وداعاً د.زينب زمزم صانعة "زمن الطفولة الجميل"

عام ١٩٩٨ انبهرت بصوت المطرب والملحن طارق فؤاد وكلمات الشاعر سيد شوقي في تتر أول مسلسل رسوم مصرية متحركة بالصلصال بعنوان “الأنبياء المرسلون”، أعدتُ نشر التتر على صفحتي مع اقتراب عيد الأضحى منذ عدة أشهر، وفي كل مرة يجذبني وأنا أبكي كلمات: “كم جاهدوا لم يضعفوا فإنهم رسل الإله”، وكأنني أرى الصبر والرضا والرحمة في الأنبياء الذين جاهدوا من أجل أن تصل رسالتهم.

من زينب زمزم؟

 وكوني طفلة شاهدت الكارتون سنة 2000، كنت أنبهر في كل مرة بتلك السيدة التي أخرجت هذا العمل واسمها الذي يحمل دلالات دينية، وكأنها وجدت لتصنع هذا، ظنًا مني أن هذا عملها الوحيد. إنها زينب زمزم التي وافتها المنية اليوم. 

 ومع وفاتها اكتشفت أنها مخرجة لها عدة مسلسلات للأطفال مثل “حكايات ماما عزة” وغيرها من المسلسلات التي تحرص على تعزيز الهوية الوطنية والدينية للطفل المصري، لا سيما أنها حصلت على درجة الدكتوراه في برامج الأطفال ولها تجربة في صناعة العرائس المتحركة، ولُقبت بـ”صائدة الجوائز”.

مسلسل الأنبياء المرسلون

ذكريات الطفولة ومسلسلات الأطفال

وكأن بوفاتها نودع جزءًا كبيرًا من ذكريات الطفولة ومسلسلات الأطفال التي ألهمت جزءًا كبيرًا من وجداننا، مثل مسلسل “بكار” الذي أخذنا في رحلة جميلة إلى النوبة وتراثها الجميل وأهلها المتميزين بعاداتهم وتقاليدهم، للراحلة الدكتورة منى أبو النصر التي أدى صوتها الممثل عمرو مصطفى، فيما أدت صوت شخصية “حسونة”، صديق بكار، الإعلامية الجميلة سهير البدراوي.

 وعالم سمسم للراحل تامر عبد الحميد، و”حكايات أبلة فضيلة”، التي وافتها المنية أيضًا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. فمع اقتراب شهر رمضان المبارك في هذه الأيام، لم يعد التلفزيون المصري له رونقه كما في الماضي، فهذه المسلسلات بأفكارها كانت بمنزلة اختراع وُثِّق على شاشات التلفزيون تحت عنوان “زمن الطفولة الجميل” الذي أتعجب من عدم الاهتمام بعرضه اليوم، لا سيما مع انتشار الأجهزة الإلكترونية بين أيدي الأطفال ودخول أدوات الذكاء الاصطناعي، الذي وضع كل شيء في خانة الممكن، وصنع من الماضي صورة تناسب الحاضر والمستقبل.

 لذا لم يعد أي من هذه الأعمال له رونقه وبهاؤه الخاص، وأصبح شهر رمضان أشبه بدائرة باهتة لعرض المسلسلات التي لا يخص الأطفال منها سوى عمل أو اثنين بطريقة تقليدية لا يضعنا في أجواء العائلة والحنين، وشيئًا من رائحة القديم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

اين تراثنا العظيم . موضوعك جميل جدا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكراً جزيلاً لحضرتك يسعدني أنه عجبك 🧡🧡🧡🌻
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.