تخيل معي أنك ضِعت في الصحراء، وستموت من الجوع والعطش. وبعد يومين، جاءك شخص بالماء والطعام. إذا لم تكن لديك الرغبة أو الحافز للأكل، ستموت. فهذا هو الشغف: "الشعور بالرغبة والحماس تجاه شيء ما". قد يكون مهارة، أو لعبة، أو فكرة.
هل توجد علاقة بين هرمون "الدوبامين" والشغف؟
نعم، فعلًا توجد علاقة بين هرمون "الدوبامين" والشغف. دعنا في البداية نعرف ما هرمون الدوبامين؟
الدوبامين: "يُعد من أهم الهرمونات التي تُفرز في الجسم، وهو المادة التي تُعطيك الطاقة والحافز لفعل شيء ما، وفي النهاية تحصل على هرمون السعادة".
بعد أن تعرفنا على هرمون الدوبامين، دعنا الآن نتعرف على طرق الحصول عليه.
اقرأ أيضًا: تعرف على شغفك واحصل عليه واعمل على تنميته
توجد طريقتان للحصول على هرمون الدوبامين، هما:
• الاستهلاك: وهي أكثر الطرق الشائعة لدينا، ويتكون عن طريق اللهو، الجلوس على الهاتف مدة دون فائدة، اللعب بألعاب الفيديو، مشاهدة الأفلام، وغيرها من الملهيات للقضاء على الملل. وقد يتسبب الإفراط في الاستهلاك في الإدمان.
• الإنتاج: وهو القيام أولًا بالإنجاز، ومن ثَمَّ نحصل على "الدوبامين" أو السعادة. قد تسأل نفسك: لماذا يظل الرسام يرسم لوحة بالأيام والأسابيع، وقد تصل إلى الشهور؟ الإجابة بسيطة جدًّا وهي: (الشغف). وكذلك الحال مع الكاتب، المدرب، صانع المحتوى.
قد تختلف علامات فقدان الشغف من شخص إلى آخر، فدعنا نتعرف على أبرزها.
• قلة الحماس: قد تجد صعوبة في الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير اهتمامك من قبل.
• الملل: قد تشعر بالملل تجاه الأشياء، حتى التي كانت ممتعة وتثير اهتمامك سابقًا.
• التسويف: كثير منا يؤجل الأعمال إلى وقت لاحق، أو يكون متلهفًا لانتهائها.
• الإحباط: عندما تجد نفسك تشعر باليأس والإحباط تجاه أشياء كنت تستمتع بفعلها سابقًا.
• غياب الإنجاز: عندما تشعر بعدم الرضا عن نفسك، أو بغياب الإنجاز في حياتك.
اقرأ أيضًا: الشغف سر نجاحك في الحياة
ما الأسباب التي تدفعني لفقدان الشغف؟
في الحقيقة، هي أسباب عدة، ومنها:
• غياب التحفيز: عندما يغيب التحدي خلال الأنشطة، يؤدي ذلك إلى الملل وفقدان الشغف.
• الإرهاق: عندما تعمل لوقت طويل، أو دون دعم، سيؤدي ذلك أيضًا لفقدان الشغف.
• الإجهاد: عندما تعمل بجهد كبير، قد يؤدي ذلك إلى الإرهاق النفسي والجسدي، ما يتسبب في فقدان الشغف.
• التجارب السلبية: إذا حصلت على نتائج أقل من توقعاتك، سيؤثر ذلك بطريقة غير مباشرة في فقدان الشغف. ولكن فقدان الشغف حالة طبيعية يمر بها الجميع، فلا تقلق.
اقرأ أيضًا: مفاجأة فقدان الشغف.. ماذا تفعل عندما تفقد الشغف؟
كيف يُمكنني استعادة شغفي؟
في هذا المقال ذكرت لك بعض الطرق حتى تتمكن من استعادة شغفك.
• الابتعاد عن الاستهلاك: إذا فعلت ذلك، سيضطر جسمك إلى البحث عن طرق أخرى للحصول على الدوبامين. بناءً عليه، سيتجه إلى الإنتاج عوضًا عن الاستهلاك. مثال ذلك: ابقَ بعيدًا عن هاتفك مدة من الزمن، ستشعر بالملل، ومن ثم؛ ستبحث عن الكتاب الذي بدأت في قراءته منذ مدة وتركته، أو عن رسمة بدأت فيها ولم تكملها.
• تحليل السبب: حاول معرفة سبب فقدانك الشغف. هل توجد تغيرات في حياتك المهنية أو الشخصية؟
• تحديد اهتمامات جديدة: قد يكون الشغف قائمًا على اهتمامات قديمة، فحاول البحث عن اهتمامات جديدة تثير اهتمامك وتحفزك.
• الاستراحة والاسترخاء: ذكرنا أن من أسباب فقدان الشغف هو الجهد والتعب، فحاول أن تُريح عقلك وجسدك.
• تحديث أهدافك: قد تكون الأهداف التي تسعى لإنجازها قديمة، حاول تغيير أهدافك بناءً على التغيرات الجديدة في حياتك.
• تعلم شيء جديد: قد يُساعدك ذلك في اكتشاف شغفك في مهارة جديدة كنت تجهلها.
• التفكير الإيجابي: انظر إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، واشكر الله عليها؛ سيساعد ذلك في زيادة حماسك وشغفك.
• الصبر والاستمرارية: قد يستغرق تطبيق كل هذه الخطوات وقتًا طويلًا، فيجب عليك أن تصبر حتى تستعيد شغفك.
في النهاية، لا بد من تغيير وجهة نظرنا تجاه التحفيز، فليس من الطبيعي أن يظل الشخص شغوفًا ومتحمسًا دائمًا. ولا تعتمد على محفز خارجي؛ لأنه قد يكون مجرد حافز مؤقت وسرعان ما ينتهي.
جميل احسنتى اتمنى ان تتابعينى
👍❤
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.