هل تعي صفات من تعيش معهم بدقة؟
هل خُدعت من شخص بسبب ارتدائه قناعًا زائفًا على وجهه وسبب لك صدمة نفسية عنيفة؟
هل سألت نفسك لماذا لم تتمكن من الإيقاع به مبكرًا قبل الصدمة؟
اقرأ أيضاً كل شيء عن اضطراب ما بعد الصدمة
هل تعي صفات من تعيش معهم بدقة؟
إذا كانت إجابتك نعم، ففي هذا المقال سوف تجد الإجابة التي طالما غابت عنك، وسأوضح لك الأسباب التي جعلتك فريسة سهلة الصيد وطيبة المذاق لأصحاب الأقنعة الزائفة التي يرتدونها على وجوههم، ويخفون خلفها حقيقة ما يبطنون من حقد أو حسد أو كره بأنفسهم تجاهك.
في الغالب سهولة اصطيادك قد تكون بسبب تركيزك العالي مع تفاصيل حياتك اليومية أو بسبب شخصيتك الطيبة والبسيطة في تركيبتها النفسية، وهذان السببان جعلاك ضعيف الانتباه لما يفعله الآخر من حولك، أو بمعنى أدق قلما تضع انتباهك على صفات وطبائع الأشخاص الذين تربطك بهم علاقات اجتماعية، وغض طرفك عن طبائعهم وصفاتهم حرمك من قراءة مستقبل علاقتك بهم، إذ لم تعطِ نفسك الفرصة الكافية لتتفحص وجوهم حتى تنتهج آلية سلوكية وانفعالية تجعلك في وضعية نفسية آمنه في تعاملاتك معهم.
وأصحاب الأقنعة هم أشخاص مصابون باختلال في تركيبتهم النفسية، وبعيدون عن تعاليم دينهم إن كان لهم دين في الأصل.
والشائع في مجتمعاتنا وجود من نسميهم أصحاب الأقنعة السوداء أو ذوي الوجهين، والذين أصنف الأذى النفسي أو الصدمة النفسية الصادرة منهم، أقل وطأة من أصحاب الأقنعة الزجاجية الشفافة الذين هم محور مقالنا، وذلك لأنهم قد يقدر لك اكتشاف أمرهم في مدة وجيزة إذا بذلت قليلًا من الجهد على تصرفاتهم وانفعالاتهم تجاهك أو الآخرين، وذلك لأنهم ضعيفو الذكاء وجل تفكيرهم ينصب تجاه مصلحة محددة يرتدون من أجلها قناعًا مرة واحدة بغرض النصب أو الاحتيال... إلخ.
أما الذين أطلقت عليهم مسمى أصحاب الأقنعة الزجاجية الشفافة فيتمتعون بقدر عالٍ من الذكاء العقلي والنفسي والعاطفي، يمكِّنهم من وضع خطط طويلة المدى ومتعددة الأغراض تجاه فريستهم.
اقرأ أيضاً اضطراب ما بعد الصدمة.. كيفية التعرف علي المسببات والتعامل معها
لماذا سميتهم أصحاب الأقنعة الزجاجية الشفافة؟
لأنهم أكثر أذى وخدعة من غيرهم، وصدمتهم النفسية المفاجئة قد تنتهي بك إلى الإصابة بالاكتئاب من شدتها التي قد تعيش معك -الصدمة- مدة طويلة.
صفات ومميزات صاحب القناع الزجاجي الشفاف:
- بارع في حياكة القصص باحترافية درامية يتقن إخراجها بجودة عالية تظهر في كيفية تصرفاته السلوكية والانفعالية تجاهك.
- يظهر الود والاحترام بكيفية تدفعك إلى تقديم الشكر والثناء لمعرفتك به في حياتك.
- دقيق في نصب الفخاخ وسريع جدًّا في أن يكون أول من يواسيك في مصابك.
- حريص على استدامة علاقته بك حتى إن أحس بعدم رغبتك فيها.
- من أوائل الأشخاص المبادرين بالمساعدة المادية أو النفسية عند الحاجة أو قوعك في مشكلة ما.
- صاحب ابتسامة صفراء وصبر في استدامة علاقته بك.
- مهما قسوت عليه في تصرفاتك فهو بارع في إظهار التسامح الزائف لك.
- لبق في التعبير اللفظي وجيد في اختيار كلماته إليك.
- ذو شخصية غامضة (لكي يجعلك تستمر معه في العلاقة).
- يجزل لك العطاء والهدايا في بداية علاقته بك.
- يتميز بشخصية أنيقة في مظهرها وراقية في تعاملها معك والآخرين.
- يكذب كثيرًا لكي ينقذ نفسه في حال حدوث مواقف تكاد أن تكشفه.
- نرجسي الطباع، بمعنى يحب نفسه لدرجة الكبر أحيانًا لكن من غير أن تحس بتلك النرجسية.
- دائم التظاهر بأن المال لا يعني له شيئًا في حياته.
- كثيرًا ما يطلب منك المشورة في موضوعات حياته، ويسلمك بعض أسراره لكي ليجعلك تثق به، وتسلمه كل تفاصيل حياتك حتى يستخدمها لمصلحته في الوقت المناسب ضدك.
تلكم الصفات التي يتميز بها صاحب القناع الزجاجي الشفاف تجعلك في حالة من الشعور بالاطمئنان في علاقتك به، وهذا الشعور يسمح له باستخدام أقنعته كيف يشاء ومتى يشاء، ويبلورها حسب المصلحة التي يبتغيها منك، وهذا بسبب تفكيره الدائم بأنك شخص طيب لدرجة السذاجة، وتغلب عليك العاطفة في تفكيرك أكثر من عقلك.
اقرأ أيضاً اضطراب ما بعد الصدمة .. ماهو وما أعراضه
لماذا لم تتمكن من الإيقاع به مبكرًا؟
ولكن اطمئن لأن هذا التفكير ينطبع فقط في دماغه تجاهك، لأنك ليس بهذه الصفة.. نعم طيب، ولكنك لست ساذجًا وعاطفيًّا، ولكنك تخلط العاطفة بالعقل في تصرفاتك وهذا نابع من طيبتك بالتأكيد، ولأنك تتميز بالصفات التالية:
- مثالي للغاية في كل تصرفاتك وانفعالاتك معه والآخرين.
- تكره الكذب وصادق في قولك وفعلك.
- تحب الصراحة وصريح في حديثك مع الكل.
- نقي القلب وصالح السريرة.
- عفوي الكلام وتنظر إلى كل الأشخاص بأنهم يحملون صفاتك نفسها (طيبة- صدق- نقاء... إلخ).
- كريم ومساعد للآخرين من غير أن تنتظر منهم مقابلًا.
- صاحب شخصية متسامحة وتتغافل عمن أخطؤوا في حقك.
لماذا يصعب عليك اكتشاف أمره رغم شكك فيه؟
ومن المؤكد أن صفاتك المثالية التي ذكرناها تجعلك شخصية جاذبة لأصحاب الأقنعة السوداء والزجاجية الشفافة، واختلاف صفاتكما يخلق علاقة شديدة التقارب في بدايتها وذلك بسبب اختلافكما في الصفات، التي هي تشبه تنافر أقطاب المغناطيس فيما بينها، مع التأكيد على ظهور بعض علامات الاستفهام من جرَّاءِ تصرفات الزجاجي تجاهك أو تجاه من تجمعك به علاقة مشتركة، وتكاد تلك التصرفات أن تفضح أمره.
ومثال لذلك تضارب أحاديثه في موضوع ما شعرت بكذبه أو حياكته قصة من وحي خياله على شخص تعرفه جيدًا، ليأخذ معلومة من ردة فعلك حتى يستخدمها ضدك في الوقت المناسب، أو ينقلها إلى شخص آخر يستفيد في تحقيق أهدافه ومن ثم تكون أنت كبش فداء من غير أن يهمه أمرك.
لأنه ذكي ولبق التصرف في كل شيء يفعله معك، وفي حال فاحت رائحة تنذر بافتضاح أمره يسارع لتدارك الخطر قبل أن تكتمل لديك ملامح الصورة في فضح شأنه، ولماذا هو أسرع منك؟ لأنه عالي التركيز وأكثر منك في كيفية تعامله معك، ولتعمده أن يخلق دائرة مغلقة حولك ليس بها ثقوب تتيح لك فرصة النظر بها على حقيقة قناعه.
العلاقات الأكثر ضررًا
أكثر العلاقات ضررًا هي التي تكون ذات الطابع العاطفي، التي عادة تولدت بها مشاعر تنم عن قصة حب أوهمك فيها بحبه لك، وأكيد أن الحب فيها من طرفك فقط ونهايتها قاسية ومؤلمة بعد كشفك له، وأيضًا أكثر علاقات الزجاجي ضررًا هي التي تكون في محيط العمل؛ لأن ضررها قد يوصلك إلى فقدان وظيفتك.
وذلك باستخدامه أسلوب التآمر عليك بواسطة معلومة ما قلتها له بحسن نية عن عملك أو زميلك أو رئيسك بالعمل، ولا يهمه شيء إذا تضررت من طريقة إفشائها؛ لأنه ليس لديه ضمير في الأصل لكي يؤنبه، هو فقط يفكر في مصلحته ويستخدمك سلمًا يصعد عليه للحصول على أهدافه، وينال من خلالك رضاء رئيسه أو أحد زملائه أو أي شخص آخر يمكنه أن يحقق له إحدى رغباته.
وقد تتضمن أهدافه أيضًا من العلاقة إشباع رغبات غير أخلاقية وصدك له يجعله شغف النفس للانتقام منك، ما لم تستجب لرغباته الدنيئة في ما ينوي فعله، وفي حال استمرار صدك لن يتوانى لحظة للبدء في الانتقام، وأسهل طريقة يستخدمها هي أن يفشي أحد أسرارك لأعدائك ممن يتربصون لك في أمر ما ينتظرون خطأك فيه، أو حتى نقل وشاية لخلق فتنة مع أي شخص آخر تربطه بك علاقة في محيطكما، وفي نهاية الأمر تجد نفسك في صدمة نفسية عنيفة للغاية تجعلك تستفيق من إعطائك الثقة المفرطة له ولغيره من حولك.
وختامًا يا عزيزي إن كنت من المحظوظين فسوف تنجو من أفعالهم قبل فوات الأوان، وإن لم يقدر لك أن تنجو منهم وأصابك الأذى النفسي (الصدمة النفسية) من جراء فعلهم تجاهك، فاعلم بأن الله سبحانه وتعالى أحب أن ينجيك بتعليمك درسًا لكي تعي ما يدور حولك.
وأن تأخذ حذرك مستقبلًا كي لا تلدغ مرتين من حجر واحد، وللأسف لا توجد خطوات واضحة يمكن لك أن تتبعها لتتدارك خطرهم مبكرًا، وذلك لنقاء نفسك والطيبة التي تتحلى بها وروح حب الخير للآخرين المتأصلة بداخلك، وكلها تجعلك في حالة من عدم الإحساس بسوئهم الذي تفيض به أجسادهم النتنة (أصحاب الأقنعة)، وذلك أيضًا بسبب ما ذكرناه سابقًا، بأنك ترى كل بني الإنسان طيبين مثلك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.