بدايةً، يجب أن نفصل بين النظرة التي تعبر عن احترام وتقدير للمرأة، وبين النظرة التي تعبر عن سلوك مزاح أو تحديدًا سلوك تحرش جنسي.
فالنظرة التي تعبر عن احترام وتقدير للمرأة هي نظرة طبيعية تعبر عن التواصل بين الأفراد في المجتمع، ولا يجب أن نعدها مشكلة.
ومع ذلك، فإن النظرة التي تتجاوز حدود الاحترام وتعد تحرشًا جنسيًّا هي مشكلة شديدة الْخَطَر ومرفوضة قطعًا.
اقرأ أيضًا من كتاب " الجنس الآخر ".. هل الأنوثة كافية لتعريف المرأة؟
ثقافة المجتمع نحو التحرش
من المهم أن ندرك أن النظرة التي تعدها المرأة كثيرًا من الأحيان تصورًا خاطئًا، ليست مؤشرًا دقيقًا على مدى الاحترام أو النية الحقيقية للشخص الناظر، وقد يكون تفسير النظرة متعلقًا بالثقافة والخلفية الاجتماعية للفرد.
وقد يحكم بعض الأشخاص على النظرة بناءً على تجارب سلبية سابقة، وقد يتسبب ذلك في تعقيدات وتوترات في التفاهم بين الأفراد.
للتغلب على هذه المشكلة، يجب التركيز على تعزيز التوعية والتثقيف في المجتمع بشأن قضايا النظر والتحرش الجنسي، ويجب على الأفراد تعلم كيفية التعامل والتفاعل باحترام ومسؤولية مع الآخرين، بغض النظر عن جنسهم أو جنسيتهم.
ويجب على الأفراد المشاركة في إحداث تغيير إيجابي عن طريق الدفاع عن حقوق المرأة وتوفير بيئة آمنة ومتساوية للجميع.
على المستوى الشخصي، يمكن للمرأة أن تتبع بعض الإجراءات لحماية نفسها، مثل تجنب الوجود في الأماكن غير الآمنة وطلب المساعدة عند الحاجة، وضمان وجودها في الأماكن العامة ذات الإضاءة الجيدة والحيوية.
إضافة إلى ذلك، يمكن للمرأة أن ترفع مستوى الوعي والمعرفة بحقوقها وكيفية التصرف في حالة مواجهة أي تحرش.
اقرأ أيضًا نظرة المجتمع إلى المرأة قديمًا و حديثًا
تأثير التحرش في المرأة
يمكن القول إن عددًا من النساء يعانين تعرضًا متكررًا للنظرات الجارحة أو التحرش اللفظي أو الجسدي.
وهذا التحرش ينطوي على سلوكيات غير مرغوبة تستهدف المرأة دون موافقتها أو رغبتها، ما يتسبب في الإحراج والاضطراب النفسي والشعور بالانتهاك الشخصي، هذه الظاهرة تحدث في مختلف الأماكن، بما في ذلك الأماكن العامة مَحَالّ العمل والمدارس ووسائل النقل العامة.
من الأهمية بمكان أن نعي أن النظر تجاه المرأة، بغض النظر عن نية الشخص المشاهد، يمكن أن يكون مؤذيًا ومهينًا.
فالمرأة ليست مجرد كائن جنسي معرض للتصفية، بل هي شخص يستحق الاحترام والتقدير، والتصور الخاطئ يأتي من اعتقاد بعض الأفراد أنه من حقهم التحرش أو المضايقة جنسيًّا للمرأة، وهذا تصور خاطئ وغير مقبول.
في النهاية، يجب على المجتمع بأسره أن يعمل على تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على أنواع التمييز والتحرش الجنسي، وذلك بالتثقيف وتعزيز التوعية وتشجيع الثقافة في جميع الأعمال والعلاقات.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.