تلجأ كثير من أمهات أطفال طيف التوحد إلى اللجوء إلى الضرب والصراخ في الطفل من أجل كفه عن سلوك خاطئ يفعله أو من أجل حثه على طاعة الأوامر وتنفيذ التعليمات، غير أن هذه الطريقة غير مجدية على المدى البعيد.
في هذه المقالة نقدم لكم أعزائي القراء، الطريقة الأفضل للضغط بها على طفل طيف التوحد من أجل تنفيذ الأوامر، والكف عن السلوكيات الخاطئة، دون اللجوء إلى الضرب والصراخ.
اقرأ أيضًا اليوم العالمي للتوحد، أسباب طيف التوحد تشخيصه وعلاجه
كيف يفكر طفل طيف التوحد؟
يجب على الآباء والأمهات لأطفال طيف التوحد إدراك كيف يفكر طفل التوحد حتى يمكنهم التعامل معه على نحو أمثل، وهي أن طفل طيف التوحد عندما يرغب في عمل شيء ما، فإن الضرب والصراخ لن يثنيه عن ذلك، والتجربة والواقع خير دليل على ذلك.
حتى في التربية العادية للأطفال الأسوياء، الضرب والصراخ قد يؤدي إلى نتائج مؤقتة، لكنها ليست على المدى البعيد، ولم تثبت فعاليتها، بل على العكس كانت النتائج عكسية، والآثار كارثية على نفسية الطفل وشخصيته عندما يكبر.
فالطفل العادي على الرغم من الضرب والصراخ المتواصل لارتكابه سلوكًا ما، فإنه سرعان ما يعود ويكرر هذا السلوك مجددًا مع علمه بأنه سوف يتعرض للضرب والصراخ من والديه، وتصل في أحيان كثيرة إلى حد العناد والإصرار على تنفيذ رغبته.
اقرأ أيضًا دورات مجانية للأمهات والأباء لصحة نفسية أفضل لأطفالهم.. تقدم الآن
لا يحب الخسارة
الفكرة ببساطة، أنه إذا كنت ترغب في توقف طفل طيف التوحد عن سلوك خاطئ، فالشيء الأول الذي يجب التفكير فيه هو الخسارة، بمعنى أن طفل التوحد مادي بالمقام الأول، مصلحته قبل كل شيء، لذلك يجب معاملته على هذا الأساس. هذا بالنسبة للأطفال فوق سن الثلاث سنوات، أما دون ذلك فهو بحاجة إلى مزيد من الصبر والتحمل.
طفل طيف التوحد عندما يفكر في عمل شيء، فإن هذه الفكرة تستحوذ على فكره استحواذًا كبيرًا، ويسعى للحصول عليها بشتى الطرق، وبذلك يمكن للآباء استغلال هذه النقطة وسيلة ضغط للحصول على شيء محبب له من أجل الإقلاع عن سلوك خاطئ.
اقرأ أيضًا مرض التوحد "أسبابه وعوارضه وأشكال العلاج"
نصيحة لأولياء أمور أطفال طيف التوحد
لذلك، النصيحة التي أتقدم بها للآباء والأمهات سريعي الغضب والعصبية على الطفل، هي التوقف عن ذلك فورًا لعدم جدواها، بل على العكس، الأمر يتطلب برود الأعصاب والصبر في التعامل مع طفل طيف التوحد. لا يمنع ذلك أن يكون صوتك فيه نوع من الجدية والحزم، لتوصل به رسالة للطفل أن هذا الأمر غير مقبول.
بحيث يدرك الطفل من نبرة الصوت وتعبيرات الوجه أنك حازم ومصر على ما تطلبه منه، وفي هذه النقطة تحديدًا، يجب أن يدرك الوالدان أنهما من يقود الطفل وليس العكس، بمعنى أن للأب والأم السيطرة على تصرفات الطفل، وليس العكس.
هذا الأمر ينعكس على تأهيل وعلاج طفل طيف التوحد ومدى تحسنه، فكلما كانت السيطرة للوالدين على تصرفات الطفل، كان التحسن أسرع، وذلك لسبب بسيط جدًّا، أن الطفل ينفذ تعليمات الوالدين ويخشى مخالفتها، وبذلك يساعد نفسه على الخروج من حالة التوحد التي يحبها.
العبرة ليست إذن بالصراخ والصوت العالي الذي يسبب القلق للجيران، وإنما بالأفعال، وهو ما يجب أن يصل لطفل طيف التوحد، بأن تصر الأم على تنفيذ التعليمات من أجل الحصول على الأشياء التي يحبها، سواء كانت طعامًا أو شرابًا أو اللعب بالهاتف النقال وغيرها.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم من واقع تجربتكم، كيف ترون الضرب والصراخ على الطفل وسيلة عقاب؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.