المرأة أشبه بالكلب أو الحمامة، فالكلب وافٍ، وأصله غير صافٍ، يمكنه عضُّ صاحبه، كما يمكنه إيذاء طالبه، ومهما تدرَّب على المحاسن، فإن الخساسة عاقبة، وما الأوصاف السيئة له مجانبة.
يعيش على الرَّوث، ويرجع إلى القيء، ولا يأتي بالفيء، ولا يسلم من القدح، كما لا يستحق كل المدح، لا يخفِّف الأعباء، ويُرْشِد بالنباح الأعداء.
لا يُشْوَى لحمُه ولا يُحْتَلَب، ولا ينزجر حين يغضب، ولو استُسِيغَ لحمُه، لا يُشتَهى طعمُه، ولُعابُه مَعِيب، ومُخاطُه مقزَّز، وما هو معزَّز. وهل المرأة مثل الكلب في هذه الأوصاف، أو لها قصص سيئة على الأطراف؟
فالحمامة هادئة في المعاملة، وسهلة في المزاملة، تتحف بالهديل، وهي ذات الخلق النبيل، تطير ولا تبتعد، وتأكل وتقتصد، نظيفة المنظر، حوَّامة، ولا تُضْطَرُّ إلى الخطر، وليست ذات البطَر، عديمة المشكلة، عند قضاء الوطَر. وهل المرأة توأمها بهذه الخليقة، وهل هي مثل هذه العشيقة؟
إن الحمامةَ بالأخلاق تتصفُ والكلبَ في الأرضِ بالأوساخِ معترفُ
هل أشبهتْهما في أرضنا امرأةٌ هل أنها عنهما في الأرضِ تختلفُ؟
فالكلبِ ذو وسَخٍ في كلِّ أزمـنَةٍ وما له عند أصحاب الحِجا الشـرَفُ
يحوي كثيرا من الأوصافِ إنَّ له سوءًا، كما عنده من أمره كلَفُ
وللوقاحة فيه كلُّ أنْصـِبَةٍ وللوضاعة أقوالٌ...ويقترفُ
أما الحمامةُ لا تحوي سوى خلُقٍ وإنها من رحيق العزِّ ترتشفُ
هل أشبَهتْهما في أرضنا امرأةٌ هل عندها من جميلِ الوصفِ ما نصفُ؟
هل أشبَهتْهما، كم زيَّفتْ خلُقًا لكي تنال الذي في قـــشرِها ترَف؟
هل أشبَهَتْهما إذ إنَّها حسـبَتْ ما عندها خيرَ شيءٍ ملؤه خلَفُ؟
لو أنها الكلبُ في أخلاقِها ولها كل المثالبِ لا يبقى بها الهدَفُ...
لو الحمامةُ حاكتْها فقد سعِدَتْ غدا يعزُّ لها في قومها طرَفُ
إن لم تكنْ تشبِه الكلبَ استقرَّ لـها مدحٌ تسير به في عيشِها تُحَفُ
إذا الحمامةُ ظنَّتْها شريكتَها بالمجدِ أصحاب مجدِ الأرض قد هتفوا
وإن رأى الكلبُ فيها وجْهَه فقــلدْ أضحتْ وقاحتُها ما سوف ينكشفُ
وللخساسةِ ما يغني خلائقَها بالحطِّ حين يكون الحطُّ يلتحفُ
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.