هل النباتات آكلة اللحوم موجودة بالفعل؟ أم أن كل ما قاله الأجداد عنها مجرد أساطير وخرافات؟ وهل تسعى هذه النباتات دائمًا إلى التهام فرائسها؟ وهل كانت حرة الحركة أكثر مما هي عليه الآن؟
اقرأ ايضاً فوائد النباتات للإنسان وللبيئة
النباتات آكلة اللحوم حقيقة أم خرافة؟
لم يتمكن العلماء المعاصرون حتى الآن من تأكيد حكايات القرن الماضي عن نباتات ضخمة آكلة للإنسان معروفة بوجودها في أجزاء من غابات أمريكا الجنوبية.
ونعود إلى ما يسمى بـ (النباتات آكلة اللحوم)، وهل هذا تعبير اخترعه خيال المؤلفين للأطفال خصيصًا؟
هذا الاسم لم يأتِ عبثًا .. وهذه النباتات ليست حكاية خرافية .. لقد حدد العلماء أنواع النباتات التي تُظهر شغفًا كبيرًا بلحوم الحشرات مثل الذباب والنمل والدبابير أو حتى لحوم الثعابين الصغيرة.. وغيرها.
وقد أظهرت الدراسات التي أجراها بعض هؤلاء العلماء أن هذه النباتات تحتاج، من أجل بقائها وطول عمرها، إلى كمية من المعادن الغذائية لا تتوفر عادة في التربة التي تنمو فيها، أي المعادن الغذائية التي لا تستخلصها من الأرض.
اقرأ ايضاً علماء ينجحون في التواصل مع النباتات بالإشارات الكهربائية
طريقة اصطياد هذه النباتات للحشرات
ومن يتابع ويراقب عمليات الاصطياد، فسيجد أن الطريقة التي تصطاد بها هذه النباتات ضحاياها فريدة ومميزة، فهي تجذب الحشرة للاقتراب منها.. وتستخدم وسائل مختلفة في هذا الطُّعم.. حتى تقترب الحشرة.. فيزودها النبات بعينة من الرحيق.. إنه حلو.
وهكذا تبدأ الحشرة في التذوق.. ثم اللذة.. وهذه اللذة توقعها في الفخ.. في كل الطريق وفي المصيدة يضعها النبات.. حيث يعلق في المادة.. والنهاية.. وبعد ذلك تبدأ النباتات في هضم ما سقط تحت (أنيابها).
وهنا تبرز علامة استفهام: كيف يحدث هذا؟
وردًّا على ذلك نقول: إن الإغراءات الأولى هي ذلك الطُّعم الذي يحفز حماس الحشرة للاقتراب، وهي مجموعة ألوان زاهية تصبغ النباتات البرية. عادة ما تكون أوراق هذه النباتات وجذوعها وأزهارها ذات ألوان زاهية مثل: الأحمر، أو الأصفر، أو الأخضر.. وهذه الألوان تميزها عن نباتات أخرى حولها، فتجذب انتباه الحشرة، التي بمجرد اقترابها، يبهر عينها سائل يضيء بريقه في الشمس.
وهذا السائل يفرزه النبات على أوراقه أو يتجمع في أكياس صغيرة موجودة في رؤوس الشعيرات التي تنتشر فوق سطحه، وهو سائل لزج.
اقرأ ايضاً الدخول في عالم النباتات الطبية و كيفية العلاج بالأعشاب؟
طريقة اصطياد النباتات عن طريق رائحتها
كما يتميز النبات برائحته العطرية التي تضاف إلى قائمة إغراءاته، هذه الرائحة تشمها الحشرة من بعيد وتعجب بها.
وعندما تقف الحشرة على النبات.. وكل أملها أن تحصل على وجبة لذيذة من الطعام الدهني.. غير مدركة أن هذه الوجبة ستكلفها حياتها.. ويستقبلها النبات بفتح سطح الجزء الذي تهبط عليه بقوة مما يؤدي إلى زيادة نسبة إفراز السائل في هذا السطح.
وتبدأ الحشرة بشرب هذا الرحيق الحلو. وقد تبذل الحشرة جهودها للهرب. فيؤدي جهدها إلى زيادة غرقها بسبب هذه الشعيرات التي تمنع رؤوسها الحشرة من الخروج..
أضف إلى ذلك، لا يمكن للحشرة أن تخترق هذا السطح أو تمزقه بسبب شدة انزلاقه وملامسته لها.
وبمجرد أن تعلق الحشرة وتفقد الوعي، تبدأ أطراف النبات في الالتفاف حولها لابتلاعها.
وبعد ذلك مباشرة تبدأ عملية الهضم. وتفرز غدد خاصة في النبات عصائر وخمائر تساعد على تكسير جسم الحشرة إلى سوائل وزيوت يمتصها النبات ويتغذى عليها.
وتُصحب عمليات الإفراز بفتح وإغلاق السطح وحركته الإرادية لأعلى ولأسفل لتسهيل عملية الهضم.
وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة للنباتات الآكلة للحشرات، فهذا يذكِّرنا بما كتبناه في الصحف في القرن الماضي عن نباتات آكلة للحوم البشر.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.