هل يشهد وول ستريت انفجار فقاعة أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في عام 2025؟

شهد عام 2024  نموًّا غير مسبوق في أروقة وول ستريت، وكان معظم النمو المشار إليه مدفوعًا بمجموعة من العوامل، وأبرزها ثورة الذكاء الاصطناعي؛ فقد ارتفعت أسهم الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بقيادة عمالقة مثل إنفيديا؛ ما اجتذب المستثمرين بقوة بواسطة وعود التقدم التكنولوجي التحويلي.

ومع ذلك، فإن النشوة الحالية المحيطة بالذكاء الاصطناعي قد تكون قصيرة الأجل، ويشير التاريخ وديناميكيات الإمدادات إلى احتمالات قوية بانفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي المحتملة في عام 2025.

التاريخ يعيد نفسه: نمط الفقاعة

يظهر مسار أداء أسهم الذكاء الاصطناعي النمط الذي لوحظ في تقنيات سابقة، وتشير الدروس المستقاة من طفرة الإنترنت في أواخر التسعينيات إلى الضجة الأكثر حداثة المحيطة بمفهوم وتطبيقات البلوك تشين والميتافيرس، وغالبًا ما يفوق حماس المستثمرين الأسباب الحقيقية الدافعة لتبني التكنولوجيا.

ولكن المبالغة المبكرة في تقدير إمكانات السوق دائمًا ما تؤدي إلى فقاعة محتملة، يتبعها تصحيح مؤلم للمستثمرين، وخسائر محتملة مع تكشف التأثير الحقيقي للتكنولوجيا. ورغم أن الذكاء الاصطناعي يحمل بلا شك إمكانات هائلة، فإن جنون السوق الحالي قد يقلل الوقت المطلوب للتنفيذ المربح واسع النطاق لمختلف الصفقات.

زيادة أسهم شركات الذكاء الاصطناعي

ندرة وحدات معالجة الرسوميات: ميزة مؤقتة

كانت هيمنة شركة إنفيديا في سوق أجهزة الذكاء الاصطناعي، وخاصة وحدات معالجة الرسوميات عالية الأداء، محركًا رئيسًا لارتفاع أسهمها الصاروخي. وسمح النقص الحاد في هذه الرقائق لشركة إنفيديا بطرح منتجاتها بأسعار متميزة؛ ما أدى إلى زيادة هوامش ربحها على نحو كبير.

ومع ذلك، من المرجح أن تخف هذه الندرة في عام 2025. حيث تعمل الشركات المنافسة مثل AMD على زيادة الإنتاج، وتعمل شركات الذكاء الاصطناعي الرئيسة على نحو متزايد على تطوير وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بها؛ ما قد يؤدي إلى تآكل قوة تسعير إنفيديا وحصتها في السوق.

الرياح المعاكسة التنظيمية: تهديد وشيك

خلقت القيود التي فرضتها الحكومة الأمريكية مؤخرًا على صادرات شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الصين حالة من عدم اليقين الكبير لشركات مثل إنفيديا ومورديها، ومن غير المرجح أن يتم تخفيف هذه القيود في ظل رئاسة ترامب المقبلة؛ ما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات التجارية وإعاقة تطوير الذكاء الاصطناعي.

وفضلًا على ذلك، فإن التعريفات الجمركية المحتملة على الواردات الصينية قد تؤدي إلى مزيد من تعطيل سلاسل التوريد العالمية، والتأثير في مبيعات منتجات الذكاء الاصطناعي.

مخاوف التقييم: أعلام حمراء على الطريق

انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي

قد يكون العامل الأكثر إثارة للقلق هو التقييم الحالي لأسهم الذكاء الاصطناعي الرائدة. وتتداول أسهم بعض الشركات الكبرى بنسب سعر إلى مبيعات فلكية، تتجاوز بكثير المعايير التاريخية حتى بالنسبة للشركات التكنولوجية الأكثر وعدًا. ونادرًا ما تكون مثل هذه التقييمات المرتفعة مستدامة في الأمد البعيد؛ ما يزيد خطر حدوث تصحيح كبير في السوق.

فرغم أن الذكاء الاصطناعي هو بلا شك تقنية تحويلية، فإن جنون السوق الحالي المحيط بأسهم الذكاء الاصطناعي قد يكون مبالغًا فيه. وتشير السوابق التاريخية، والديناميكيات التنافسية المتطورة، والضغوط التنظيمية، والتقييمات غير المستدامة، إلى انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي المحتملة في عام 2025، وكما هي الحال دائمًا، يفضل المستثمرون المضي قُدمًا بحذر والتحلي بالحذر وقدر لا بأس به من الحكمة عند تقييم فرص الاستثمار في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة