هل تريد أن تعيش حياة أطول وتكافح تغير المناخ؟ تناول مزيدًا من النباتات

تزداد الحجة لمصلحة النباتات قوة وقوة، فيدرك خبراء الصحة والمنظمات الرائدة فوائد التحول نحو طريقة أكثر اعتمادًا على النباتات في تناول الطعام.

وقد أيدت أكاديمية التغذية وعلم الأنظمة الغذائية، والمعهد الأمريكي لبحوث السرطان، ومنظمات الرعاية الصحية الكبرى مثل كايزر بيرمانينت، تناول مزيد من الأطعمة النباتية.

ومع تزايد تأثير تغير المناخ في الواقع اليومي، يحث خبراء البيئة أيضًا على تناول مزيد من النباتات وأقل من الأطعمة الحيوانية؛ من أجل استخدام موارد أراضينا ومياهنا على نحو أكثر استدامة.

اقرأ أيضًا هل الأشخاص النباتيين أكثر صحة؟

بدائل الألبان واللحوم النباتية

في يناير/كانون الثاني 2019، أصدرت مجموعة من الباحثين الدوليين، وهي مجموعة إيت لانسيت، تقريرًا أوصى بـ"التحول الغذائي العظيم" لتحقيق نظام غذائي صحي ومستدام بيئيًا لسكان العالم بحلول عام 2050.

وكانت التوصية الرئيسة: خفض استهلاك الأغذية الحيوانية قدر الإمكان (بنسبة النصف في الأقل) ومضاعفة تناولنا للأطعمة النباتية (الخضراوات والبقول والفواكه والمكسرات).

وزعموا أنه بإجراء هذه التغييرات، يمكن تجنب نحو 11 مليون حالة وفاة. في حين طعن المنتقدون في التقرير لكونه غير عملي، فإن التحدي الذي ألقاه في مناقشات السياسة الغذائية كان له تأثير قوي.

لقد بدأ الأمريكيون في تلقي الرسالة. فوفقًا لتقرير صادر في يناير 2023، جرَّب 68% من الأمريكيين بدائل اللحوم أو الألبان النباتية.

وتشارك صناعة الأغذية أيضًا في هذه القضية؛ لأنها تقدم لنا مزيدًا من الخيارات. ووفقًا لشركة البحوث Mintel، فقد نما عدد الأطعمة النباتية الجديدة التي طُرحت في محال السوبر ماركت بنسبة مذهلة بلغت 268% بين عامي 2012 و2018.

والآن أصبح أي منتج حيواني تقريبًا متاحًا في نسخة نباتية؛ فيشغل "حليب" الجوز والجبن الصناعي مساحة كبيرة في علب الألبان (من عجيب المفارقات)، وتملأ العناصر النباتية أقسام الأطعمة الجاهزة والمجمدة.

وتشارك المطاعم أيضًا في هذا العمل، فتضيف مزيدًا من العناصر الخالية من اللحوم، والنباتية إلى قوائمها، من البرغر الخالي من اللحوم في الوجبات السريعة إلى قوائم تذوق الأطعمة النباتية في المطاعم الراقية.

اقرأ أيضًا في ظل أزمة الغذاء العالمية مصر والأردن تبحثان سبل التكامل العربي لتوفير الغذاء

الأكل النباتي

ولنواجه الأمر، لقد أصبحت الأنظمة الغذائية التي تركز على النباتات رائعة حقًا. واليوم، يتقبلها المشاهير من كل الأطياف، من بيونسيه وبيلي إيليش إلى وودي هارلسون وتوم برادي.

ولكن ماذا نعني عندما نتحدث عن الأكل النباتي؟ لحسن الحظ، فإن الحدود واسعة بما يكفي لاستيعاب العديد من التوجهات.

إن نحو 16 مليون في الولايات المتحدة نباتيون لا يأكلون اللحوم أو الأسماك أو الدواجن، ولكنهم يتناولون البيض ومنتجات الألبان.

ومليون آخر أو نحو ذلك هم نباتيون صرف، يتناولون الأطعمة النباتية فقط ويتجنبون المنتجات الحيوانية تمامًا.

ويوجد أيضًا نمط الأكل "المرن" أو "شبه النباتي" الذي يحتل موقعًا وسطًا سعيدًا. فيتناول الناس الطعام النباتي في معظم الأيام، ولكنهم يتناولون اللحوم أو الأسماك من حين لآخر.

وعلى الرغم من تباين التقديرات، فمن المرجح أن نحو ثلثنا يتناولون الطعام بهذه الطريقة فعلًا.

وقد أيَّد كثيرون فكرة الامتناع عن تناول اللحوم يومًا واحد في الأقل أسبوعيًّا؛ ويشهد على ذلك نجاح حملة يوم الاثنين الخالي من اللحوم على مستوى العالم في المؤسسات والمنازل في مختلف أنحاء العالم.

ويمكن التوصية بهذا النهج المرن، الذي قد يجد كثير منا أنه أسهل في تبنيه من التحول إلى نظام غذائي نباتي أو نباتي صرف.

وبالمقارنة مع الأمريكيين الآخرين، فإن المرنين أكثر احتمالية للحصول على المدخول اليومي الموصى به من الفواكه والخضراوات والألياف، وجني مزيد من الفوائد الصحية، مثل وزن الجسم الصحي وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

اقرأ أيضًا ما هي القواعد الأساسية للصحة الغذائية؟

النظام الغذائي المرن

وبالمصادفة، فإن النظام الغذائي المرن يشبه أيضًا ما أوصى به خبراء التغذية وباحثو التغذية والمدافعون عن الصحة العامة سنوات.

ففي تقرير للجنة الاستشارية للمبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية (2020): "تشمل الخصائص المشتركة للأنماط الغذائية المرتبطة بالنتائج الصحية الإيجابية تناول كميات أكبر من الخضراوات والفواكه والبقول والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون واللحوم والدواجن الخالية من الدهون والمأكولات البحرية والمكسرات والزيوت النباتية غير المشبعة وانخفاض استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة والأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر والحبوب المكررة".

ولكن في الحقيقة، مهما كان نظامك الغذائي الذي يعتمد على النباتات، فإن الالتزام بتناول مزيد من النباتات في طبقك هو مكسب لصحتك.

فقد ارتبط النظام الغذائي الذي يعتمد على النباتات بانخفاض خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالنظام الغذائي مثل السمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.

وفضلًا على ذلك، ترتبط أنماط الأكل الغنية بالنباتات بإيجابيات مثل عمر أطول ووظائف عقلية أفضل.

لا تُعد هذه الروابط الصحية مفاجئة عندما تعلم أن كثيرًا من النباتات هي قوى غذائية. يساعدك تناول مزيد من الطعام على الحصول على مزيد من العناصر الغذائية مثل حمض الفوليك والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامينات أ وج وهـ.

ويمكن أن تمنح الأنظمة الغذائية القائمة على النباتات أيضًا كثيرًا من البروتين عالي الجودة، وهو عامل مهم يجب ملاحظته في عصرنا الحالي المهووس بالبروتين.

اقرأ أيضًا أهم الأكلات النباتية الممتلئة بالبروتين

هل يمكن الاعتماد على النباتات كغذاء؟

اعتاد النباتيون على النصيحة بدمج مصادر البروتين النباتية مثل الأرز والفاصوليا في وجباتهم للحصول على مكمل كامل من البروتين.

لكن خبراء التغذية يقولون اليوم إن هذا لم يعد مصدر قلق؛ بالحصول على مجموعة متنوعة من الأطعمة طوال اليوم، ستلبي احتياجاتك من البروتين بسهولة.

بينما يبدو اتباع نظام غذائي يعتمد على النباتات رائجًا، فإنه في الحقيقة مجرد موضة قديمة.

فقد اعتاد الناس على تناول الطعام بهذه الطريقة -باستمتاع- منذ آلاف السنين.

ولنتأمل أنماط الأكل التقليدية في البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، فتُبنى الوجبات على الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه والفاصوليا والمكسرات والزيوت الصحية، وفي بعض الأحيان البيض والجبن والمأكولات البحرية، وكميات صغيرة فقط من اللحوم.

وقد أظهرت دراسة تلو الأخرى أن نمط النظام الغذائي المتوسطي هذا هو أحد أكثر أنماط العالم صحة، ويرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان حتى مرض ألزهايمر.

وعلى نحو مماثل، تتنوع الأنظمة الغذائية التقليدية في مختلف بلدان آسيا على نطاق واسع، ولكنها تشترك في نقاط عدة مشتركة، وهي مفيدة للصحة.

فمن الهند إلى اليابان إلى الصين إلى إندونيسيا، تتألف الوجبات اليومية من الأرز ووفرة من الخضراوات والبقوليات وأطعمة الصويا والحبوب الكاملة والأسماك والأعشاب والتوابل.

وتميل منتجات الألبان إلى التخمير، ما يضيف البروبيوتيك الصديق للأمعاء إلى القائمة.

وتمارس الأنظمة الغذائية النباتية على نطاق واسع، وكثير منها قائم على الممارسات الدينية، واللحوم تميل إلى أن تكون مكونًا صغيرًا من الطبق.

اقرأ أيضًا فوائد الغذاء الصحي وأسئلة مهمة تدور حول مفهوم الصحة

الأنظمة الغذائية النباتية في أنحاء العالم

وفي إفريقيا تتفرع أساليب الطعام التقليدية، ولكنها تعتمد أيضًا على الأطعمة النباتية.

فالخضراوات، وخاصة الخضراوات الورقية، تمثل غذاءً أساسيًا إلى جانب الدرنات مثل الكسافا والبطاطا الحلوة، والحبوب الكاملة والبقوليات، والفواكه والمكسرات والبذور. كما يتم الاستمتاع بالأسماك والدواجن واللحوم بكميات صغيرة.

وفي أمريكا اللاتينية تعتمد التقاليد الطهوية اعتمادًا على الأطعمة النباتية.

فالذرة والفاصوليا والأرز والحبوب الكاملة والدرنات مثل الكسافا والبطاطا هي من المواد الغذائية الأساسية اليومية، إلى جانب الفلفل الحار واليقطين والطماطم والأفوكادو والفواكه الاستوائية.

ولأن هناك مثل هذه المنتجات اللذيذة التي يمكن طهيها، فلا داعي لأن تؤدّي اللحوم دور البطولة

سبب قوي آخر لأكل مزيد من النباتات أنها يمكن أن يكون لها فوائد هائلة للبيئة.

نظرًا لأن جزءًا كبيرًا من اللحوم والدواجن في البلاد يتطلب كثيرًا من الأراضي وموارد المياه وله بصمة كربونية كبيرة، فإن استبدال اللحوم ببديل نباتي مرة واحدة فقط في الأسبوع يمكن أن يكون له تأثير كبير.

وهذا يعني أيضًا نفايات حيوانية أقل، إضافة إلى استخدام عدد أقل من المضادات الحيوية في إمدادات الغذاء، نظرًا لأن كثيرًا من الحيوانات التي تربى في المزارع يطعمها مربوها المضادات الحيوية روتينيًّا.

لذا، فسواء كنت تسمي نفسك نباتيًا، أو مرنًا في تناول الطعام، أو "إيجابيًا تجاه النباتات"، فإن الالتزام بإضافة مزيد من النباتات إلى طبقك يعد تحولًا قابلًا للتنفيذ ولذيذًا، ولم يكن الأمر أسهل من ذلك أبدًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة