هل من حق الأب والأم أن يتجسسوا على أطفالهم؟

الدين أساس الضوابط الأخلاقية والاجتماعية، ليس غريباً إذن أن يحرِّم الاعتداء على الغير بالقول والفعل وحتى بالظنّ، هو كذلك من حدّد حقوق الرجل والمرأة ليس في الأمور المادية والاجتماعية فحسب، بل وطريقة التعامل فيما بينهما. ليس هذا فحسب، بل حرّم أيضاً التجسس والتلصص على خصوصيات الغير.

احترام خصوصية الطفل

من القيم المهمة التي يجب على كل أب وكل أم أن يربوا أطفالهم عليها، عدم التجسس أو التنصُّت على الغير واحترام الخصوصية، وهذه يسهل غرسها باتباع الآتي:

  • احترام الطفل وعدم التجسس أو التنصت عليه واحترام خصوصيته.
  • تربية الطفل منذ الصغر على مراقبة الله في كل أفعاله وأقواله.
  • توضيح أهمية الأمر وأثره على الغير.
  • تحبيبه بالقيمة وتوضيح مزاياها وتحفيزه لذلك، وتعزيزه عند التطبيق.
  • عدم مخالفة القيمة من قبل المربي.
  • احرص على طرق باب غرفة الطفل قبل الدخول عليه، والاستئذان منه عند الحاجة، وعدم التجسّس عليه في غرفته.

الأب والأم اليوم تجدهم يقتحمون خصوصيات أولادهم ويفتشون فيها كما لو كانت حقًا مطلقًا لهما، بما في ذلك الشنطة والهاتف النقال.

الخوف على الأبناء.. مبررات واهية

إذا سألت الأب أو الأم اليوم: لماذا تتجسس على طفلك؟ سيجيبك على الفور: أخشى عليه من الانحراف. لا نشكك في حب الآباء والأمهات ولا خوفهم على أولادهم خاصة في وقت انتشرت فيه الفتن وصارت داخل كل بيت، لكن وكما يقال "ومن الحب ما قتل".

خوفك الشديد والمبالغ فيه على ابنك للدرجة التي تشعره بعدم ثقتك فيه كفيل بأن يدمر علاقتك بابنك أو ابنتك، وهذه مشكلة كبيرة تظهر بوضوح في مرحلة المراهقة، عندما تجد أسرار الابن أو الابنة مع أصدقائهم وليس الأب أو الأم.

سكايلر هوك، طبيبة نفسية وباحثة اجتماعية صينية تقول: "الرغبة في الشعور بالخصوصية هي في الغالب احتياج إنساني رئيسي في الثقافات المختلفة، خلال مرحلة البلوغ". 

تضيف أن هذا النوع من التجسس لا يمكن أن يستمر طويلًا؛ لأن معظم الأبناء الآن مطلعون على التكنولوجيا أكثر من آبائهم وأمهاتهم، ومن ثم سهل جدًا أن يكتشفوا من يتجسس عليهم.

الآباء والأبناء.. علاقة مضطربة

التجسس على الأبناء بـحجة الخـوف عليهم من مخـاطر الدنيـا، يؤدي إلى انعدام ثقة الطفل بنفسـه، فضلاً عن انعدام ثقته بوالديه وهذا أمر طبيعي. ليس هذا فحسب، فتجسسك على طفلك، سيجعله أكثر سرية في كل أموره الشخصية.

الباحثة الصينية سكايلر هوك لاحظت أن الأطفال الذين تتم مراقبتهم والتجسس عليهم لا يعرف الوالدين عنهم شيء، ولا عن  نشاطهم وأصدقائهم، ولا أين يذهبون ومع من يخرجون مقارنة بالأطفال العاديين.

ليست فقط العلاقة بين الآباء وأبنائهم التي تتأثر بسبب حصول الطفل على مساحته من الخصوصية، فالطفل عندما يشعر أن خصوصيته تم انتهاكها، من الممكن أن يصاب ببعض المشاكل الصحية العقلية مثل القلق والاكتئاب والانسحاب.

كيفية التعامل مع الأبناء

ما العمل إذن؟ وهل من المنطقي أو الطبيعي أن يترك الوالدين أبناءهم يواجهون الفتن بصدر مفتوح؟ من أهم القواعد الأساسية في تربية الطفل هو غرس حب الله ورسوله في قلوبهم منذ الصغر ومراقبة الله في السر والعلن.

لذلك المنع اليوم خاطئ ومستحيل تطبيقه في عصر السموات المفتوحة، فالترف والفراغ هما المشكلة الكبرى والتهديد الأكبر لأطفالنا.

العلاقة الدافئة المشبعة بالحب والحوار ضرورية داخل الأسرة، حيث يتم النقاش حول مخاطر التقنيات الحديثة بشكل موازٍ لتشجيعهم على الاستفادة منه.

ختامًا المراقبة كالتجسس، مرفوضة، المطلوب هو المتابعة بوعي.

 

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

موضوعات مختارة بعناية .. بالتوفيق دايما
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة