هل تعاني سلس البول؟ اكتشف الأسباب والعلاج ج2

بعد أن تعرفنا في الجزء الأول على سلس البول وأنواعه وأسبابه، حان الوقت للانتقال إلى الخطوات العملية التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع هذه المشكلة. هل تساءلت يومًا كيف يشخَّص سلس البول؟ وما العلاجات المتاحة التي يمكن أن تعيد لك الراحة والتحكم؟ وهل توجد طرق للوقاية لتجنب هذه المشكلة في المستقبل؟

في هذا الجزء، سنتناول كل ما تحتاج لمعرفته عن تشخيص سلس البول بدقة، وكيف يمكن علاجه بطرق متنوعة تتناسب مع حالتك. وسنكشف لك عن استراتيجيات الوقاية التي يمكن أن تحسن حياتك اليومية وتمنحك الشعور بالطمأنينة.

تابع القراءة لتكتشف كيف يمكنك أن تكون في السيطرة مجددًا وتعيش حياة خالية من القلق.

اقرأ أيضًا تعرف إلى أسباب حرقان البول

كيفية تشخيص سلس البول؟

تشخيص سلس البول يتطلب خطوات منهجية يجريها الطبيب للوصول إلى سبب المشكلة واختيار العلاج المناسب. العملية تشمل التالي:

  1. التاريخ الطبي المفصل:
    يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن:

    • متى بدأت المشكلة؟
    • عدد المرات التي يحدث فيها تسرب البول؟
    • الأنشطة التي تثير المشكلة (سعال، ضحك، رياضة).
    • الأعراض المصاحبة (ألم، حرقان، دم في البول).
    • الأدوية التي يتناولها المريض.
    • التاريخ الصحي السابق، مثل الجراحات، الحمل، الأمراض المزمنة، أو اضطرابات عصبية.
  2. الفحص البدني:

    • فحص منطقة البطن والحوض: للكشف عن أي انتفاخات، ألم، أو تغيرات غير طبيعية.
    • لدى النساء: فحص قاع الحوض للتحقق من قوة العضلات أو وجود هبوط في المثانة أو الرحم.
    • لدى الرجال: فحص البروستاتا.
  3. تحليل البول: يساعد على اكتشاف:

    • التهابات المسالك البولية.
    • وجود دم أو بروتين في البول.
    • أي علامات لعدوى أو مشكلة أخرى.
  4. فحص المثانة (قياس كمية البول المتبقية بعد التبول):
    يتم بواسطة:

    • الموجات فوق الصوتية: لتقدير كمية البول المتبقية في المثانة.
    • القسطرة البولية: إذا كانت الموجات فوق الصوتية غير متاحة.
    • يساعد هذا الفحص في تشخيص السلس الفيضي الناتج عن عدم تفريغ المثانة بالكامل.
  5. يوميات المثانة:
    يطلب الطبيب من المريض تسجيل يوميات تشمل:

    • كمية السوائل التي يشربها.
    • عدد مرات التبول.
    • الأوقات التي يحدث فيها تسرب البول.
    • نوع الأنشطة التي كان يقوم بها وقت حدوث السلس.
    • يوفر هذا معلومات دقيقة عن نمط المشكلة.
  6. اختبارات متخصصة لوظائف المثانة:

    • قياس ديناميكية البول: لتقييم وظيفة المثانة والإحليل في أثناء الامتلاء والتفريغ. يحدد قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول وتفريغه بشكل صحيح.
    • اختبار الإجهاد: يُطلب من المريض السعال في أثناء امتلاء المثانة، لملاحظة أي تسرب.
    • تنظير المثانة: يستخدم للكشف عن تشوهات داخل المثانة، مثل الأورام أو الحصوات.
    • فحص تصويري: قد يشمل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي إذا اشتُبه بوجود مشكلة هيكلية.
  7. التقييم النفسي والاجتماعي:

    • في بعض الحالات، قد تكون مشكلات التوتر أو القلق عوامل مساهمة.
    • تقييم الحالة النفسية يمكن أن يساعد في وضع خطة شاملة للعلاج.

اقرأ أيضًا أعراض الأملاح وأسبابها.. وطرق علاجها

متى يجب عليَّ رؤية الطبيب بشأن سلس البول؟

من المهم أن تعرف أن سلس البول يمكن علاجه. يعتقد كثير من الناس أنه أمر يصاحب التقدم في السن ولا يمكن تجنبه. إذا وجدت أن سلس البول يزعج أنشطتك اليومية ويتسبب في تفويتك للأشياء التي تستمتع بها عادةً، فتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. توجد مجموعة واسعة من الخيارات لعلاج سلس البول.

كيفية علاج سلس البول؟

علاج سلس البول يعتمد على نوع السلس، شدة الأعراض، سبب المشكلة، وصحة المريض العامة. هنا مجموعة من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تتنوع من تغييرات في نمط الحياة إلى العلاجات الطبية والجراحية:

1. تغييرات في نمط الحياة:

  • تدريب المثانة: يتضمن تحديد أوقات محددة للتبول كل بضع ساعات، ما يساعد المثانة على التكيُّف مع الأوقات بين التبول، تدريجيًا، يُشجع الشخص على زيادة الأوقات بين التبول لتقليل الرغبة المفاجئة.
  • تعديل النظام الغذائي: تقليل الكافيين، والأطعمة الحارة التي قد تهيج المثانة، والحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المثانة.
  • ممارسة الرياضة: ممارسة تمارين كيجل (تمارين تقوية عضلات قاع الحوض) لتحسين قوة العضلات التي تدعم المثانة وتساعد في التحكم بالتبول، وتجنب زيادة الوزن أو السمنة.

2. العلاج الدوائي:

· أدوية للتحكم في المثانة: المضادات الموسعة للمثانة (مثل أوكسيبوتينين): تساعد في تقليل النشاط الزائد للمثانة في حالات سلس البول الإلحاحي.

  • حاصرات ألفا (مثل تامسولوسين): تساعد في تخفيف الضغط على البروستاتا، وتُستخدم في علاج سلس البول الفيضي الناتج عن تضخم البروستاتا.

· الأدوية المضادة للاكتئاب أو القلق: إذا كانت العوامل النفسية مثل القلق تلعب دورًا في السلس، يمكن أن تكون بعض الأدوية النفسية مفيدة.

3. الأجهزة والعلاجات الفيزيائية:

· العلاج الكهربائي (التنبيه العصبي): يشمل استخدام تيارات كهربائية لتحفيز الأعصاب في منطقة الحوض، مما يساعد في تقوية العضلات المحيطة بالمثانة.

· الاختلالات العصبية (التنبيه العميق): في بعض الحالات التي تتضمن مشكلات عصبية، قد يتم استخدام جهاز عصبي لتحفيز الأعصاب المسؤولة عن التحكم في المثانة.

4. الجراحة:

· جراحة السلس الإجهادي: إذا كان سلس البول الإجهادي شديدًا، يمكن أن يحتاج الشخص إلى جراحة لتقوية العضلات حول الإحليل أو تثبيت المثانة في مكانها. تشمل الخيارات: رفع المثانة أو تثبيتها باستخدام شبكة خاصة. والحقن بالمواد الداعمة حول الإحليل لتحسين إغلاقه.

· جراحة تضخم البروستاتا: في حالة سلس البول الفيضي بسبب تضخم البروستاتا، يمكن أن يتم علاجها باستخدام عملية جراحية لتقليص البروستاتا.

  • القسطرة أو عملية تصريف البول: في حالات السلس الشديد أو المشكلات الهيكلية، قد يكون من الضروري تركيب قسطرة بولية لتصريف البول بشكل مستمر.

5. العلاج النفسي:

إدارة التوتر والقلق: في بعض الحالات، قد يكون السلس مرتبطًا بالعوامل النفسية مثل القلق أو التوتر. العلاج النفسي أو الاستشارات يمكن أن يساعد في تقليل هذه الأعراض.

6. دعم الحياة اليومية:

استخدام الحفاضات أو الحشوات: لتقليل الإحراج، يمكن استخدام الحفاضات أو الحشوات الصحية التي تضمن الراحة والنظافة. تُعدُّ هذه الوسيلة مؤقتة إلى أن يتم التحكم بالمشكلة.

متى يُنصح بالعلاج؟

  • إذا كانت الأعراض تؤثر بدرجة كبيرة على نوعية الحياة.
  • في حالات التسرب المستمر أو غير القابل للتحكم.
  • في حالات التهابات متكررة أو ألم في أثناء التبول.

اقرأ أيضًا لون البول.. ماذا يخبرك عن جسمك؟

كيفية ممارسة تمارين كيجل؟

تمارين كيجل هي تمارين بسيطة ولكن فعالة لتقوية عضلات قاع الحوض التي تؤدي دورًا كبيرًا في دعم المثانة والأمعاء والرحم. وتساعد هذه التمارين في علاج سلس البول، لا سيما النوع الإجهادي، كما أنها مفيدة أيضًا للنساء بعد الحمل والولادة.

إليك خطوات كيفية أداء تمارين كيجل على نحو صحيح:

  1. تحديد العضلات الصحيحة (عضلات قاع الحوض):

    • أول خطوة هي التعرف على عضلات قاع الحوض. طريقة بسيطة لتحديد هذه العضلات هي محاولة إيقاف التبول عندما تكون في الحمام. العضلات التي تستخدمها لإيقاف تدفق البول هي عضلات قاع الحوض.
    • ملاحظة: لا يجب ممارسة تمارين كيجل في أثناء التبول بشكل منتظم، لأن ذلك قد يسبب مشكلات في المثانة بمرور الوقت.
  2. وضعية مريحة: يمكنك أداء تمارين كيجل في أي وقت وفي أي مكان (وأنت جالس أو مستلقٍ)، لكن من الأفضل البدء في وضع مستلقٍ إذا كنت مبتدئًا.

  3. أداء التمرين:

    • الانقباض: شد عضلات قاع الحوض (كما لو كنت تحاول إيقاف التبول أو منع الغازات).
    • الاستمرار في الانقباض: حافظ على الشد مدة 5 ثوانٍ، ثم استرخِ مدة 5 ثوانٍ.
    • الراحة: في أثناء التمرين، تأكد من أنك لا تشد عضلات البطن، الفخذين، أو الأرداف.
  4. التكرار:

    • ابدأ بتكرار التمرين 10 مرات في مجموعة واحدة، ثم استرح مدة دقيقة أو اثنتين قبل القيام بمجموعة أخرى.
    • في البداية، حاول القيام بمجموعتين من 10 تكرارات يوميًّا.
    • مع مرور الوقت، يمكنك زيادة مدة الانقباضات لتصبح 10 ثوانٍ أو أكثر، ويمكنك زيادة عدد التكرارات أيضًا.
  5. استمر في الممارسة بانتظام:
    للحصول على أفضل النتائج، يجب ممارسة تمارين كيجل من 3 إلى 4 مرات يوميًا. يمكن أن ترى تحسنًا خلال 4 إلى 6 أسابيع من التدريب المنتظم.

هل يمكن الوقاية من سلس البول؟

نعم، الوقاية من سلس البول ممكنة، لا سيما إذا تم اتباع نمط حياة صحي واتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تدعم صحة المثانة وقاع الحوض.

إليك بعض النصائح التي قد تساعد في الوقاية من سلس البول:

1. تقوية عضلات قاع الحوض: ممارسة تمارين كيجل بانتظام يساعد في تقوية عضلات قاع الحوض، وهو أمر مهم في الوقاية من سلس البول، لا سيما الإجهادي. تمارين كيجل تساعد في دعم المثانة والأمعاء وتحسين التحكم في التبول.

2. الحفاظ على وزن صحي: السمنة تُعدُّ من العوامل المساهمة في زيادة الضغط على المثانة. الحفاظ على وزن صحي يخفف من الضغط على الأعضاء الداخلية، ما يقلل من خطر الإصابة بسلس البول.

3. تجنب الإمساك: الإمساك المزمن يمكن أن يزيد من الضغط على المثانة ويسبب ضعف عضلات قاع الحوض.

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات.
  • شرب كميات كافية من الماء.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

4. تجنب رفع الأشياء الثقيلة بشكل مفرط: رفع الأشياء الثقيلة قد يزيد من الضغط على المثانة، لا سيما إذا كانت عضلات قاع الحوض ضعيفة، وحاول تجنب رفع الأوزان الثقيلة أو استخدم تقنيات رفع صحيحة.

5. التبول بانتظام: عدم تأجيل التبول لأوقات طويلة يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة المثانة، وإذا شعرت بالحاجة للتبول، اذهب إلى الحمام بدلًا من الانتظار لفترات طويلة.

6. تجنب العوامل المهيجة للمثانة: الكافيين، والأطعمة الحارة، والمشروبات الغازية قد تؤدي إلى تهيج المثانة، وقلل من تناول هذه المواد إذا كنت تعاني مشكلات في التبول أو إذا كنت ترغب في الوقاية.

7. العلاج المبكر لمشكلات صحية أخرى: إذا كنت تعاني تضخم البروستاتا أو التهابات المسالك البولية، من الضروري علاجها في وقت مبكر للوقاية من تأثيراتها على وظيفة المثانة. ومعالجة أي مشكلات صحية أخرى قد تؤثر على المثانة، مثل السكري أو الأمراض العصبية، يمكن أن يقلل من خطر حدوث سلس البول.

8. التحكم في التوتر والقلق: القلق الزائد والتوتر يمكن أن يؤديان إلى زيادة الحاجة للتبول أو التسبب في زيادة نشاط المثانة، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو اليوغا يمكن أن يساعد في تقليل هذه الأعراض.

9. اتباع نظام غذائي صحي: النظام الغذائي المتوازن يؤدي دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة المثانة، وتحقق من تناول غذاء متوازن غني بالفواكه والخضراوات والبروتينات والألياف.

10. استشارة الطبيب بانتظام: إذا كنت تعاني أي مشكلة تتعلق بالتبول أو بدأت تلاحظ تغيرًا في نمط التبول، ويجب استشارة الطبيب للحصول على تشخيص مبكر وتوجيهات للوقاية والعلاج.

لقد تعرفنا في هذا الجزء على الطرق المختلفة لتشخيص سلس البول وكيفية التعامل معه عبر العلاج الفعّال والوقاية التي تضمن لك حياة أكثر راحة وثقة. إن إدارة هذه المشكلة تتطلب وعيًا واهتمامًا، ولكن الخطوة الأولى نحو الحل هي التعلم والفهم.

إذا كنت قد بدأت لتوك في رحلة فهم سلس البول، لا تنسَ أن تطلع على الجزء الأول من المقال، فقد تعرفنا معًا على عملية التبول الطبيعية، أنواع السلس وأسبابه وأعراضه. فهم هذه الأساسيات هو ما سيمكنك من التعامل مع المشكلة أكثر. واستمر في القراءة، وتذكَّر أن العلم هو أول خطوة نحو العلاج والوقاية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة