شجار أطفالك يزعجك؟ إليك العلاج في 3 خطوات

الشجار بين الأبناء يُعدُّ من سنن الحياة الأسرية، لا سيما في المنازل التي يوجد بها أطفال، فهو أمر عادي ومقبول، ما دام ضمن الحدود المسموح بها ودون أن يسبب ضررًا لأي منهم.

الشجار بين الأبناء شيء معتاد وطبيعي؛ نتيجة لاختلاف الآراء ووجهات النظر والتنافسية بين الأبناء. على الرغم مما قد يبدو من إزعاج لهذه المشكلة للوالدين، فإنه توجد مجموعة من الخطوات التي من شأنها تقليل الشجار وتحسين التفاعل بين الأبناء.

المشادات الزوجية أمام الأبناء

الأبناء الصغار مثل قطعة الإسفنج، يتشربون كل ما يسمعونه أو يشاهدونه من والديهم؛ لذلك من شأن الخلافات والمشادات بين الزوجين أن تنمي مشاعر العدوانية لدى الأبناء.

العلاقات القائمة بين الوالدين في بيت الزوجية يجب أن تكون نموذجًا يُحتذى به للأبناء، وأن تشجع نموهم على نحو سوي إذا كانت قائمة على الاحترام المتبادل وتقدير جهود كل طرف للآخر.

غير ذلك، فإن الأبناء يكتسبون السلوكيات التي تصدر من والديهم بالملاحظة والتقليد، وعندما يرون آباءهم يتشاجرون، قد يحاولون تقليد هذه الأنماط في علاقاتهم بأشقائهم. وقد يشمل ذلك الصراخ والتهديدات أو العنف الجسدي.

للأسف، هذه المشادات تؤثر كذلك في نفسية الأبناء، فتجدهم يعانون مشاعر القلق والتوتر الذي يمكن أن يظهر في تصرفاتهم اليومية والشجار المتواصل مع الأشقاء والأصدقاء.

الحل إذن يكمن في حل الخلافات في الغرف المغلقة بعيدًا عن أعين الأبناء، بما يحفظ نفسيتهم، وتجنب رفع الصوت أو التلفظ بألفاظ خارجة. من الجيد أن يتحدث الوالدان للأبناء وحثهم على التعبير عما يدور بداخلهم، وإيضاح أن الخلافات من سنن الحياة وليست نهاية الكون، الأمر يتوقف فقط على طريقة العلاج أو التدخل.

من المهم هنا أن يتعلم الوالدان كيفية التعامل مع الخلافات تعاملًا بنَّاء، وحلها بأسلوب يعزز التفاهم ويقلل من تأثيرها السلبي على الأبناء. وإذا استدعى الأمر، يمكنهم زيارة مختص في العلاقات الزوجية والأسرية.

تجنب أساليب التربية الخاطئة

تجنب أساليب التربية الخاطئة من شأنه أن يساعد في توفير بيئة صحية وآمنة للأطفال ويعزز من قدرتهم على التكيُّف الاجتماعي والنفسي.

فالتربية السليمة هي الأساس لبناء شخصية الأطفال وتعزيز قدرتهم على التفاعل مع العالم إيجابيًّا، واستخدام التهديدات بإفراط من الوالدين، مثل "إذا لم تفعل كذا سأعاقبك" أو "لن أحبك بعد الآن"، يمكن أن يؤدي إلى شعور الطفل بالخوف والقلق، وقد يزرع في داخله مشاعر العجز أو انعدام الأمان، فضلًا على مشاعر الغضب والعدوانية.

تهديد الأبناء بالعقاب

 

على الرغم من وجود أساليب بديلة لأساليب التربية القاسية، كالحرمان من الأشياء المحببة لدى الطفل، أو الوقت المستقطع، لكن كثيرًا من الآباء والأمهات يصرون على القسوة في التربية؛ اعتقادًا منهم أنها الأصلح لتقويم سلوكيات أبنائهم.

والحل يكمن في خطوات عدة، أولها الاستماع للطفل والتواصل معه، بحيث يشعر أن رأيه مهم وأن لديه مساحة للتعبير عن مشاعره، وهذا من شأنه أن يسهم في بناء علاقة قوية بين الآباء وأطفالهم ويعزز من فهم الوالدين لاحتياجات الطفل.

أيضًا، تشجيع الطفل على السلوكيات الجيدة عن طريق المكافآت والتقدير يساعده على تعلم القيم بأسلوب عملي، كما يجب أن يتعامل الوالدان مع مشاعر الأطفال باحترام، ويشجعوه على التعبير عنها صحيًّا.

إشغال وقت فراغ الأبناء

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشجار بين الأبناء، حالة الفراغ الكبيرة التي يعيشها الأبناء، لا سيما في أوقات الإجازة، حيث يقضي الأبناء معظم اليوم داخل البيت، فيكثر الشجار بين الإخوة.

الآباء والأمهات الجيدون لا يتركون أطفالهم فارغين، دون مهارة يتعلمونها، أو رياضة يمارسونها، أو لغة ينمونها، بل يشغلون وقت فراغ الطفل بطريقة مفيدة ومثمرة، يمكن أن يؤدي دورًا كبيرًا في تقليل الشجار بين الأبناء.

عندما يكون الأطفال مشغولين بأنشطة مفيدة، يقل احتمال حدوث التوترات بينهم بسبب الملل أو نقص التحفيز. الشجار غالبًا ما يحدث نتيجة لتراكم الطاقة أو قلة الانشغال، لذا فإن توجيه طاقاتهم إلى أنشطة متنوعة يعزز من فرص تفاعلهم على نحو إيجابي ويقلل من دوافع الخلافات.

إشغال وقت فراغ الأبناء

كيف السبيل لتحقيق ذلك؟

يوجد عدد من الأنشطة التي يمكن للأطفال أن يمارسوها وأن يخرجوا الطاقة التي بداخلهم، مثل الأنشطة الفنية والإبداعية كالرسم، التلوين، أو صنع الحرف اليدوية. هذه الأنشطة يمكن أن تكون محورية في تهدئة الأطفال، وبدلًا من التنافس أو الشجار، يمكن أن يعبروا عن أنفسهم بالفن.

الأنشطة الرياضية مثل ركوب الدراجة، السباحة، أو حتى الألعاب الجماعية في الحديقة مثل كرة القدم أو الكرة الطائرة. هذه الأنشطة ليست فقط وسيلة لتفريغ الطاقة، بل تعزز من التعاون بين الأطفال.

أيضًا القراءة أو الأنشطة الفكرية، مثل قراءة القصص أو الكتب الموجهة للأطفال، ويمكن أن تفتح أمامهم عوالم جديدة وتمنحهم فرصة للتعلم. يمكن أيضًا إجراء مسابقات صغيرة أو ألعاب فكاهية مثل "من يستطيع تذكر أكبر عدد من الشخصيات في القصة؟".

اللعب الجماعي من شأنه أن يعلم الأطفال مهارات التفاوض، التفاهم، والتعاون. كذلك، المهام المنزلية المشتركة، كإشراك الأطفال في أنشطة منزلية مثل تنظيف الغرفة أو ترتيب الأثاث، يمكن أن تسهم في تقليل الشجار. مثل هذه المهام تُعلمهم التعاون وتنمية روح الفريق.

وأخيرًا، الأنشطة الترفيهية العائلية، مثل مشاهدة الأفلام العائلية أو تنظيم حفلات صغيرة في المنزل، يمكن أن تعزز من الترابط العائلي وتقلل من الفراغ الذي قد يؤدي إلى الشجار.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات والمربين، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة عن أفضل الطرق التي اتبعتموها للتغلب على مشكلة الشجار بين الأبناء.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة