هل يفترض أن يحب الطفل المدرسة؟

هل يفترض أن نجعل أطفالنا يحبون الدراسة والمدرسة؟ أم أنه ليس شرطًا لنجاحهم وتفوقهم دراسيًّا وتعليميًّا أن يحبوا المدرسة والدراسة؟

في هذه المقالة سوف نجيب عن هذه التساؤلات، مع تقديم بعض النصائح للأبوين التي من شأنها تحبيب الأطفال في المدرسة وتلقي العلم.

نقطة من أول السطر

نقطة البدء تتمثل في ضرورة تعامل الوالدين مع الأبناء كونهم بشرًا من لحم ودم، وليسوا قطع أثاث أو ديكور موجودة بالبيت، تفعل ما يُطلب منها دون نقاش، وهذه الصورة بحاجة ماسة إلى أن تتغير، فالطفل إنسان له مشاعر ورغبات واحتياجات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

نحن معشر الكبار عندما نقدم على دراسة معينة، أو استكمال مرحلة الدراسات العليا، من ماجستير ودكتوراه، لا يمكن تحقيق ذلك إلا بوجود رغبة أصيلة ودفينة بداخل كل منا للتوجه نحو دراسة معينة، وهكذا الأطفال.

الطفل عندما يحب شيئًا ما يبدع فيه، ولا يتوقف الأمر على النجاح فحسب، بل التفوق والإبداع؛ لأنه مدفوع برغبة داخلية متقدة تدفعه دفعًا نحو الوصول إلى الغاية والهدف اللذين يرسمهما لنفسه، دون شرط أو قيد.

لأن الطفل خاصة في مراحل عمره الأولى لا يحب تقييد حركته، فهو يرغب في الانطلاق واللعب واستكشاف البيئة من حوله.

اقرأ أيضًا: اليوم الأول لأطفالنا بالمدرسة.. كيف نجعلهم لا يخافون؟

هل يحب الطفل الدراسة؟

تتوقف الإجابة عن هذا السؤال على الوالدين واتجاهاتهم نحو الدراسة والتعليم عامة، فالطفل الذي يسمع من والديه كلامًا إيجابيًّا عن المدرسة والدراسة والمعلمين حتى ذكرياتهم عن الدراسة عندما كانوا أطفالًا صغارًا، تمثل توجهاتهم نحو المدرسة.

لكن دعونا نقل إن المذاكرة وكتابة والواجبات وغيرها من الأشياء التي تقيد حركة الطفل وحريته خاصة في سنوات عمره الأولى، دائمًا ما تواجه بالرفض والتحدي من الطفل نفسه، كونها مرحلة استكشاف للعالم من حوله.

لذلك تشهد مرحلة ما قبل الدراسة شدًّا وجذبًا بين الآباء والأمهات من جانب والأبناء من جانب الآخر، يتضح ذلك، مع أول يوم يذهب فيه الطفل إلى الروضة أو الحضانة، حيث مشاهد الصراخ والبكاء وعدم الرغبة في الذهاب إلى الروضة، ومغادرة حضن الأم الذي اعتاد عليه سنوات.

ما يزيد الطين بلة، هو سلوكيات بعض -وإن شئت فقل كثير من- الأمهات تحديدًا تجاه أطفالها، ونبرة التهديد والوعيد مع قرب العام الدراسي، لا لعب، لا خروجات، لا فسح وزيارات، لا جلوس أمام الشاشات، وغيرها من الأشياء المرغوبة والمحببة لنفس الأطفال التي يجد نفسه أمام واقع صعب بمجرد دخول الدراسة، حيث الحرمان من كل هذه الأشياء، فتكون النتيجة، كره الدراسة واليوم الذي يذهب فيه إلى الروضة أو المدرسة.

لذلك على الأمهات أن تنتبه جيدًا لكلماتها التي تخرج من أفواهها دون حساب لعواقب هذه الكلمات على الطفل الصغير ونفسيته واتجاهاته نحو الدراسة والمدرسة؛ لأننا بأقوالنا وأفعالنا من نصنع أطفالنا، وهذه حقيقة يجب أن تكون حاضرة في أذهان الآباء والأمهات في أثناء عملية التربية.

اقرأ أيضًا: المدرسة والتربية.. كيف تربي المدرسة أبناءنا؟

عناوين عامة جذابة

من الأشياء التي تحبب الطفل في الدراسة والمدرسة، هي بعض العناوين العامة للموضوعات الدراسية الشيقة التي يحبها الطفل، أو أنه يفضل مجالاتها، سواء في مادة التاريخ، أو العلوم، أو الرياضيات، أو اللغة العربية، وهكذا.

هذه العناوين من شأنها أن تجعل الطفل متشوقًا لقراءة هذا الدرس، ومعرفة أدق تفاصيله، على سبيل المثال، الطفل الذين يحب مشاهدة الأفلام أو المسلسلات الدرامية التاريخية مثلًا، عندما يعرف أنه سوف يدرس تاريخ الدولة العثمانية هذا العام، فإنه بلا شك سوف يكون لديه شغف لمعرفة تفاصيل نشأة وتأسيس هذه الدولة، وأبرز قادتها، والدور التاريخي الذي قامت به، وسيبحث عن المسلسلات التي تتحدث عن ذلك، ويهتم بمتابعتها.

الربط بين ما يشاهده الطفل سواء في البيئة الواقعية من حوله، أو البيئة الدرامية، وبين ما يدرسه في المناهج الدراسية، يجعله أكثر إقبالًا على الدراسة؛ لأن الطفل بالنهاية مستكشف صغير، فما بالنا إذا كان هذا الاستكشاف يتعلق بشيء يحبه الطفل، لا شك أن النتائج سوف تكون أفضل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

أحسنت النشر.. بالتوفيق
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة