"هل يعلم الحمار بقبح صوته؟".. خواطر أدبية

هل يعلم الحمار أن صوته قبيح؟ أم يعبر به عن أشياء كثيرة لا نعلمها، أو قد يحتج به على حياته المليئة بالقهر وسوء المعاملة، فيضطر إلى إخراج هذا الصوت البشع؟!  

 نحن بطرح هذا السؤال نفتح مجالًا عميقًا للتفكير في مفهوم الوعي والعاطفة عند الحيوانات بصفة عامة، والحمار بصفة خاصة؛ لأن الحمير، ليس لديها الوعي حول "جمال" أو "قبح" الصوت.

لكنها بالطبع تعبر عن شيء بـ"النهيق" الذي تصدره، سواء بسبب الألم أو التوتر أو الانزعاج، أو حتى في حالات معينة من التواصل مع باقي القطيع.

 قد يكون النهيق أداة التعبير في حياة الحمار، لأنه يعبر به عن أشياء معينة أو شعور داخلي. ويمكن أن يكون نوعًا من الاحتجاج أو الرفض نتيجة ظروف حياته أو سوء معاملته؛ لأن الحمير قد تتعرض للإساءة في بعض الأحيان، لذا قد يكون صوتها رد فعل على هذه الظروف.

 أما من حيث الوعي الذاتي، فليس لدى الحمار القدرة على تقييم صوته، إذا كان جميلًا أو قبيحًا  كما يفعل البشر. لكنه يستجيب ببساطة لاحتياجاته في تلك اللحظة.

إذن، إذا حكمنا على الصوت من معيار بشري، سنراه نوعًا من التعبير عن حالة من حالاته قد تشمل معاناته أو محاولاته للتواصل مع بيئته.

 قد يكون الحمار يعبر عن استيائه أو رفضه للظروف التي يعيش فيها؛ لأنه يتعرض للتعب أو الأذى أو المعاملة القاسية، فيمكن أن يصدر الصوت نوعًا من رد الفعل المعارض والمضاد أو محاولة لجذب الانتباه، سواء للتعبير عن الألم أو طلب الراحة.

لكن إذا تطرق إلى أذهاننا فكرة أن الحمار يسب البشر بطريقة ما أو بأخرى، فهذا أمر يعتمد على تفسيرنا نحن البشر.

لكن في النهاية، الحمار ليس لديه المقدرة على التخطيط أو التعبير عن غضبه بطريقة واعية كما يفعل الإنسان. قد يعتقد بعضنا أن الحمار يُظهر سلوكًا معاديًا لأنه ضاق ذرعًا، لكن هذا السلوك في الواقع هو غالبًا مجرد رد فعل طبيعي للظروف التي يعيش فيها، وليس فعلًا مدبرًا أو "سبًّا" موجهًا نحو الإنسان.

إذا كنا نرغب في التفكير في الموضوع بعمق أكبر، قد يكون النهيق بمنزلة احتجاج غير لفظي ضد القسوة أو الظروف القاسية التي يتعرض  لها الحمار. وقد يكون ذلك بمنزلة "رسالة" ضمنية من الحيوان يوجهها إلى من حوله، حتى لو لم يكن يعي تمامًا ما يعنيه هذا الفعل للبشر.

بسبب المعاناة التي تتعرض لها كل الكائنات تعبر عن رفضها التام لكل ذلك، حتى الشجر إذا قُطع  منه غصن أو تعرض إلى إلقاء الحجارة عليه، فله تعبير احتجاجي يفهمه مرهفو المشاعر، الذين يتضامنون مع كل الخلائق التي لا تجد من يساندها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة