كثيرًا ما يتعرض الآباء والأمهات لأسئلة محرجة من أطفالهم، وقد لا يجدون لديهم جوابًا شافيًا كافيًا.
وهنا الآباء أنواع، فالأول قد ينهر الطفل لمجرد سؤاله، والثاني قد يتسرع ويعطيه الجواب دون تحقق منه، والثالث يقول له: انتظر سوف أبحث وأرد عليك في المساء.
هل تعرضت يومًا أن سألك طفلك عن الموت، كيف يموت الناس؟ أين يذهبون بعد الموت؟ هل يُبعثون من جديد؟ لماذا يموتون بالأساس؟
التربية الإيمانية
في هذه المقالة سوف نجيب عن هذه التساؤلات وغيرها حول فكرة الموت، ومعلومات الطفل عنها.
مجددًا نجد أنفسنا نحن الآباء والأمهات في أمسِّ الحاجة لتربية الطفل إيمانيًّا منذ نعومة أظفاره، فكل سكناتنا وحركاتنا نربطها بالدين، وبالتالي تكون أجوبتنا مقنعة للطفل الذي تربَّى على الحلال والحرام، ما يجب عليه فعله، وما عليه تجنبه.
المسلم سوف يجد في القرآن الكريم ضالته حول فكرة الموت، والبعث، والجنة والنار، وكذلك المسيحي في الإنجيل، واليهودي في التوراة، وهي معانٍ سامية يجب تربية الطفل عليها منذ الصغر.
قد يسمع الطفل في التلفاز أو على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في بيئته مصطلح الموت، وهو لا يدري ما المقصود به، ومن باب الفضول وحب الاستطلاع، يتوجه بالأسئلة للوالدين ليعرف هذا اللغز، وماذا يعنيه بالنسبة له؟
وقد يحدث أن يسمع الطفل بنبأ وفاة أحد الأقارب أو الجيران أو والد صديقه وغير ذلك.
أما الحالة الأكثر قربًا وصعوبة في الوقت نفسه، فهي موت أحد الأقارب بالنسبة للطفل، وفي هذه الحالة إذا لم يتم التعامل مع الطفل على نحو صحيح فقد يتعرض لصدمة كبيرة، قد تؤدي لمشكلات نفسية لا يُحمد عقباها.
مشاعر الأطفال
ولكي نفهم مشاعر الأطفال الصغار، وأنهم مثلنا نحن الكبار تمامًا في الشعور والإحساس بالألم والحزن والغضب، فإن تفهم هذه المشاعر ضرورة لكي نبذل جهدنا في توصيل المعلومة له بما يتناسب ومرحلته العمرية.
فقد نُري الطفل عصفورًا ميتًا، ونعرفه ماذا يعني الموت، وأين يذهب بعدها، ولماذا يموت، وغيرها من الأسئلة التي تشغل بال الصغار ويحتاجون جوابًا شافيًا حولها، وأن نمثل عملية دفن العصفور، إلى آخر العملية، بحيث نقرب المفهوم المجرد، إلى واقع مجسد أمام أعين الطفل.
هذه الأسئلة وغيرها تدل على ذكاء الطفل، وإعمال عقله وفكره وحتى خياله؛ لأنه يتناول أشياء مجردة غير ملموسة، كالموت.
ومن الضروري قبل الإجابة عن سؤال الطفل، أن نقف على المعنى المقصود، لإعطائه الإجابة المناسبة له وإشباع فضوله، فالشخص عندما يموت لا يمكنه الأكل أو الشرب أو أن يتحدث معنا بعد الآن.
الاستماع إلى الطفل ومعرفة ما يدور برأسه حول فكرة الموت، أمر في غاية الأهمية، بناء عليه نبني الإجابة، سواء بتدعيم ما قال، أو بتصحيح وتعديل الأفكار التي قد تبدو مغلوطة في رأسه، كأن يقول إن الشخص الذي يموت يذهب إلى النوم.
أجب أسئلة طفلك
إذن وماذا بعد النوم؟ أليس من الضروري أن يستيقظ مجددًا؟ هل يعني ذلك أن النوم والموت لهما المعنى نفسه؟
القصص والحكايات تقرب المعنى للطفل، وتجعله يُعمل حواسه وخياله، وهنا على الوالدين أن يختارا موضوع القصة بعناية، وأن يستخدما لغة بسيطة وسهلة لإيصال المعنى المطلوب دون لبس أو خلط، وبما يُشبع فضول الطفل نحو المعرفة.
خلاصة القول.. لا تتجاهل أسئلة طفلك أو تحاول التهرب منها، بل عليك الإجابة عن كل ما يدور في عقله، بل وتشجيعه على مزيد من الأسئلة.
ولا عيب في أن تقول لطفلك لشيء لا تعرفه، سوف أبحث وأعرف الجواب وأرد عليك في المساء، أنت بذلك تُشبع فضول طفلك، وتشجِّعه على إعمال فكره وخياله، وعلى طرح مزيد من الأسئلة، وهذه كلها أمور صحية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.