نحن إما عالقون في ذكريات الماضي، نسترجع أحداثه ونحاول فهمه، وإما غارقون في قلق المستقبل، نفكر فيما سيحدث وكيف سنواجهه، وبين هذين الاتجاهين ننسى أهم ما نملك: اللحظة الحاضرة.
وفّرت التكنولوجيا سرعة هائلة للتواصل وسهَّلت الحياة، لكنها سرقت منا شيئًا ثمينًا: وعينا بالحاضر. أصبح وجودنا أشبه بالوهم، نعيش حياتنا عبر شاشات، نبحث عن التواصل الرقمي أكثر من تواصلنا الحقيقي مع من حولنا.
متى كانت آخر مرة استمعت فيها لأصوات الطبيعة؟ متى تذوقت طعامك دون أن تنشغل بهاتفك؟ متى نظرت في عيني من تحب بدلًا من النظر إلى شاشة مضيئة؟ نحن نعيش في عجلة، نركض نحو شيء نعرف جميعًا نهايته، ونهجر أجمل ما في الحياة: التفاصيل البسيطة التي تمنحها معناها الحقيقي.
لقد بنينا بيننا وبين الواقع حاجزًا من العزلة، وبدلًا من العيش، هربنا إلى عالم افتراضي يحجب عنا الجمال الحقيقي للحياة، إلى متى؟ إلى أن نفقد التقارب الأسري والاجتماعي والثقافي؟ إلى أن تصبح تربية أطفالنا مسؤولية هاتف بدلًا من مسؤوليتنا؟ إلى أن تتحول مشاعرنا إلى مجرد رسائل باردة تُكتب على لوحة مفاتيح، لا تنبع من القلب؟
نحن ندرك أن وسائل التواصل تسرق منا أوقاتنا، لكننا نقنع أنفسنا بأننا سنخفف استخدامها يومًا ما، متى؟ غدًا؟ لكن هذا الغد لا يأتي أبدًا، وسيأتي اليوم الذي نندم فيه، ولكن بعد فوات الأوان.
سيأتي حين نفقد شخصًا عزيزًا كنا نكتفي بمراسلته بدلًا من لقائه.
سيأتي حين ندرك أننا أهملنا عائلتنا، وانشغلنا عن أحبابنا.
سيأتي حين نخسر صحتنا أو نظرنا بسبب ساعاتٍ لا تُحصى أمام الشاشة.
حينها، هل نستطيع استعادة الوقت؟ هل يمكننا العودة ولو للحظة واحدة لنصلح ما أفسدناه؟
الوقت يضيع منك الآن، فلا تسمح له بالهروب أكثر، لا تضحِّ بحياتك الواقعية من أجل عالم افتراضي زائف، استيقظ قبل أن يكون الأوان قد فات.
استيقظ على نفسك، وانتبه لمن حولك، وإلى البيئة التي نشأت فيها، كل ما يذهب لا يُعوَّض، فاذهب إلى من تحبهم، وعِش حبهم في الواقع، ودعك من اللعب وإهدار وقتك الثمين.
أتمنى أن يكون مقالي مفيدًا، وأن تصل هذه النصيحة إلى الجميع، رعاكم الله.
مقال مفيد و رائع صديقتى
هذا من ذوقك الراقي صديقتي ♥️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.