هل ما زال الصمت يخنق قلبك؟

الفتاة تعيش في صراع داخلي شديد بسبب موقف مؤلم مع شخص مقرب، إذ يعاني قلبها من مشاعر متناقضة من الخوف والاشمئزاز والكره، ما يجعلها تحاول الهروب من هذا الواقع المظلم. في كل يوم، تتقيد أكثر، وتزداد معاناتها النفسية والجسدية. هذه الخاطرة تتحدث عن محاولة الفتاة للتخلص من هذا الصمت القاتل الذي يعيقها، ورغبتها العميقة في التحرر من القيود التي تحاصر روحها.

لا أحد يعرف، لا أحد يرى. تمشي بينهم، تعيش بينهم، تتحدث إليهم، لكنها كأنها ليست موجودة حقًا مجرد ظل، صورة باهتة لشخص ممتلئ بالحياة، الضحك الذي يخرج منها ليس إلا صدى بعيدًا لما تشعر به داخليًا، صدى مكسور لا يصل إلى أحد.

تحمل في قلبها ثقلًا لا يمكن وصفه. كل خطوة، كل نفس، كل لحظة تمر تترك أثرها العميق في روحها. كل شيء يذكرها، حتى الصمت. عيناها تبحثان عن مخرج، لكن لا أبواب تُفتح، لا نوافذ، فقط جدران تضيق أكثر فأكثر.

الخوف يسكنها، ليس خوفًا بسيطًا، بل رعب يلتف حول قلبها، يخنقها حين تحاول التنفس بحرية. تكره فكرة اللمس، فكرة القرب، فكرة أن يوجد شخص آخر بجانبها. الزواج؟ الحديث عنه يجعل معدتها تنقبض، يجبرها على التظاهر بأنها لا تسمع، لا تفهم، لا تهتم. لكن الحقيقة تلسعها، تهمس في أذنها: «أنتِ لستِ بخير».

تحاول أن تهرب، لكن الهروب ليس سهلًا. المكان الذي تسكنه يحمل بصماته، الأشياء التي تلمسها تشبهه، حتى الهواء الذي تتنفسه يحمل أثره. تحاول أن تبتعد، لكن الظلال تطاردها، تلتف حولها في لحظات الوحدة، تهمس لها بأفكار لا تريد سماعها.

الكره يملؤها، ليس كرهًا عابرًا، بل شيء يتغلغل في أعماقها. ترفض أن تأخذ منه أي شيء، ترفض حتى أن تفكر به. رائحته، صوته، خطواته، كل شيء فيه يثير اشمئزازها. تحاول أن تتجاهله، أن تمضي وكأنه لا وجود له، لكن كيف تنسى من يطاردك حتى في أحلامك؟

الألم يستهلكها، ينهش جسدها ونفسها ببطء.. لا تستطيع الصراخ، لا تستطيع الاعتراف، لا تستطيع حتى أن تجد الكلمات.. من سيصدقها؟ من سيهتم؟ العالم مملوء بالوجوه، لكن الأعين فيه لا ترى، الآذان لا تسمع، القلوب لا تفهم.

ترى نفسها كطائر حبيس، جناحاه مقيدان بسلاسل من الخوف، من الذكريات، من العجز.. تريد أن تتحرر، أن تمزق هذه القيود، أن تصرخ حتى يتوقف هذا الصمت القاتل.. لكنها تخشى أن لا يجد صراخها صدى، أن تبقى محبوسة في قفصها إلى الأبد.

الأمل؟ فكرة بعيدة، بعيدة جدًّا.. لكنها تحاول، على الرغْم من كل شيء، أن تتمسك به. تبحث عن لحظة، عن فرصة، عن طريق يقودها إلى الحرية. تنتظر يومًا تستيقظ فيه دون هذا الحمل الثقيل، دون هذا الخوف الذي يرافقها أينما ذهبت.. تحلم بلحظة ترى فيها نفسها كما يجب أن تكون، قوية، حرة، قادرة على أن تقول بصوت واضح: «أنا هنا، ولن أبقى أسيرة بعد الآن».

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

رائعة حقا احسنت
حبيبتى 💖🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة