تشتكي بعض أمهات أطفال طيف التوحد من تكرار طفلها للكلام، وهو ما يصيبها بالقلق وربما الإحباط، معتبرة أن ذلك نوع من التقليد وعدم التطوير لدى الطفل.
فإلى أي مدى مخاوف هذه الأمهات في محلها؟
قد يهمك أيضًا أهم المشكلات التي تواجه طفل التوحد الناطق في مرحلة المراهقة
طيف التوحد وأعراضه
طيف التوحد أحد الاضطرابات النمائية التي تؤثر في التواصل والسلوك الاجتماعي للطفل المصاب به.
تظهر أحد أعراضه الشائعة لدى الأطفال المصابين بتكرار الكلام الذي يمكن أن يتخذ أنماطًا متعددة مثل تكرار الكلمات أو العبارات، أو حتى تقليد أصوات أو محادثات سابقة.
تكرار الكلام لدى طفل طيف التوحد خطوة أولى ممتازة تثبت للأمهات بما لا يدع مجالًا للشك أن الطفل قد أخذ خطوة للأمام يجب البناء عليها.
يجب على الأمهات اللاتي يعانين القلق من تكرار الكلام لدى طفلها التوحدي، الانتباه إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أن الطفل وافق أن يتكلم وهذه خطوة إيجابية بحد ذاتها، لأنه وكما هو معروف فإن طفل طيف التوحد روتيني، انعزالي، لا يحب اللعب أو التواصل والتفاعل مع الآخرين.
لذلك عندما يوافق على التحدث والكلام بتكرار الكلام، فهذا يعني أنه وافق على التواصل مع من حوله، وهي خطوة يجب على الأهل مساعدته وتقديم الدعم اللازم له لتطوير النطق والكلام لديه.
مشكلة طفل طيف التوحد الأساسية في الجزء الخاص بالكلام، أنه يرفض التحدث والكلام؛ لذلك فخطوة تكرار الكلام -حتى لو لم يكن الكلام مفهومًا أو ذا معنى، أو في وقت غير مناسب- في منتهى الأهمية.
قد يهمك أيضًا تعرَّف على أهمية الإرشاد النفسي لأسر أطفال طيف التوحد
ما دور الأمهات هنا؟
الخطوة التالية التي يجب على الأمهات أخذها، هي الاستفادة من تكرار الكلام لدى طفلها، بأن تجعله يتعود على الكلام طوال الوقت، وذلك باستغلال ظاهرة التكرار لديه، بإدخال مفردات وكلمات جديدة، عن طريق الصور الموجودة على محرك البحث جوجل، وما أكثرها، وتسمية الأشياء التي يراها في الصور وأن يكررها خلفك.
هذا من شأنه أن يزيد حصيلة الكلمات والمفردات لدى طفل التوحد، وهذا أمر محمود، يساعده لاحقًا في التواصل والتفاعل مع أقرانه؛ لأن واحدة من المشكلات التي تعيق تواصل طفل طيف التوحد مع أقرانه هو عدم وجود حصيلة لغوية تمكِّنه من التواصل معهم.
هنا نقطة في غاية الأهمية، ألا وهي ضرورة مكافأة الطفل عندما يكرر الكلام، وأن نستغل الأشياء المفضلة والمحببة للطفل، بعدها معززًا إيجابيًّا، حتى يستجيب لنا عند طلب ترديد أو تكرار الكلام، وهو ما نسميه الاستجابة للأوامر عامة.
وصول الطفل إلى هذه المرحلة، ألا وهي تكرار الكلام الذي تقوله ماما، هذا هو الهدف الأول الذي نسعى لتحقيقه، يأتي بعده الهدف الثاني، ألا وهو تطوير الكلام المنطوق، بحيث ندخل جملة من كلمتين، ونبدأ بإدخال صور الأفعال، يأكل، يشرب، يلمس، وغيرها.
في البداية سيواجه طلبك بالرفض من الطفل، وهذا أمر متوقع، يجعلك مستعدة لتقبل الأمر، بالإصرار والإرادة والصبر على الطفل، إلى أن يجد نفسه في النهاية مضطرًّا لتنفيذ طلبات الأم، وهنا نكافئه.
فالمكافأة للطفل التوحدي، بمنزلة الوقود للسيارة، لا يمكن أن تسير السيارة دون وقود، وهكذا طفل التوحد لا يقدم على فعل شيء دون مقابل.
وهكذا عندما يتخطى الطفل التوحدي خطوة ننتقل إلى الخطوة الأعلى منها، عندما يتقن مرحلة الكلمات والمفردات وتصبح لديه حصيلة جيدة، ننتقل إلى مرحلة جملة من كلمتين، ثم ثلاث كلمات وهكذا.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، وتحديدًا ممن لديهم أطفال طيف التوحد، شاركونا آراءكم أسفل هذه المقالة من واقع خبرتكم وتجربتكم في التعامل مع أطفالكم فيما يتعلق بتكرار الكلام.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.