هل توجد سن معينة يتعلم الإنسان فيها القيم؟ وهل هذه القيم ثابتة أم تتغير بمرور الزمن؟ وكيف يمكن تعلمها؟
كل هذه الأسئلة وغيرها سوف نجيب عنها في هذه المقالة.
اقرأ أيضًا كيف تكون التربية عن طريق غرس القيم؟
ماذا تعني القيم؟
القيم بمعناها الواسع تعني كل شيء ذي أهمية للشخص نفسه. لذا يوجد من يجد هذه القيم في مبادئ مثل الصدق، النخوة، الرجولة، الأمانة، ويوجد من يجد هذه القيم في المال والنفوذ والسلطة والشهرة.
والقيم ليست بالضرورة أن تكون أخلاقًا، فقد تكون أخلاقًا، وقد تكون أشياء أخرى، على حسب أهميتها لدى الشخص نفسه، مثل الصحة والمال والشهرة وغيرها.
إلى جانب ذلك، فالقيم بمنزلة البوصلة التي توجه سلوك الفرد وتصرفاته في حياته اليومية وتعاملاته مع الناس.
وتتكون خلال مراحل حياة الإنسان، غير أن السنوات الأولى من حياته تؤدي الدور الأكبر في تكوين شخصيته وسلوكياته.
اقرأ أيضًا 10 قيم إنسانية للتعايش بين الناس.. تعرف عليها الآن
متى وكيف تتكون القيم؟
خلال السنوات العشر الأولى من حياة الإنسان تتكون القيم لدى الإنسان، غالبًا عن طريق الأسرة، الأب والأم أو من يقوم مقامهما.
فالأسرة بمنزلة المدرسة الأولى للطفل، لكنها ليست ثابتة، هي تتغير من مجتمع لآخر، في النهاية نحن بصدد علم إنساني، تختلف من مجتمع وثقافة لأخرى.
وهنا لا بد لنا من وقفة مع الآباء والأمهات والمربين الذي يقرؤون هذه السطور، والتأثير الواضح للأسرة في حياة الطفل الأولى منذ لحظة الميلاد.
فالطفل يولد صفحة بيضاء، وأبواه يكتبان ما فيها؛ لذلك فلهذه السنوات أهمية خاصة وتأثير كبير في حياة الإنسان، لأنها تتكوَّن وتصبح جزءًا من شخصيته عندما يكبر.
عندما يكبر الإنسان ويصل لمرحلة المراهقة يكون التأثير الأكبر ليس للأسرة، لكنه ينتقل إلى المدرسة والأصدقاء، ولذلك نشدد دائمًا على حسن اختيار الأصدقاء في هذه المرحلة الحساسة من حياة الطفل؛ لأن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله.
لكن ليست المدرسة والأصدقاء، هما المؤثران الوحيدان في التربية والقيم، فتوجد أيضًا وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي التي يقضي الطفل أمام شاشاتها يوميًّا ساعات طوالًا.
لعل هذا يفسر سر تأثر شبابنا وبناتنا بالعادات والأفكار الغربية، في الملبس وقصات الشعر والموضة والأزياء، وغيرها من الأمور الشكلية التي يقلدها شبابنا.
اقرأ أيضًا قيم يجب أن يتربى عليها الطفل
هل القيم ثابتة؟
تستقر القيم لدى الشخص عند وصوله منتصف العشرينيات، ويصبح من الصعب عندها تغييرها، وعلى الرغم من ذلك فالتجارب والخبرات الحياتية يمكن أن تؤدي إلى تغير بعض القيم، سواء أكانت تجارب مؤلمة أم ملهمة.
التطور التكنولوجي الهائل وثورة المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي، كلها وسائل يمكن أن تؤدي إلى تغير بعض القيم والمفاهيم لدى الإنسان.
فضلًا على التعليم والتعلم المستمر، فمع رحلة العلم يكتشف الإنسان قيمًا جديدة قد تؤثر فيه ويتأثر بها.
كثيرًا ما يحدث معنا أن نتذكر مواقف مررنا بها منذ سنوات عدّة، فنسأل أنفسنا: هل جننت عندما آمنت بهذا الرأي؟ كيف لي أن أقول هذا الكلام أو أكتب هذه العبارات؟! خاصة على منصات التواصل الاجتماعي التي تذكرنا بما كتبناه في مثل هذا اليوم قبل أعوام مضت، وهذا يؤكد أن القيم والقناعات تتغير بمرور الزمن، وبتعرضنا للمؤثرات المختلفة.
خلاصة القول، إن القيم جزء من شخصية كل إنسان، تتكوَّن منذ الصغر، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، لكنها تتأثر بعوامل كثيرة، منها التعليم، الإعلام، الأصدقاء، التجارب والخبرات وغيرها.
وأنتم أعزائي القراء، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة في القيم وتغيرها لدى الإنسان وأبرز العوامل المؤثرة فيها.
ممتاز
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.