هل تعاني حركة طفلك ونشاطه الزائد؟ إليك هذه النصائح

توجد مقولة جميلة تقول: "لا يصح أن يكون عمل الأسر هو إطفاء الحرائق على نحو مستمر، وإنما المطلوب دائمًا توفير بيئة تساعد الصغار في أن يكونوا أصحاء نفسيًّا وجسديًّا".. من منطلق هذه المقولة وفي هذه المقالة سوف نناقش دور الأسرة "الجيدة" في التعامل مع طفل فرط الحركة أو النشاط الزائد.

في هذه المقالة، سوف نناقش الحركة والنشاط الزائد عند بعض الأطفال الصغار، وعلاقة ذلك بالذكاء، وبعض النصائح للوالدين للتعامل معها.

طفل فرط الحركة

دائمًا ما نجد شكوى الآباء والأمهات من الحركة الزائدة لطفلهم والنشاط المبالغ فيه، وصعوبة استقراره أو جلوسه في مكان واحدة دقائق معدودة، فضلًا على فشله في إتمام أي مهمة تُطلب منه، وتضيف بعض الأمهات أن الطفل يحاول تسلق الجدران والأمكنة المرتفعة؛ ما يعرضه للخطر، ويحتم علينا ضرورة مراقبته باستمرار خوفًا من أن يصاب بأذى.

فرط الحركة والذكاء

بعض المربين يربط بين النشاط الزائد عند الطفل وبين الذكاء، بمعنى أنه كلما زاد نشاط الطفل وحركته، كان ذلك دلالة على ذكائه، وكيف أن الطفل الذي يتحرك ويجري أفضل من الطفل الكسول الخامل. فإلى أي مدى يصدق هذا القول؟

الحقيقة أن كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده، فالحركة الزائدة لدى الطفل قد تكون علامة على مرضه، أو إصابته بفرط الحركة، ما يستدعي تدخل المختصين، وكلما كان التدخل مبكرًا، كان التأهيل أسرع.

ولكي نحكم على الطفل بأنه يعاني فرط الحركة، يجب أن يكون النشاط الزائد في البيت والمدرسة على السواء، أما إذا كان في أحدهما دون الآخر، فالخلل إذن في البيئة نفسها وليس الطفل، ما يعني ضرورة تهيئة البيئة المناسبة لهذا الطفل.

فتاوى مضرة

هنا مقولة جميلة تقول "من قال لا أعلم فقد أفتى".. غير أننا وفي بيئتنا المصرية تحديدًا، فكل من هبَّ ودبَّ، بخبرة أو دون خبرة، يفتي ويقدم نصائح وتوجيهات بدون علم، فبين قائل إن كل الأطفال في هذا السن يلعبون ويلهون، وهذا أمر طبيعي، وآخر قائل "كلها كام سنة ويبقى طفل طبيعي، ابني كان كده وهو صغير ولما كبر عقل". هذه المقولات وغيرها، لا تزيد الآباء والأمهات إلا مزيدًا من الحيرة والارتباك.

إذا أراد الأب معرفة ما إذا كان طفله طبيعيًا أم لا، يكفي أن يلقي عليه نظرة وهو يلعب مع أصدقائه في النادي، أو في أثناء الفسحة بالمدرسة، فإذا كان نشاطه مثل أقرانه، وإلا فقد يكون ذلك دليلًا على وجود مشكلة تستدعي التدخل.

الثقافة التربوية للأبوين

تتضح أهمية الثقافة التربوية للأبوين في التعامل مع طفل فرط الحركة أو النشاط الزائد، فالأم التي تعرف أن إصابتها بالأمراض أو تناولها للعقاقير أو التدخين في أثناء الحمل من شأنه أن يساعد في ولادة طفل فرط الحركة، ستدرك جيدًا أن عليها تجنب هذه الأمور حفاظًا على صحة جنينها.

أكثر ما يزعج طفل فرط الحركة أو النشاط الزائد انعدام الألعاب المتحركة التي تساعده في تفريغ الطاقة التي بداخله في شيء مفيد، ولأن بعض الأسر تقصِّر في ذلك، تجدها تعاني وتشكو من إزعاج طفلها، حتى إنهم قد يلجؤون إلى ضربه؛ ظنًا منهم أن ذلك من شأنه إسكاته، وهذا غير صحيح، بل إنه يزيد عناد الطفل ولا يخفف حركته.

ولأن التربية بالقدوة، فالأبناء يقلدون الآباء في الأفعال والأقوال، وكثيرًا ما ينصح التربويون الوالدين بألا تقع أعين أبنائهم على شيء منهم يعيبهم أمام أبنائهم، فلا يرون غير السلوكيات الصحيحة، والأقوال الطيبة، فلا مكان للشجار والخلاف والصوت المرتفع أمام أعين وسمع الأبناء، وإنما بالحوار الهادئ في الغرف المغلقة وبصوت هادئ غير مسموع.

الخلاصة

خلاصة القول.. طفل فرط الحركة أو النشاط الزائد بحاجة لمزيد من الصبر، والتشجيع، وأيضًا المكافأة كلما قام بسلوك مرغوب. تعجبني هذه النوعية من الآباء الذي يعقد اتفاقًا مع ابنه، إذا فعلت كذا وكذا، سأحضر لك هدية يحددها الطفل، وحال التزام الطفل بما تم الاتفاق عليه، يحضر الأب الهدية المتفق عليها؛ فهذا من شأنه أن يدفع الطفل إلى الالتزام أكثر والهدوء وعدم إزعاج المحيطين به؛ رغبة في الحصول على مزيد من الهدايا التي يحبها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة