عندما تقرر الهروب فأنت تهرب من كل شئ إلا نفسك، تغادر الاماكن والأشياء وكل شئ يذكرك بذلك الذي يضيق له صدرك ولكن هل يفلح ذلك؟
بمجرد أن تنفرد بذاتك يهاجمك وحش الذاكرة اللعين ذاكرتك ماهي إلا وحش؛ أنت تنسى وهي لا! إنها تجمع الأشياء وترتبها بكل بساطة تحتفظ بها لك، أو تخفيها عنك وتستدعيها للتذكر بملء إرادتها .. تعتقد أنك تملك ذاكرة ؛ ولكن هي من تملكك!
يمكنك الهروب من اي شئ إلا هي، فهي تذكرك بكل تفصيله مهما كانت صغيرة كيف يذكرك ذلك العطر بتلك الحادثة التي مررت بها في حياتك ؟ كيف يكون للون معين ذلك التأثير علي ذكرياتك ؟ فكيف للإنسان أن يتحرر من ذاكرته؟
قمة البؤس أن تبكيك ذاكرة بمنزل كنت دوماً فيه تبتسم.
تجتمع كل تلك الذكريات في اللحظة التي تقرر فيها الانفراد بذاتك تتزاحم الاشياء داخل رأسك تتراكم معا مكونه وحش ضخم يمكنه ابتلاعك يخيل لك انك تستمتع بلحظات هادئه ولكن في الواقع انت تقع اسير لذلك الوحش الخفي حتي لو ذهبت لآخر مكان بالعالم لا يمكنك الهرب منه.
كل شيء يُمكن تجاوزه إلا الذكريات، قد نَدَّعي النسيان ولكننا لا ننسى، قد نتجاوز المكان، الشخص، لكن شعورنا بكل شيء لن يزول، حتى الزمن ليس بقادرٍ على انتزاعها مِنا وإن حاول، كل شيءٍ هَين التجاوز، إلا تلك اللحظات المُرة، التي عند تَذكُرها نعيشها كأولِ مرة، لا فكاك منها أبدًا.
Apr 9, 2022
بسم الله ماشاء الله
استمر
منتظر مقاله جديده
Apr 24, 2022
إن شاء الله شكرا بلطفك 🌹
Apr 10, 2022
ماشاء الله
Apr 24, 2022
شكرا للطفك 🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.