يُعد الهوس نوعًا من أنواع الاضطرابات الوجدانية، والذي يعاني فيه الشخص من ارتفاع حالة التعلق بشيء ما لأقصى حد ممكن يصل لحد المرض، وذلك مع نشاط زائد وتسارع في الأفكار.
فكثيرًا ما يخرج ويضحك بشكل غير اعتيادى أو غير ذلك من الانفعالات؛ وهو ما ينطبق على موضوع اليوم (الربح من الإنترنت).
قد يهمك أيضًا قانون الربح من الإنترنت.. حتى لا تقع فريسة للمواقع النصابة
حقيقة الكسب من الإنترنت
فقد شهدت المدة الأخيرة موجة عارمة من مواقع الإنترنت التي تتحدث عن كيفية الكسب من الإنترنت.
توازى ذلك مع تكالب وتصارع عدد كبير جدًّا يصعب حصره من المصريين وغيرهم الذين تباروا في الوصول إلى هذه المواقع والتربح منها، سواء أكانت تلك المواقع مجانية أم غير مجانية، ووصل الأمر لحد الهوس.
ولا يعلم أحد الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هوس المصريين بمواقع التربح من الإنترنت، ولكن بمجرد أن تكتب في محرك البحث كلمة «الربح من الإنترنت» يظهر لك عدد كبير جدًّا من الروابط والمقالات التي تحيلك إلى أنواع وأساليب ووسائل ومواقع التربح من الإنترنت.
ومما لا شك فيه أن لمواقع التواصل الاجتماعي دورًا بارزًا في انتشار هذا الفكر والترويج له عن طريق الجروبات والقنوات والحسابات الشخصية، ولا سيما «فيس بوك» و«واتس آب» و«تليجرام» الذي ظهر بقوة في هذا المجال.
قد يهمك أيضًا 10 نصائح لضمان الربح من الانترنت
البطالة والغلاء
قد يكمن وراء هذا الهوس حالة الغلاء والكساد الذي يعيشه العالم أجمع وليس مصر فقط، خاصة وأن أغلب هؤلاء الذين يلهثون وراء البحث عن التربح من الإنترنت والمشاركة في المواقع المتعلقة بذلك هم من الطبقة المتوسطة التي أصبحت تعافر من أجل البقاء في حالة من الستر ليس إلا.
وقد تكون البطالة الظاهرة والمقنعة التي يعاني منها الشباب المصريون سببًا جوهريًّا من أسباب هوس المصريين تحديدًا بالربح من الإنترنت ومنصات الاستثمار والألعاب والمراهنات الرياضية، وغير الرياضية.
ولا أكون مبالغًا إذا قلت إن لكل لعبة أو تطبيق من التطبيقات، أو منصة من المنصات جروب فيس وواتس آب وقناة تلجرام، إن لم يكن أكثر من جروب وأكثر من منصة.
والجدير بالذكر أنه يوجد عدد لا بأس به من المقالات والكتب التي تدل المهووس على كيفية الربح من الإنترنت سواء أكان مبتدئًا أم متمكنًا، فيوجد كتاب بعنوان: دليل الربح من النت للمبتدئين، وآخر بعنوان: كيفية الربح من الإنترنت دون خبرة: دليل شامل للمبتدئين، وغير ذلك كثير.
وبعد تصفح عدد كبير من مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولات التربح من الإنترنت كادت أن تصل إلى حد الهوس، اكتشفت أن أغلب هذه المواقع والمنصات ما هي إلا فخاخ يقع فيها مرضى هوس الربح من الإنترنت، ويتلقون الخسارة تلو الأخرى.
وأغلب أعضاء الجروبات هم الأشخاص أنفسهم، وإن كان ذلك لا يمنع أنه توجد بعض المواقع صادقة، ولكن حتى مع هذا الصدق فهي ترمي بالفتات من السنتات والقروش لهؤلاء مرضى هوس الربح من الإنترنت، ولا يستطيعون الحصول عليها بسهولة، وأخص بالذكر منها مواقع وتطبيقات الاستطلاعات والدراسات الاستقصائية والاستبيانات.
وهو ما أثبت لي أنه يوجد ربح من الإنترنت فعلًا، ولكنه نسبي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.