هل جميعنا يعرف كيف يستعمل الهاتف؟

اليوم أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزَّأ من حياتنا، بات الهاتف أهم ما نملكه، وهو من الخصوصيات الأكثر تقديسًا في حياتنا.

يحتوي جميع تفاصيل حياتنا الشخصية، صندوق أسرارنا ونافذتنا إلى العالم، والصديق الذي لا يمكن أن نتخلى عنه يومًا.

اقرأ أيضًا ماذا تفعل بعد سقوط الهاتف في الماء؟

كيف تستعمل هاتفك؟

لقد فرض علينا التطور نمط حياة مختلفًا تمامًا عن بدايات القرن الحالي، ولا سيما بعد أن بدأت التكنولوجيا تتكاثر وتتطور من عام إلى عام، كانت رفاهية، ثم حاجة إضافية، واليوم هي ضرورية في شتى مجالات حياتنا، وعلى رأسها الاجتماعية.

ينظر البعض إلى التطور الحالي على أنه نعمة كبيرة، في حين يصفه بعض آخر بالنقمة والمصيبة التي أفسدت المجتمعات.

ولو نظرنا اليوم إلى الواقع نجد أن الطرفين على حق، ولكن حسب حسن الاستعمال أو سوئه، فيوجد من يستغل هذه النعمة لعمل أو لعلم، وآخر لضرر ثم لضرر، وثالث لا يهتم إلا لامتلاك هذه التقنية فقط، فلا يضر بها ولا ينفع، وهذا الشخص هو من سنتناوله في السطور القادمة.

عمومًا، يعتمد حسن استعمال الهاتف النقال على عوامل عدة مثل الثقافة، والتعليم، والمجتمع الذي يعيش فيه الفرد، ومن هنا نخطف نظرة من واقعنا الاجتماعي، لنلمس الإجابة بشفافية خشنة بصراحة.

فبينما تلد لنا التقنية كل يوم أداة جديدة تخطف منَّا وقتنا دون أن نشعر، ونبقى في جمودنا وبحالة انشغال متواصل بتلك الأداة لأغراض ترفيهية فقط دون الاستفادة من الميزات الإنتاجية مثلًا، تواصل التقنية تطوُّرها، أو باقي المجتمعات في حالة تطور.

والسبب أن الغالبية العظمى لا تُحسن استعمال تلك الأداة ولا تُمعن النظر في سبب وجودها والهدف الذي وُجدت من أجله.

وبهذا نؤيد الفريق الذي يصف التقنية بالنقمة والمصيبة؛ لأننا استعملنا هذه الأداة على نحو غير صحيح. وكانت تلك الأداة هي الهاتف الذكي.

قد لا تصدق أن كثيرًا من الطلاب يستعملون الهاتف فقط لأخذ صورة أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وسماع الموسيقى، واستعمال واتساب وتلقِّي المكالمات فقط، ولا تصدق إن أخبرتك بأن بعض طلاب الجامعة لا يعرفون ما إذا كان هاتفهم الشخصي فيه حساب Gmail أم لا.

وعندما تحصل بعض الأخطاء تحسب أن مصيبة وقعت، وكل ما بالأمر أن الهاتف استنفد مساحة التخزين ولم يعد يستجيب لبعض الأوامر، فهذه المشكلة يمكن تفاديها بالمزامنة السحابية أو نقل الصور إلى ذاكرة خارجية.

اقرأ أيضًا أهمية الهواتف الذكية في حياتنا ومراحل تطورها

خذ هذه اللوحة من واقعنا

أكثر الطلاب في المرحلة الجامعية، يملكون أجهزة ذكية بمواصفات رائعة، ومنهم من يحرص على اقتناء آخر وأحدث إصدار من الهواتف، ولكن عندما يحتاج إلى إجابة عن أي سؤال أو يبحث عن طريقة عمل نشاط معين، تحسبه فقدَ عزيزًا، وهو يحاول أن يجد إجابة أو يبحث عن مساعدة، في حين هو يستطيع أن يسأل Google

لا تعليق صراحة، لست أعلم لماذا تحمل هذا الشيء في جيبك وتحرص عليه من أشعة الشمس!

في الحقيقة.. أعترف أنه لا شأن لي بعلاقتك بهاتفك، ولا شأن لي إذا كنت تقتنيه لتتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وتأخذ بعض الصور فقط.. لا شأن لي على الإطلاق.

ولكن كل ما أقوله هو أن تتفهم لماذا تنفق شركات عملاقة ملايين الدولارات ولا تفرِّق بين ليل ونهار من أجل صناعة هذا الشيء الذي توفر فيه كل ما تحتاج إليه لدراستك وعملك حتى شؤونك المالية وكل ما يمكن أن يخدم مصلحتك.

أحاول أن أقول إن لديك نعمة عظيمة متاحة بين يديك، اكتشفها واستثمرها.

بنظري، من المعيب أن يملك طالب الجامعة هاتفًا بمواصفات مميزة، ثم يبحث عن حل لمشكلته أو لا يعرف كيف يفعل بعض الأنشطة أو الفروض المطلوبة، وبين يديه موسوعة جُمعت فيها علوم الدنيا وكل يوم يوجد مزيد.

بالطبع الأمر لا يقتصر على الهاتف الذكي، بل لأنه النافذة إلى العالم، أسأل: هل جميعنا يعرف كيف يستعمل الهاتف؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة