مع استمرار اعداد جائحة كورونا بالتصاعد وبلوغها لغاية تاريخ 31/8/ 2020 (25,377,704) إًصابة، وعدد المتشافين (17,700,781) متشافي وعدد المتوفين (850,149) شخصا. فالسؤال الذي يقلق المتشافين وغير المتشافين هو: هل ياترى ان من تشافوا ممن أصيبوا بفايروس كوفيد-19، ورقدوا في المستشفيات ولاقوا الامرين جراء اعراض الفايروس المهلكة، ثم تماثلوا للشفاء، فهل لهم جولة ثانية مع كل الآلام والعلاجات والتحفظات ومشقة ومرارة العزل والهزال وفقدان الشم والطعم والسعال والحمى من جديد؟ فأن سلموا من الأولى فهل سيسلمون من الإصابة الثانية؟ وذلك ما يقلق الملايين حول العالم في بحثهم عن جواب شاف؟ فهل قد اكتسبوا مناعة ضد الفايروس؟ وكم تدوم هذه المناعة؟ وعموما ان الجواب على ذلك التساؤل كالاتي:
1- بتاريخ 16/ 3 /2020 نشر موقع " الحرة " تقرير لمجلة فوربس الأميركية محاولا الإجابة فيه عن احتمالية اكتساب المصاب بكورونا ثم تشافي مناعة تمنع اصابته مرة أخرى به.، بانه لا بد وان يعتمد الجواب على متابعة مصابين سابقين. واته ليس هنالك دراسات علمية حول الموضوع. وان أشخاصا في اليابان (مرشدة سياحية، ورجل ياباني في السبعين من العمر) وفي الصين (تقرير افاد إن 14% من مرضى متعافين من الفايروس عاودتهم الإصابة مجددا) حيث أصيبوا ثانية بعد ان تماثلوا للشفاء اول مرة. ويعلق فلوريان كرامر عالم الفيروسات بمدرسة طب ماونت سيناي -إحدى الكليات لتدريس الطب في نيويورك- "إن من غير المحتمل أن تتكرر الإصابة بالعدوى خلال فترة قصيرة، لكنه مع ذلك لا يستبعد تجددها مرة أخرى، حتى في أخف حالات الإصابة فإن الشخص المتعافي سيتمتع بحصانة ضد الفيروس لفترة قصيرة من الزمن على الأقل" وحسب موقع فرانس 24 الذي نشر بتاريخ 18/4/ 2020 بأنه حسب تصريح أستاذ علم المناعة في الهيئة العامة لمستشفيات مرسيليا إريك فيفييه لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن "اكتساب المناعة يعني أن الشخص طور استجابة مناعية ضد فيروس ستسمح له بالقضاء عليه. وبما أن للاستجابة المناعية ذاكرة، فهذا يسمح له ألا يصاب بالفيروس ذاته مجددا في وقت لاحق". وعند الإصابة بالفيروسات ذات الحمض النووي الريبي مثل فيروس "سارس-كوف-2" المعروف بفيروس كورونا المستجد، يتطلب الأمر "حوالي ثلاثة أسابيع للحصول على كمية كافية من الأجسام المضادة الواقية"، وهذه الحماية تستمر عدة أشهر. لكن هذا يبقى نظريا صرفا.
2- ونشر على موقع العربية بتاريخ 18/4/ 2020 ان منظمة الصحة العالمية نشرت على موقعها "نتوقع أن معظم الأشخاص المصابين بفيروس كورونا تتكون لديهم استجابة للأجسام المضادة توفر مستوى من الحماية". لكنها مجرد توقع بعد ان حذفت تغريده سابقة تقول" لا يوجد حاليًا أي دليل على أن الأشخاص الذين تعافوا من # كوفيد-19، ولديهم أجسام مضادة، تتوافر (لديهم مناعة) من عدوى ثانية"ودون ان توضح نسبة مستوى الحماية. كما انهم يعلقون بان الامر ليس بهذه السهولة، لان الفايروس دخل اول جسما بشريا نهاية العام الماضي، وبالتالي فلم تمر فترة كافية لتقرير مدى كفاءة المناعة المكتسبة. وهو أمر يؤيده البروفيسور داني ألتمان، خبير المناعة في جامعة لندن، الذي لم يتوصل هو أيضا إلى أي دليل على ذلك.
ونشر كل من موقع نجوم وموقع اليوم السابع على صفحتيهما في الانترنيت بتاريخ 1/7/ 2020 تأكيد مديرة الوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة رنا الحجة" أن الحالات المتعافية من الفيروس تكتسب مناعة منه، مؤكدة: “هذه المناعة لا نعرف مدى استمراريتها حتى الآن، ولكن يتم اكتسابها فور التعافي، لذا فإن الانتكاس غير وارد حتى الآن”.وإن غالبية الحالات المصابة بفيروس كورونا عند شفائها تكتسب مزيد من المناعة ضد المرض، ولا يوجد ما يثبت أن المريض بفيروس كورونا يمكن أن يصاب مرة أخرى بعد شفائه.
3- ونشرت جريدة الرياض في عددها الصادر بتاريخ 22/تموز /2020 ان دراسة " ألمانية – صينية" حديثة إجريت في المختبر الألماني الصيني في ووهان وشارك فيها ثلاثة من علماء الفيروسات من مدينة "اسن" الألمانية وخبراء من الصين، توصلت "الى أن مرضى كورونا يمتلكون في كثير من الحالات عددا كبيرا من الأجسام المضادة بصفة مستمرة قد تفيهم الإصابة بعدوى فيروس كورونا مجددا" الدراسة لم تنشر بعد وشملت 327 من أولى المصابين بالفايروس في العالم. عالم الفايروسات الألماني أولف ديتمر، مدير معهد علم الفيروسات بمستشفى إسن الجامعي قال " إنه ثبت أن هناك أجساما مضادة لا تزال نشطة بيولوجيا لدى أكثر من 80% من هؤلاء المرضى الذين شملتهم الدراسة، حتى بعد مرور ستة أشهر من إصابتهم، وهذه الأجسام المضادة قادرة على أن تجعل الفيروس غير ضار".
نخلص من كل ذلك انه لحد التاريخ فأن الآراء والبحوث تشير الى تولد مناعة لدى من تشافوا من الفايروس وتكونت لديهم اجساما مضادة لكن لم تحدد استمرارية المناعة ومستواها ومدتها وهل هي دائمة او وقتية عند تعرضهم للعدوى مجددا. وذلك ليس جوابا حاسما وقاطعا مما يدعو لاستمرار التحفظ والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي لحين ما تكشف الأيام المقبلة عن توفر اللقاحات الناجعة للوقاية من الفايروس او نشر دراسات تتعلق بحصول المناعة لدى المتعافين بعد مرور فترة زمنية مناسبة، وذلك يتطلب فترة مناسبة للتأكد من ذلك.
Sep 7, 2020
معلومة جيدة بالتوفيق
Sep 8, 2020
معلومات مفيدة ونتمى المزيد في الاخبار والبحوث العلمية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.