أدى الاعتماد الزائد على الأجهزة الذكية والذكاء الاصطناعي إلى الكسل العقلي وإهمال دور الفص الأيمن من المخ وهو المسؤول عن العمليات الإبداعية، التذكر، والتفكير العاطفي. وتراجع الإبداع نتيجة استخدام التكنولوجيا على نحو مفرط، مثل الاعتماد على الآلات الحاسبة للحساب أو الذكاء الاصطناعي للكتابة.
والحل لا يكمن في التخلي عن التكنولوجيا، بل في استخدامها بذكاء، مع ممارسة أنشطة تُحفز الإبداع مثل الرسم، الكتابة، وحل الألغاز. ولا بد من الحفاظ على الإبداع بوصفه جزءًا أساسيًّا من إنسانيتنا، وعدم السماح للتكنولوجيا بأن تطفئ شرارة قدراتنا الفريدة.
من قتل الإبداع؟
في زمن باتت فيه التكنولوجيا رفيقنا الدائم في كل تفاصيل حياتنا، تبرز تساؤلات حقيقية حول الأثر الذي تركته على إنسانيتنا وإبداعنا. هل نحن نتقدم نحو مستقبل أكثر ذكاءً، أم أننا نصبح عبيدًا للراحة والاعتماد على الأجهزة؟
الإبداع، تلك الشرارة الفريدة التي تُميز الإنسان، أصبحت مُهددة في عصر يروج فيه كل شيء للاستسهال. المهام التي كانت يومًا ما تتطلب تفكيرًا عميقًا ومجهودًا عقليًا، أصبحت تُنجز بضغطة زر بسيطة. لم نعد نحتاج إلى إجراء العمليات الحسابية بأنفسنا؛ فالآلة الحاسبة تكفينا.
الكتابة التي كانت يومًا متنفسًا للإبداع الفكري، أصبحت تُسند إلى الذكاء الاصطناعي دون تردد. ومع هذا الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا، نجد أنفسنا نهمل الجانب الأيمن من المخ، هذا الجزء الحيوي المسؤول عن العمليات الإبداعية والعاطفية، وعن التذكر والتفكير غير التقليدي. أصبحنا نُهمل تحدي عقولنا واستكشاف أفكار جديدة، مفضلين الحلول الجاهزة التي تقدمها لنا التكنولوجيا.
الكسل والتكنولوجيا
الكسل العقلي الناتج عن هذا الاعتماد له آثار بعيدة المدى. لم يعد التفكير الإبداعي جزءًا أساسيًّا من حياتنا اليومية، بل أصبح شيئًا نادرًا يُطلب فقط في مواقف محددة. حتى الأطفال الذين كانوا يومًا مصدرًا طبيعيًا للإبداع والخيال، باتوا مأسورين بشاشات الأجهزة الذكية التي تفرض عليهم تصورات جاهزة بدلًا من دفعهم إلى ابتكار عوالمهم الخاصة.
هل يمكن إنقاذ الإبداع؟
الإجابة نعم، بشرط أن نعيد النظر في علاقتنا بالتكنولوجيا. يمكننا الاستفادة منها بوصفها أداة تعزز إمكاناتنا، لا بديلًا عن قدراتنا. علينا أن نخصص وقتًا لمهام تحفز عقولنا: مثل الكتابة اليدوية، حل الألغاز، الرسم، أو حتى التفاعل مع الطبيعة. هذه الأنشطة تُعيد تفعيل الجانب الأيمن من المخ، وتجدد قدرتنا على التفكير الإبداعي.
الإبداع لم يُقتل بالكامل، لكنه في خطر. مسؤوليتنا اليوم هي أن نعيد إحياءه في حياتنا وحياة الأجيال القادمة، عبر تحدي أنفسنا وإعادة اكتشاف قدراتنا الفريدة، بعيدًا عن الحلول الجاهزة. التكنولوجيا رفيقنا، لكن الإبداع هو هويتنا الحقيقية التي يجب ألا نفرط فيها.
أوافقكم الرأي، ولا نعلم الى اي مدى ممكن ان تصل هذه التكنولوجيا والى أين ؟؟ الا أن الحذر واجب وحماية عقول الاطفال ونشدد بقوة على الاطفال والفئة المراهقة لانهم اجيال المستقبل نريد اجيالا سليمة عقليا قادرة على الابتكار والاختراع ولا نريد اجيالا تعتمد فقط على تطبيق ما تراه .. نريد أن يصل الإبداع الى أبعد حدود وأفضل ذرواته
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.