس علاقة الإنسان بكل ما يحتويه الكون..

أنت لن يبتعد عنك الناس حالياً لأنك قد تمتلك أي مستوى من المستويات سالفة الذكر بل سيلتفون حولك إما لجمالك أو لقوتك أو لأي مستوى ولكن لن تعرف حقيقتهم إلا بعد فقدان هذه المستويات..

حينها فقط سيبتعدون عنك لأنك لم تعُد مصدر إعجاب وإبهار ، ستفقد الشيء وأنت على قيد الحياة قبل الممات..

لذلك أدعوك في إلى معرفة حقيقة ومعادن الأشخاص وأنتم في أسوأ الظروف، لذلك مهما بحثت لن تجد أجمل من خصلة حميدة هي ونادرة في زماننا هذا وهي أنه مهما مرت السنين بمواقفها وبأحلك ظروفها يبقى الإنسان كما هو دون تغير..

حتى إن حدث الخصام، فإياك والفجر في الخصومة على الأقل ابتسم لتكتسب صدقة الابتسامة، القِ السّلام والمحبة لتكتسب صدقة الإحسان .

وأما عن نصيحتي أدعوك عزيزي القارئ إلى الاستمتاع بالهواء الطلق متأملاً في السماء ومستشعراً رحمات ربك وكأنه يخبرك بأنه لا داعي للقلق فكافة أمورك تُدبر الآن وسيُجبر قلبك، فقط تفاءل فما ضاقت إلّا لتفرج، فلا تنسَ أن اليُسر خلق مع العُسر..

وفي الختام أشير إلى مقولة الصحابي عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه الكريم: "كن في الحياة كعابر سبيل واترك وراءك كل أثر جميل فما نحن في الدنيا إلا ضيوف وما على الضيوف إلا الرحيل".

اقرأ من هنا:

- قصة | الإيجابية والتفاؤل

- ضريبة التفاؤل وعوائد المُعاناة!

بقلم عبدالرحمن يوسف

معيد بقسم العلوم السياسية_ جامعه حلوان

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

محمد محمد صالح عجيلي

أغسطس 15, 2022, 3:59 م

احسنت ما كتبت ..عسى أن يقرأها قلب واع وعقل فطن فالحياة رحلتها قصيرة والسعيد من استمتع بلحظات الفرح فيها .

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة