هل تفقد أعصابك وتصرخ في وجه أطفالك؟ اكسب طاعتهم دون صراخ باتباع هذه النصائح

بالطبع سيكون من السهل جدًا لأي شخص أن ينصح أي أب وأم بألا يفقدا أعصابهما في أثناء توجيه أطفالهم لفعل أمر ما أو النهي عن فعل أي أمر آخر، لكن هل الأمر بهذه البساطة؟ فلا يعلم ما يعانيه كل أب وأم من ضغوطات يومية ومشكلات وإحساس كبير بالمسؤولية في كل ما يتعلق بشؤون أبنائهم سوى الآباء أمثالهم، وهذا بالتأكيد سبب كاف يزيد من توتر وعصبية الآباء ويجعلهم لا يستطيعون السيطرة على أعصابهم في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى الصراخ على أطفالهم.

 لذلك قررنا في هذا المقال أن نُلقي الضوء على هذه المشكلة، مع محاولة طرح بعض الحلول البسيطة التي من الممكن أن يطبقها الآباء حتى يحافظا على الصحة النفسية لأطفالهم، وتربيتهم تربية سوية دون الحاجة إلى الصراخ عليهم طوال الوقت، ومحاولة جعل الأطفال مطيعين لآبائهم ويصغون إليهم، بل ويتشاورون معهم أيضًا في شؤونهم الخاصة للأخذ بآرائهم.

كيف تجعل طفلك مطيعًا ويصغي إليك؟

مع بساطة هذا التعبير فإن كثيرًا من الآباء يعانون بسبب هذا الأمر، فلا يعرف بالضرورة كل أب وأم كيفية التعامل مع طفلهم على نحو صحيح، فيسمح لهم أن يكون كلامهم وتوجيهاتهم للطفل محل ترحيب وتنفيذ دون معاناة؛ لذا يأتي دور التوعية والتثقيف للآباء والأمهات عن توضيح كيفية التعامل مع أطفالهم بحكمة وحب واحتواء في الوقت نفسه حتى نصل سويًا إلى مستوى من التربية السليمة، وإخراج نفوس سوية من الأطفال للمجتمع.

 فإنه من الواجب المُحتم على كل أب وأم أن يبحثا عن مواطن القصور في تربية أطفالهم ومحاولة تصحيح أي نوع من أنواع القصور هذه، ونجد أن المشكلة الأكبر لدى الآباء والأبناء في هذا الوقت هو عدم انصياع الأطفال لسماع كلام والديهم، وتنفيذ ما يطلبانه منهم، فيعتقد كثير من الآباء أن الصراخ والعنف هو الحل وهو السبيل الوحيد إلى تقويم أطفالهم، لكن هذا خطأ تمامًا، ويجب اتباع بعض الأساليب التربوية الأخرى.

الصراخ ليس حلاً

الوضوح في التوجيه والطلب

أولى الخطوات الفعَالة في جعل طفلك يصغي إليك هي أن توجه التعليمات له على نحو واضح وبكلمات محددة، وفي الوقت نفسه أن تكون هادئًا جدًا في أثناء توجيه الأوامر له.

ويُمكن أن تطلب منه هذا الطلب مرة واحدة فقط بحزم شديد، ومن المهم جدًا تحديد وقت لأداء المهمة التي يتطلب من الطفل إنجازها، وعند انتهاء وقت أداء هذه المهمة ننتقل إلى الخطوة التالية.

تحديد العقاب وتنفيذه

إذا لم يصغِ طفلك إليك ولم ينفذ ما طلبته منه فيُمكنك الآن أن تحدد له نوعًا مناسبًا من العقاب، كمنعه من مشاهدة برنامجه المفضل في التلفاز هذا اليوم إذا لم ينهِ هذا الأمر، ويجب الحرص على أن يبدأ تنفيذ هذا العقاب فور انتهاء الوقت الذي حددته لأداء المهمة المطلوبة منه، ويجب استخدام نبرة الحزم والهدوء من الأبوين.

تكرار الطلب مرة أخرى

بعد الانتهاء من مدة السماح التي وضحتها لطفلك وانتهاء العقاب وتنفيذه يجب عليك إعادة وتكرار الطلب الذي لم ينفذه طفلك مرة أخرى بالثبات والهدوء نفسه، وإعادة الكرَّة مرة أخرى، حتى ينفذ ما تطلبه منه.

ويجب الحرص الشديد على تنفيذ العقاب الذي وضحته للطفل وعدم تأجيله حتى يتعلم الطفل أن هذا العقاب مرتبط بعدم فعله لهذا الأمر، وأن لكل فعل ولكل مرة لا يصغي فيها لوالديه سيواجه بكل تأكيد عقابًا فوريًا.

كيف توبخ طفلك دون صراخ؟

قد يكون الأمر الدارج والمُتعارف عليه بين الآباء هو توبيخ الأطفال وإشعارهم بالتقصير، وهذا يُصاحبه بالطبع الصراخ عليهم في أثناء توبيخهم، وقد يعتقد كثيرون أن هذا هو الفعل الصحيح لتقويم سلوك الطفل، لكن هذا خطأ تمامًا، ويأتي بتأثير عكسي على طفلك مع الوقت؛ لأن كثرة توبيخ الطفل والصراخ عليه تزيد من حدته مع الوقت وعناده وعدم انصياعه لأوامر الأبوين، ويكتسب شخصية عصبية متمردة.

 كل ما يتوجب عليك إدراكه كأب أو أم هو أنك تعترض على الفعل نفسه، وليس على طفلك كشخص، وهذا ما يجب أن يصل لإدراك الطفل أيضًا، فينبغي على الأبوين الاهتمام جدًا بنفسية الطفل وألا يتعدى توبيخهما له حدود استنكار الفعل نفسه أو الخطأ الذي ارتكبه، وألا يتطرقا إلى أي كلمات أو ألفاظ من شأنها إيصال معان سلبية للطفل على أنه ليس جيدًا على النحو الكافي أو لا يستحق الحب والاحترام من أبويه.

 ليس من الضروري دائمًا لتقويم الطفل أن يوبخ مباشرة، هذا ما اعتاد معظم الآباء عليه، لكن من الممكن جدًا أن يتفهم الطفل خطأه فقط عن طريق النقاش الفعَال بينه وبين أحد الأبوين، وأن يوضح الأب أو الأم آثار فعله، وأنه تصرف على نحو خاطئ، وعليه ألا يفعل هذا، وفي الوقت نفسه يجب الحرص والاهتمام بتوضيح كم تحب طفلك وتقدره وتحترمه على الرغم من فعله لهذا الأمر الخطأ في الوقت نفسه.

اتبع هذه النصائح عند توبيخ طفلك

 يوجد بعض الأمور التي يجب عليك الاهتمام بها عامة في أثناء توبيخ طفلك وهي كالتالي:

 استخدام نبرة هادئة وحازمة عند ملاحظتك أن الطفل قد فعل شيئًا خاطئًا أو لم يفعل الشيء المطلوب منه في المدة المحددة له لفعله هذا الأمر، ويجب أن يوجد عقاب مناسب لكل فعل، ومن المهم جدًا أن يفعل هذا العقاب بعد الفعل مباشرةً، ولا يؤجل حتى يتحقق الطفل أن لكل فعل خاطئ من أفعاله رد فعل في المقابل له.

أهمية الثقة والتفاهم والحوار بينك وبين أبنائك

لا يجب على أيٍ من الأبوين بأي حال من الأحوال استخدام الضرب أو إهانة الطفل أمام أي شخص آخر، وعدم استخدام الضرب بالطبع سواء أمام شخص غريب أم في المطلق، وعدم استخدام اليدين في توجيه حتى ضربات خفيفة على وجه الطفل أو جسده في أثناء الحوار معه، فيجب الانتباه جيدًا إلى مثل هذا الأمر؛ لأن له أثر سلبي كبير جدًا في نفسية الطفل ونشأته فيما بعد ذلك.

 يُمكن أن ينحصر توبيخ الطفل في مجرد نظرة غاضبة من الأب أو الأم يفهم منها أنهما غاضبان منه، وأن هذا الأمر يترتب عليه عدم الحديث معه مدة من الوقت، فهذا النوع من العقاب له تأثير كبير جدًا في الأطفال، لكن يجب الحرص على ألا يتكرر هذا كثيرًا، وألا يستمر هذا الأمر أوقاتًا طويلة؛ لأن الطفل قد يشعر في حين تكرار هذا الأمر أن الأبوين يكرهانه لشخصه وليس بسبب فعله.

في كل الأحوال يجب على الأبوين أن يبنيا جسورًا من الثقة والتفاهم والحوار بينهم وبين أبنائهم حتى يستطيع كلٌ منهما فهم الآخر، ومن المهم جدًا استخدام أسلوب النقاش والصراحة والتوضيح في كل الأمور حتى يستوعب الطفل الأفعال الخاطئة التي من شأنها أن تؤثر فيه سلبًا وفي أبويه، ويبتعد عنها تلقائيًا، ويجب على الآباء معرفة أن طريق التربية السليمة ليس سهلًا، لكنه يتطلب منا كثيرًا من الجهد والمثابرة حتى نستطيع أن ننشئ جيلًا سويًا نفسيًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة